تخوف أمريكي من توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصلحة نتنياهو؟

الأحد 7 يناير 2024 01:53 م

تتخوف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يعتزم توسيع الحرب على غزة إلى لبنان، والدخول في حرب شاملة مقابل حزب الله، بهدف بقائه في منصبه.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، الأحد، عن مسؤولين رسميين أمريكيين قولهم إن نتنياهو قد يسعى إلى توسيع الحرب، على عكس نصائح إدارة بادين، وذلك "كأساس لبقائه السياسي على خلفية انتقادات إسرائيلية داخلية لإخفاق حكومته في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول".

ويتوقع المسؤولون أن يواجه الجيش الإسرائيلي مصاعب في حرب مقابل "حزب الله".

وفي تصريحات له الأحد، جدد نتنياهو، عزمه الاستمرار في العمليات العسكرية بغزة، حتى ينتصر وحتى يحقق أهدافه، وقال: "ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول لن يتكرر مرة أخرى".

ووجه نتنياهو تهديدات لحزب الله: "لقد تعلمت حماس في الأشهر الأخيرة.. اقترح أن يتعلم حزب الله مما حدث".

الأمر ذاته، ذكره الوزير في مجلس الحرب بيني جانتس، الأحد، حين قال إن إسرائيل مهتمة بالحل السياسي في الجبهة الشمالية، مؤكدا جاهزية جيش الاحتلال لإزالة التهديد بالقوة، إذا لزم الأمر.

وقال جانتس، ردا على مخاوف أمريكية، إن أي تحرك في الجبهة الشمالية سيكون لاعتبارات أمن إسرائيل فقط، مضيفا: "الواقع الذي لا يستطيع فيه مواطنو شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم، يتطلب حلا عاجلا".

وتابع: "يجب أن يتذكر العالم أن منظمة حزب الله هي التي بدأت التصعيد".

من جانبه، قال المسؤولون الأمريكيون، "حزب الله يريد تجنب التصعيد الكبير في الحرب مع إسرائيل".

وأشاروا إلى ما ذكره الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في خطاب الجمعة، من عزم الحزب الرد على العدوان الإسرائيلي (اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت)، وفي الوقت نفسه ألمح إلى الإمكانية الواردة للمفاوضات بخصوص ترسيم الحدود مع إسرائيل لاستعادة أراضي مزارع شبعا المحتلة.

من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الإثنين، حيث سيناقش خطوات محددة "لتجنب التصعيد"، حسبما قال المتحدث باسمه مات ميلر قبل ركوب الطائرة المتوجهة إلى الشرق الأوسط.

وأضاف ميلر: "ليس من مصلحة أحد، لا إسرائيل، ولا المنطقة، ولا العالم،أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة".

من جانبها، أشارت "واشنطن بوست"، إلى أن تقديرات سرية وضعتها وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) أفادت بأنه يتوقع أن يواجه الجيش الإسرائيلي مصاعب في تحقيق أهدافه في حرب ضد "حزب الله"، في موازاة استمرار الحرب على غزة، وفيما الكثير من المورد موزعة على عدة جبهات.

واعتبر مسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن حزب الله يشكل "تهديدا مشروعا" لإسرائيل، وقال إن "للدولة اليهودية الحق في الدفاع عن نفسها".

وقال مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، إن "خطر قيام إسرائيل بشن هجوم على حزب الله لم يختف أبدًا، ولكن كان هناك قلق أوسع بشأن التصعيد في الأسابيع الأخيرة، خاصة أن إسرائيل أعلنت انسحابًا مؤقتًا لعدة آلاف من القوات من غزة".

وأوضح المسؤول أن "تقييم وكالة الاستخبارات العسكرية بأن التصعيد في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى تشتت القوات الإسرائيلية".

وتابع أن "الطيارين متعبون، ويجب صيانة الطائرات وإعادة تجهيزها، وسوف يواجهون مهمات أكثر خطورة في لبنان مما هي عليه في غزة، حيث لا تملك حماس سوى القليل من الدفاعات المضادة للطائرات التي تمكنها من إسقاط الطائرات المهاجمة (على خلاف ما يملكه حزب الله)".

واستند التقرير إلى أقوال أكثر من 12 دبلوماسيا ومسؤولا في الإدارة الأمريكية، أشاروا إلى أن التخوف الأمريكي هو أن حربا واسعة بين إسرائيل وحزب الله من شأنها أن تتسبب بخسائر بشرية وأضرار أكبر بكثير من حرب لبنان الثانية، في العام 2006، وذلك استنادا إلى حجم ترسانة الصواريخ لدى حزب الله، وخاصة الصواريخ طويلة المدى والدقيقة.

يقول الخبير في الشؤون اللبنانية في معهد الشرق الأوسط وهو مركز أبحاث في واشنطن بلال صعب: "قد يتراوح عدد الضحايا في لبنان بين 300 ألف و500 ألف، الأمر الذي يستلزم إخلاءً واسع النطاق لشمال إسرائيل بأكمله".

ويضيف: "قد يضرب حزب الله إسرائيل بشكل أعمق من ذي قبل، فيضرب أهدافاً حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم إيران بتنشيط الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة (...) لا أعتقد أن الأمر سيقتصر على هذين الخصمين".

ووفق المسؤولين الأمريكيون، فإنه منذ هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول، ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على حزب الله، وقد واجه هذا الاحتمال معارضة أمريكية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم كلا المجموعتين، والقوات الوكيلة الأخرى إلى الصراع، وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريًا نيابة عن إسرائيل.

وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، مما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

وفقًا للاستخبارات الأمريكية، فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.

وتعتبر الولايات المتحدة الجيش اللبناني المدافع الرئيسي عن سيادة لبنان، وثقل موازن رئيسي لنفوذ حزب الله المدعوم من إيران.

ويؤكد قادة إسرائيليون ضرورة إبعاد حزب الله عن الحدود اللبنانية، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي، مشددين على أنه إذا لم يتم تحقيق ذلك بالوسائل الدبلوماسية، فإن التدخل العسكري سيكون واردًا.

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حزب الله لبنان نتنياهو إسرائيل أمريكا جانتس جنوب لبنان حرب غزة

بدوامة تصعيد خارج غزة.. هل تشعل إسرائيل وأمريكا حربا إقليمية؟

حزب الله يستهدف تجمعا لجنود الاحتلال قرب الحدود

كيف تُعرِّض إسرائيل للخطر جهود أمريكا لتهدئة الجبهة اللبنانية؟

تقديرات استخباراتية: حزب الله قد يهاجم أمريكيين بالشرق الأوسط أو داخل الولايات المتحدة

واشنطن بوست: حكومة نتنياهو اليمينية تقوض أجندة بايدن بالشرق الأوسط

فورين بوليسي: حزب الله مقتنع بصفقة أمريكا لتهدئة لبنان.. و3 مؤشرات لنجاح رجل بايدن القوي