دمار هائل وكارثة إنسانية تخلفها إسرائيل في مستشفى كمال عدوان.. ماذا فعل؟

الأحد 17 ديسمبر 2023 01:31 م

خلّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي دمارًا هائلًا في مستشفى "كمال عدوان" (شمال غزة)، عقب محاصرته لأيام واستهدافه بالقصف، فتوقف عن العمل تمامًا بعدما كان آخر مستشفى حكومي يعمل في شمال القطاع.

واستمر حصار قوات الاحتلال للمستشفى 7 أيام، ارتكب خلالها انتهاكات بحق الأطباء والنازحين الذين احتموا فيه ما خلّف عددًا من الشهداء والجرحى، قبل أن يعلن السبت، انتهاء عملياته باعتقال 90 فلسطينيا، بعد تجريدهم من ملابسهم.

ومع عقد طاقم المستشفى، مؤتمرا صحفيا ظهر الأحد، للكشف عن مجازر الاحتلال، صوبت دبابات إسرائيلية نيرانها، تجاه مبنى المستشفى، لمنع الأطباء من كشف الدمار الذي خلفه الاحتلال.

وأظهرت لقطات مصورة، اقتحام جنود إسرائيليين لمستشفى في شمال قطاع غزة على مدى الأيام القليلة الماضية تاركين وراءهم دماراً وفوضى.

ودعت وزارة الصحة الفلسطينية إلى إجراء تحقيق دولي في "الشهادات" التي كشفت عن قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين أحياء في ساحة المستشفى، حسب تعبيرها.

وأظهر مقطع مصور، جثتان مكفنتان وصبياً مصاباً وسيارة مدمرة وجدراناً محطمة ومحترقة وأكواماً من المتعلقات المهجورة في المستشفى.

وقال الدكتور أحمد الكحلوت الطبيب بالمستشفى، والذي كان يرتدي الزي الأخضر: "لقد داهموا المبنى، واقتادوا جميع الموظفين للتحقيق، كما جري التحقيق مع المصابين".

ومنعت القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية من تقديم العلاج للجرحى بقسم الطوارئ، ما أدّى إلى وفاة بعضهم، كما أجبرت الطواقم على تجميع الجرحى وأطفال العناية في الطابق الثاني فقط، ومنعت عنهم الماء والطعام والكهرباء والحركة بين الأقسام، وفق وكالة أنباء "العالم العربي".

وكان الجيش الإسرائيلي قد اقتحم مستشفى كمال عدوان الأسبوع الماضي بعد أيام عدّة من حصاره، مما دفع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس للدعوة إلى حماية المستشفى.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء الماضي، إن 11 مستشفى فقط من بين 36 في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي، منها واحدة في شمال القطاع و10 في جنوبه.

من جانبه، قال حسام أبوصفية رئيس قسم الأطفال في المستشفى، إن حوالي 65 مصابا ومريضا، بالإضافة إلى 12 طفلا مصابا، نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى.

وأضاف: "غالبية النازحين كذلك خرجوا من المستشفى وبقينا نحن وبعض النازحين الذين لا مأوى لهم داخل المستشفى.. المدارس ومراكز الإيواء أصبحت مكتظة ولا يوجد مكان آمن لنتوجه إليه".

وتحدث الطبيب عن تفاصيل الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، عندما حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى قبل أن يقتحمه في نهاية المطاف، وقال: "أطبق الجيش الحصار على المستشفى من جميع الجهات لما يقرب من أسبوع، ومنذ 4 أيام اقتحمه بشكل مفاجئ".

وأضاف: "طلبوا تسليم أي نوع سلاح إذا ما كان لدينا أسلحة، كان هناك بعض الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها أمن المستشفى، خرجنا لساحة المستشفى وأبلغناهم بأن الأسلحة خاصة بعناصر الأمن، وبعد ذلك أجبروا كل من أقل من 65 عاما على الخروج إلى ساحة المستشفى".

وتابع: "كنا حوالي 3 آلاف، أجبروا بعض الشبان على خلع ملابسهم وحمل الأسلحة، وقاموا بتصويرهم على أنهم مسلحون لتبرير جرائمهم بحق القطاع الصحي".

