أثارت ملكة جمال العراق السابقة سارة عيدان، جدلا واستياء واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد نشرها صورا على منصة "إكس" (تويتر سابقا) و"إنستغرام"، وهي تزور مستوطنات إسرائيلية بالقرب من قطاع غزة، في تعبير عن تضامنها مع دولة الاحتلال.

الصور المتداولة، نشرتها العيدان في تدوينة على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، قائلة بتعليق: "قمت بزيارة كفار عزة، المكان الذي أدى فيه الرعب المفجع الذي خلفه تسلل حماس إلى مذبحة بحق عائلات إسرائيلية بريئة داخل منازلها".

وتابعت: "على بعد ميل واحد فقط من غزة، شهدنا قيام القبة الحديدية باعتراض الصواريخ التي أطلقتها حماس".

وزادت: "لقد أحضرت زيي القديم من العراق لأكون مستعدة نفسيًا، لكنني مازلت مصدومًة وعجزت عن التعبير.. لم يسبق لي أن رأيت في حياتي، حتى في ظل إرهاب داعش، مثل هذه الوحشية".

واختتمت: "ما كان ذات يوم مجتمعًا نابضًا بالحياة يتردد صداه الآن بصمت مؤلم من المأساة".

في الجولة التي قامت بها هذا الأسبوع في إسرائيل، ارتدت سارة بنطالا بألوان عسكرية وقميصا رماديا كُتب عليه "قاوم" (fight back) مع طلاء أظافر باللونين الرمادي والأسود وحذاء قتالي باللون البيج لنقل رسالة، ووصفت ما ارتدته بأنه زيها الرسمي في العراق.

وفي مقابلة مع القناة "12" العبرية، قالت سارة، ملكة جمال العراق السابقة والمرشحة لانتخابات الكونغرس الأمريكي 2024، إنها اضطرت أن تظهر لـ"ناكري 7 أكتوبر/تشرين الأول"، من بين عشرات الآلاف من متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، حقيقة ما حدث في إسرائيل، عندما اقتحم مسلحي "حماس" جنوب البلاد، وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 240 آخرين إلى غزة.

وقالت إنها تشعر بالغثيان عندما تسمع الطلاب في الجامعات الأمريكية يقولون إن هجوم حماس كان بمثابة عمل من أعمال الدفاع عن النفس.

في حديثها تابعت عيدان: "أريد منهم أن يروا الرعب الذي سبب الحرب على غزة. العالم يصرخ (فلسطين حرة)، ولم يكن الأمر يتعلق أبدا بتحرير فلسطين، بل بقتل عائلات بريئة وحرقهم أحياء.. هذا ليس تحريرا لفلسطين، هذا إرهاب".

وأثارت الصور وحديث سارة، غضبا واسعا بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نددوا بموقف ملكة جمال العراق السابقة، التي سبق أن سحبت جنسيتها العراقية في العام 2019، بسبب مواقفها الداعمة للدولة اليهودية.

وندد ناشطون بموقف سارة عيدان، لافتين إلى أنها باعت الأراضي الإسلامية والعربية من أجل خدمة الاحتلال وداعميه.

ولفت ناشطون إلى أن سارة لا تمثل إلا نفسها، وأن العراقيين يرفضون تصرفاتها.

وسبق أن أثارت المرشحة العراقية لملكة جمال الكون لعام 2017 ضجة دولية بعد أن التقت والتقطت صورة "سيلفي"، مع ملكة جمال إسرائيل حينها أدار غندلسمان في لاس فيغاس، وعلقت عليها: "السلام والحب من ملكة جمال العراق وملكة جمال إسرائيل".

لا تزال الاثنتان صديقتين مقربتين، وقد التقيتا هذا الأسبوع في "ساحة المخطوفين" في تل أبيب خلال رحلة سارة الثالثة إلى إسرائيل.

وفي زيارتها السابقة في 2021، أثارت سارة، جدلا واستياء واسعا، بعد نشرها صورة، وهي تلمس حائط البراق، قبل أن تلتقي رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتنشر صورة معه.

وسارة عيدان تحمل لقب ملكة جمال العراق للعام 2017، وقد عبرت في العديد من المناسبات عن عدم ممانعتها لأي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع إسرائيل، الأمر الذي دفع نوابا بالبرلمان العراقي للمطالبة بسحب الجنسية منها، قبل تنفيذ ذلك.

كما أنها دافعت بشدة عن إسرائيل خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، وانتقدت حكومة بلادها العراق لعدم دعمها لها بعد تلقيها تهديدات بالقتل بسبب صورة جمعتها مع ملكة جمال إسرائيل.

وقد أجبرت عائلة عيدان، التي تقيم في الولايات المتحدة حاليا، على مغادرة العراق بعد أن نشر الصورة.

والعام الماضي، طالبت سارة العالم بمحاسبة سلطات العراق، بعد إقرار البرلمان العراقي قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل، واصفة القانون بأنه "معاد للسامية".

ولم يعترف العراق أبدا بدولة إسرائيل منذ قيامها في 1948 ولا يمكن للعراقيين ولا الشركات العراقية زيارة إسرائيل.