بعد فيديو الأسرى الثلاثة.. استعداد إسرائيلي لإنجاز صفقة

الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 01:09 م

أثار تسجيل الفيديو الذي نشرته حركة حماس الإثنين، لثلاثة أسرى إسرائيليين كبار في السن، ردود فعل داخل إسرائيل وفي وسائل الإعلام العبرية، ولدى عائلاتهم، التي تواصل الضغط على الحكومة ومجلس الحرب لإبرام صفقة جديدة تعيد الأسرى، خاصة بعد مقتل عدد منهم بنيران إسرائيلية.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء، بأنّ إسرائيل تدرس تقديم تنازلات في سبيل إبرام صفقة جديدة، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يدركون أن الثمن قد يكون باهظاً هذه المرة، مقابل إفراج حماس عن أسرى، وعليه يدرسون إمكانيات إطلاق سراح أسرى كبار، بمعنى لهم وزن نوعي، في سبيل استعادة الإسرائيليين.

وتتخوف تل أبيب في الوقت ذاته من أن تجديد المفاوضات من أجل إعادة الأسرى ينطوي على بعض المخاطر، من منظورها، بما في ذلك التأثير على سير حربها البرية على قطاع غزة.

ويشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت في تصريحاتهما، على أنّ الضغط العسكري هو الأمر الوحيد الذي يقود إلى نتائج أمام حركة حماس، في حين تقول الحركة في المقابل، إنه لا مفاوضات دون وقف لإطلاق النار.

وتحركت إسرائيل في سبيل عقد صفقة تبادل أسرى جديدة لعدة أسباب؛ من بينها قتل جنودها ثلاثة محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي "عن طريق الخطأ"، بالإضافة إلى مفارقة عدد من المحتجزين الحياة خلال فترة الأسر في غزة، واستعادة جيش الاحتلال عدداً منهم جثثاً هامدة.

وسبق أن أعلنت جهات في المقاومة، في أكثر من مرة، أنّ عدداً من الأسرى الإسرائيليين قُتل خلال القصف الإسرائيلي.

3 شروط إسرائيلية 

والتقى رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" ديفيد برنيع، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، في إحدى العواصم الأوروبية، الإثنين، للتباحث بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة.

وكشفت "يديعوت أحرونوت"، أنّ إسرائيل تحدثت عن 3 مبادئ أساسية في المفاوضات؛ الأول أنّ أي مفاوضات مع حركة حماس تكون تحت إطلاق النار ولن يكون ولو يوم هدنة واحد دون إعادة المحتجزين.

أما الشرط الإسرائيلي الثاني فهو صفقة تستمر من حيث توقفت الصفقة السابقة، بمعنى أنّ إسرائيل لن تتنازل عن إعادة النساء اللواتي بقين في الأسر.

والشرط الثالث الذي تتمسك به إسرائيل أن تتم الصفقة بحسب مفاتيح واضحة لكل واحدة من الفئات.

وعلى خلفية نشر المقاومة مقطع الفيديو، الإثنين، قد ترغب إسرائيل باستعادة المحتجزين كبار السن إلى جانب النساء والمرضى، فيما تشدد على أنها تتحدث عن صفقة لإعادة محتجزين أحياء فقط.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه قوله: "الأيام القريبة ستكون حاسمة وستتميز بالضغط. في هذه الأيام الكرة ليست في ملعب إسرائيل. رئيس الموساد قام بالخطوة (الأولى) والآن الضغوط ستنتقل من الولايات المتحدة إلى قطر ومن قطر إلى حماس وهذا سيتطلب عدة أيام".

وحول استعداد إسرائيل لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين "نوعيين" وكذلك أسرى تصفهم بأن "دماء على أيديهم"، مقابل إطلاق سراح فئات جديدة من المحتجزين الإسرائيليين، قال المصدر ذاته إنّ ذلك الأمر قد يكون ممكناً.

وتلاحظ إسرائيل في هذه الفترة أنّ الولايات المتحدة عازمة على التوصل إلى صفقة جديدة، وأنّ رئيس "سي آي إيه" يوجد في صلب القضية بتعليمات مباشرة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأنه معني بالتوصل إلى نتائج.

وتدرك إسرائيل أن الصفقة هذه المرة ستكون أكثر تعقيداً من المرة الماضية، وأنّ حركة حماس تريد من خلالها التوصل إلى فترة طويلة من وقف إطلاق النار، بحسب التقديرات الإسرائيلية، فيما إسرائيل، غير مستعدة لمنحها ذلك وإنما العمل بمبدأ إطلاق سراح محتجزين مقابل أيام هدنة، وليس أكثر من ذلك.

وتواصل دولة الاحتلال زيادة الضغط العسكري على حركة حماس، معتقدة أن ضغطاً من هذا النوع فقط سيدفع حماس لإبداء مرونة في المفاوضات من أجل صفقة جديدة.

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أنّ توقيت نشر حركة حماس لفيديو الأسرى الثلاثة، الاثنين، لم يكن عبثياً وإنما على ضوء التطورات، كما تشير التقديرات إلى أنّ اختيار الحركة نشر فيديو لثلاثة أشخاص كبار في السن، فيه إشارة إلى رغبتها في الانتقال إلى فئات جديدة.

وكانت إسرائيل قد رفضت قبل انهيار الصفقة الماضية اقتراح حماس الإفراج عن المسنين.

المصدر | متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل غزة حماس صفقة

حمدان: لا تفاوض على إطلاق سراح الأسرى دون توقف كامل للحرب الإسرائيلية على غزة ( فيديو)

الأسرى الإسرائيليون مناشدين قادتهم: لا تتركونا نشيخ أفرجوا عنا دون شروط

ن. تايمز: قتل إسرائيل لأسراها الثلاثة في غزة سيجبرها على إعادة النظر في استراتيجيتها هناك

التحقيق في قتل الأسرى الثلاثة بالخطأ: لوحوا براية بيضاء وصرخوا بالعبرية