ذا إيكونوميست: غزة في طريقها لدخول مجاعة عنيفة ويجب وضع استراتيجية لدخول المساعدات

الجمعة 5 يناير 2024 03:34 م

الحرب والجوع والمرض تطارد سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.. تحت هذا العنوان كتبت مجلة "ذا إيكونوميست"، محذرة من أن قطاع غزة الفلسطيني المكتظ في طريقه لدخول مجاعة عنيفة من صنع الإنسان وليست بسبب كارثة طبيعية.

وتقول المجلة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد": اسأل أي شخص في غزة عما أكله بالأمس، وستكون الإجابة مختصرة للغاية، حيث وتعيش الأسر على فتات من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى.

الطعام شحيح

حصل أحد الآباء على علبتين من الجبن وبعض البسكويت في آخر عملية إمداد له؛ وذهب آخر إلى المنزل ومعه علبة من الفاصوليا فقط.

بدورهن، تجمع الأمهات الأعشاب، ومنها أعشاب ضارة لإطعام أطفالهن.

ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن نصف الأسر النازحة في جنوب غزة يقضون أياما كاملة دون تناول أي شيء.

ويلقي التقرير الضوء على بدء الاحتلال سحب ألوية من جيشه من غزة، حيث يمنح ذلك بعضا من الراحة للاقتصاد الإسرائيلي ويرضي الولايات المتحدة التي لا تريد توسعا للحرب، لكنه لن يريح أهالي غزة الذين تحملوا ثلاثة أشهر من الحرب المريرة، كما تقول المجلة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد نزحوا.

وانتهى الأمر بمئات الآلاف في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، والتي أصبحت الآن أكثر كثافة سكانية من مدينة نيويورك.

ووجد الأشخاص الأكثر حظًا مأوى مع العائلة أو الأصدقاء، بينما يعيش الباقون في خيام أو ملاجئ مؤقتة، حيث تكتظ قطع الأراضي التي كانت شاغرة في السابق بالمساكن التي لا يفصل بينها سوى متر أو مترين.

انتشار الأمراض

هذه الظروف القاسية تنشر الأمراض، تقول المجلة، مستشهدة بتصريحات من منظمة الصحة العالمية قالت فيها 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي. وقد سجلت 136,400 حالة إسهال و55,400 حالة قمل وجرب، من بين أمراض أخرى.

فقط حوالي ثلث مستشفيات غزة تعمل بشكل جزئي، وهي تعاني من نقص الإمدادات الأساسية؛ أما تلك الموجودة في الجنوب فتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها المقصودة.

الغذاء

ومع ذلك، فإن الاهتمام الأكثر إلحاحا بالنسبة لمعظم الأسر هو الغذاء، كما يؤكد التقرير.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن "جميع الأسر تقريبًا" في غزة تفوت وجباتها، وأن 26% من سكان القطاع يعانون من "نقص شديد في الغذاء".

ولدى برنامج الأغذية العالمي ثلاثة معايير لإعلان المجاعة.

وتلتقي غزة بالفعل بواحدة منها على الأقل.

المساعدات

وتقول إسرائيل إنها لا تعرقل توصيل المساعدات إلى غزة. وهي تلوم حماس على سرقة الإمدادات، والأمم المتحدة والجمعيات الخيرية لعدم إرسال المزيد.

ويؤكد التقرير أن المساعدات التي تدخل القطاع لن تكون كافية لإطعام السكان، وفي بعض الأيام، تدخل أقل من 100 شاحنة إلى القطاع، مقارنة بـ 500 شاحنة قبل الحرب، عندما كان لدى غزة أيضًا مزارعها الخاصة لتوفير الغذاء.

وارتفعت أسعار المنتجات القليلة في الأسواق المحلية، حيث يبلغ سعر جوال الدقيق الآن حوالي 500 شيكل (137 دولاراً)، أي عشرة أضعاف تكلفته قبل الحرب.

أما بالنسبة لعدم إرسال ما يكفي من الإمدادات، فإن عمال الإغاثة يرغبون في جلب المزيد إلى غزة، لكن الخدمات اللوجستية تمثل كابوسا.

عراقيل بالمعابر

وتتعرض الشاحنات لتفتيش إسرائيلي قاس عند معبر كرم أبو سالم، حيث تتم إزالة قائمة متزايدة من البضائع المحظورة (بما في ذلك أشياء مثل مرشحات المياه)، أما معبر رفح الحدودي مع مصر فهو غير مصمم لاستيعاب كميات كبيرة من البضائع، وبمجرد دخولها إلى غزة، يتعين على الشاحنات أن تتنقل في الطرق المتضررة والقصف اليومي، ما يسبب بطئا وعدم فعالية.

وتختتم "ذا إيكونوميست" تقريرها بالقول: على الرغم من أنها أعادت الكثيرين من جنود الاحتياط، إلا أن إسرائيل تصر على أن أمامها أشهر طويلة من القتال، وإذا لم تفعل المزيد لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية - ربما عن طريق البحر، وهي فكرة ناقشتها الدول الأوروبية - فإن تلك الأشهر ستدفع غزة إلى مجاعة من صنع الإنسان.

المصدر | ذا إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة مجاعة الحرب في غزة مساعدات

92 يوما من حرب غزة.. القصف يتواصل ووزراء إسرائيليون يعترفون بالفشل

إيكونوميست: المساعدات الخارجية غير كافية لتفادي المجاعة بغزة

ريسبونسبل ستيتكرافت: أمريكا تتحمل كإسرائيل مسؤولية الأزمة الإنسانية في غزة

مجاعة واسعة.. أهل غزة يلجأون لأعلاف الحيوانات بديلا للقمح