وواصل الطبيب شهادته: "بعد ذلك اعتقلوا عددا كبيرا من النازحين، ومن أخلوا سبيله بعد ذلك أطلقوا عليه النار.. وصلت إلينا 5 حالات من الذين أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم من النازحين، أما الكوادر الطبية فاعتقلوا منهم 70، وطلبنا إعادتهم لنتمكن من تقديم الخدمة، لكن لم يتم إطلاق سراحهم، ولا نعلم مكانهم".

وقال: "دمروا الصيدلية التابعة للمستشفى، وحرقوا مستودع الأدوية بشكل كامل لكي لا نتمكن من تقديم أي خدمات للمرضى والجرحى، كما هدموا مبنى الإدارة، وحطموا جميع مركبات الكادر الطبي في ساحة المستشفى".

وتطرق الطبيب الفلسطيني أبوصفية إلى التفاصيل الأكثر بشاعة في الانتهاكات الإسرائيلية، وهي المتصلة بانتهاك حرمة الموتى، وقال: "نبشوا القبور وأخرجوا الجثامين وفحصوها وأخذوها لمكان لا نعلمه، وصعدوا فوق بعض الجثامين بالجرافات".

وقال الطبيب إن الجيش الإسرائيلي دمر خيام النازحين بالجرافات، مضيفا: "لحسن الحظ كان النازحون داخل المستشفى بسبب القصف في الخارج، ولو كانوا داخل الخيام لقتل الآلاف، لأن الجرافات هدمت كل شيء".

وفي محاولته لصياغة الكارثة في كلمات، لخص المشهد: "مستشفى كمال عدوان تحول إلى منطقة لا معالم لها.. كل شيء تم تحطيمه، حتى محطة الأكسجين وخزانات المياه، لا يمكننا تقديم أي خدمات صحية الآن".

ومساء السبت، قال الجيش الإسرائيلي، إنه "أنهى عمليته" في المستشفى، السبت، وزعم أن "حماس استخدمته مركز قيادة ومراقبة"، ولكنها لم تقدم أي دليل على ذلك.

في المقابل، وزيرة الصحة مي الكيلة في بيان صحفي، إن "المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياءً قبل حصارهم من قبل الاحتلال".

كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بـ"تحقيق دولي فوري في الأنباء التي تتحدث عن ارتكاب الاحتلال لجرائم بشعة ومروعة" في المستشفى.

من جانبها، نددت حركة "حماس" بـ"مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني (...) تمثلت بتجريف خيام النازحين في ساحة المستشفى، بمن فيها من الجرحى والنازحين ما تسبب في دفنهم أحياء واستشهادهم".

وأشارت في بيان إلى ما وصفته بـ"جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها العدو الجبان عن سبق إصرار وترصد بهدف ترهيب شعبنا، ودفعه للنزوح عن أرضه".

وحمّلت حركة "حماس"، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المسؤولية مع إسرائيل عن "جريمة" مستشفى كمال عدوان.

وقالت: "نحمّل إدارة الرئيس بايدن المسؤولية عن هذه المجازر، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية عن الإخفاق في توفير الحد الأدنى من الحماية لشعبنا، وتركه عرضة لإجرام هذا الكيان الفاشي الذي يقتل المئات من أبناء شعبنا يومياً".

بدورها، اعتبرت "حركة الجهاد" أن "قيام الجيش الإسرائيلي بتجريف خيام النازحين حول مستشفى كمال عدوان، والتمثيل بجثامين الشهداء هو جريمة بشعة وسلوك غير آدمي ولا إنساني، ويكشف عن مستوى غير مسبوق من الإجرام والإرهاب".

وأضافت الحركة في بيان أن ما كشفت عنه تقارير لوسائل الإعلام "هو جزء من الجريمة والمحرقة التي يتعرض لها شعبنا في غزة وسط التعتيم الإعلامي المقصود وقطع الاتصالات. إن هذا الإجرام لن يثني شعبنا عن المقاومة، ولن تنجح هذه السياسات في قتل روح المقاومة".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مستشفى غزة إسرائيل كمال عدوان شمال غزة

مشروع قرار إماراتي بمجلس الأمن لوقف حرب غزة

شهادات مروعة من جرائم إسرائيل في مستشفى كمال عدوان بغزة

شهادات مروعة لأطباء بريطانيين عملوا في غزة.. ماذا قالوا؟

117 يوما على محرقة غزة.. 33751 شهيدا ومفقودا و2 مليون نازح