78 يوما من العدوان على غزة.. القصف الإسرائيلي يتواصل والأزمة الإنسانية تتفاقم

السبت 23 ديسمبر 2023 05:58 ص

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على قطاع غزة، لليوم الـ78 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط مقاومة شرسة من المقاومة الفلسطينية، على محاور التوغل البري، خاصة في جباليا.

ووفق وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على قطاع غزة، وقصفت بالطائرات الحربية والمدفعيات الثقيلة منازل المواطنين ومنشآتهم، حيث تركز القصف ليل الجمعة/السبت، على مدينة خان يونس، موقعا عشرات الشهداء والجرحى.

واستشهد ما لا يقل عن 18 فلسطينيا، في قصف نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلي، في شارع العشرين شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 18 مواطنا على الأقل وإصابة عشرات آخرين.

كما دمرت غارة نفذها طيران الاحتلال، محطة لتحلية المياه بشارع غزة القديم، في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.

وقصفت مدفعية الاحتلال الطابق الأخير من منزل يعود لعائلة عرفة في حي الأمل بمدينة خان يونس، حيث أوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طيران الاحتلال نفذ قصفا عنيفا أمام مستشفى الأمل التابع لها في خان يونس.

كما قصفت طائرات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين وسط مدينة دير البلح، وأسفر ذلك عن ارتقاء شهداء وعدد من الإصابات.

وأفاد شهود عيان، بوصول شهداء ومصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي كذلك هجوما على بني سهيلا شرق خانيونس.

وتمكنت طواقم الإسعاف والمواطنون، من انتشال جثامين 6 شهداء من تحت أنقاض منزل عائلة الدبس في جباليا شمال القطاع، والذي استهدفته طائرات الاحتلال فجرا.

يأتي ذلك في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال غرب جباليا البلد شمالي غزة، وذلك بعد محاولة قوات الاحتلال توغلاتها.

وقالت قناة "الأقصى" الفضائية، إن اشتباكات عنيفة دارت بين كتائب "القسام" وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا شمالي قطاع غزة.

ومنذ شهر تحاول قوات الاحتلال بشكل يومي التوغل تحت قصف جوي ومدفعي عنيف في جباليا البلد ومخيم جباليا، لكنها تواجه بمقاومة عنيفة من الفصائل الفلسطينية.

ووفق شهود عيان، ووسائل إعلام محلية، فإن قوات الاحتلال تنفذ جرائم مروعة داخل مناطق التوغل، تشمل مداهمة منازل ومنشآت ونهبها وتدميرها، وحصار آلاف المواطنين في منازلهم وحرمانهم من التزود بالطعام أو الماء أو الخدمات الصحية.

ولفت الشهود إلى أن هناك إصابات وشهداء في المنازل والشوارع ولا تستطيع الطواقم الطبية انتشالهم، كما أن قوات الاحتلال تنفذ عمليات اعتقال عشوائية ضد المواطنين يتخللها عمليات تنكيل واسعة.

ووفق آخر إحصائية، لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الجمعة، فقد بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 20 ألفا و57 شهيدا، بالإضافة إلى 53 ألفا و320 جريحا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن 5 آلاف من جرحى العدوان على القطاع في حالات خطرة ومعقدة ويجب إخراجهم للعلاج في الخارج لإنقاذ أرواحهم.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، أنه من بين 53 ألف جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإنه لم يخرج للعلاج سوى 411 موطنًا فقط.

وأكد القدرة أن الصحة رصدت ما يزيد عن 50 ألف سيدة حامل ونحو 900 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.

وفي سياقٍ ذي صلة، أكد مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة أنّ الاحتلال استهدف 138 مؤسسة صحية في غزة، مشددًا على انّ القطاع الصحي بأكمله ما زال تحت دائرة الاستهداف.

ولفت إلى أنّ الاحتلال أعلن الحرب على المستشفيات والقطاع الصحي من منذ بدء العدوان.

وحذر الإعلام الحكومي من أنّ هناك تفشٍ للأمراض المعدية مثل الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي.

وأطلق نداء استغاثة للعالم بأنّ الوضع في غزة كارثي في ظل منع الاحتلال إدخال الأدوية والوقود.

في غضون ذلك، حذر برنامج الغذاء العالمي، الجمعة، من أنّ أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية، وباتوا يواجهون خطر الموت جوعا، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.

وأكد كبير الخبراء الاقتصاديين في البرنامج عارف حسين، من مجاعة شاملة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر تقييد وصول المساعدات الإنسانية، واصفا الأزمة بغير المسبوقة.

كما حذّر عارف من تفشي الأمراض بين سكان قطاع غزة على نطاق واسع؛ بسبب ضعف أجهزتهم المناعية، لأنهم لا يحصلون على ما يكفي من التغذية.

وفي السياق ذاته، حذّر تقرير لوكالة "رويترز"، من أن الحرب في غزة تعطل إمدادات الغذاء، وأن العائلات النازحة تمضي أياما في البحث عن طعام.

وقالت الوكالة، إن "الجوع أصبح المشكلة الأكثر إلحاحا من بين المشكلات العديدة التي تواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في غزة، إذ لم تتمكن شاحنات المساعدات من جلب سوى جزء صغير مما هو مطلوب، كما أن التوزيع غير متكافئ بسبب فوضى الحرب".

فيما قالت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، إن الوضع الحالي في قطاع غزة "تقشعر له الأبدان".

جاء ذلك في مقابلة أجرتها مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حول الأوضاع في غزة، ونشرتها المنظمة على حسابها عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مؤكدة أن "لإعطاء فكرة عما يحدث في غزة الآن، فإن الوضع يقشعر له الأبدان".

وأضافت: "لقد وصلنا إلى النقطة التي يقال إن ربع السكان فيها يتضورون جوعا".

واعتبرت المسؤولة الأممية، أن هذا الوضع "نتيجة مباشرة للحصار، وعدم توفر الإمدادات الأساسية بما في ذلك الغذاء".

وأردفت: "عندما كنت هناك مؤخراً، رأيت سكان غزة مرعوبين، ومرهقين، ويعيشون في خوف، والقصف مستمر دون توقف".

واختتمت حديثها بالقول، إن "ما نحتاجه الآن، وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وزيادة المساعدات إلى القطاع".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلف دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة الحرب على غزة قصف إسرائيلي أزمة إنسانية

ظروف صعبة ومهينة يعيشها سكان غزة.. أي نوع من الحياة هذه؟