اليوم 94 للحرب على غزة.. الاحتلال يواصل القصف ويهاجم المستشفيات بالمسيرات

الاثنين 8 يناير 2024 06:04 ص

في اليوم الـ94 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال غاراته على مناطق متفرقة من القطاع مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى، وسط محاولات لإخراج مستشفى "شِهداء الأقصى" عن الخدمة، ما ينذر بكارثة صحية.

يتزامن ذلك مع احتدام المعارك بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة، وفي مقدمتها كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، مما كبد القوات الإسرائيلية المتوغلة خسائر جديدة.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، فقد تجدد القصف الإسرائيلي ليل الأحد/الإثنين، ليشمل مناطق في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، مما أسفر عن عشرات الضحايا بين شهيد وجريح ومفقود.

واستشهد 8 مواطنين، بعد قصف طائرات الاحتلال لمنزل غرب مدينة دير البلح، حيث أفادت مصادر طبية، بوصول شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى، إضافة لعشرات المصابين بينهم أطفال ونساء، والمفقودين، بعد استهداف طيران الاحتلال لمنزل غرب دير البلح وسط قطاع غزة.

كما قصفت طائرات الاحتلال مباني كلية العلوم والتكنولوجيا جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة.

فيما أفادت وساءل إعلام محلية، باستشهاد طفل وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي لشقة سكنية في دير البلح وسط قطاع غزة.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وأطلقت كذلك طائرة مسيرة لجيش الاحتلال النار تجاه ساحة مستشفى غزة الأوروبي جنوب شرق خان يونس.

جاء ذلك بعدما اتهمت وزارة الصحة في غزة، إسرائيل بالسعي لإخراج مشفى "شهداء الأقصى" عن الخدمة، وهو ما اعتربته بمثابة "حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى".

وذكرت وزارة الصحة في بيان، أن "الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإرهاب المرضى والطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى من خلال المسيّرات"، في محاولة لإخراج المستشفى عن الخدمة بأسلوب جديد.

وأشارت إلى أن "المسيّرات الإسرائيلية تطلق نيرانها بكثافة تجاه أقسام وساحات مستشفى شهداء الأقصى وتستهدف كل من يتحرك، لافتا إلى أن ذلك يدفع "الجرحى والمرضى للهرب من المستشفى".

ثم تابعت: "خروج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة هو حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى في المنطقة الوسطى" بقطاع غزة.

يشار إلى أنه رغم أن منظمة الرعاية الطبية الدولية (غير حكومية)، قالت في بيان صدر في وقت متأخر من السبت إنها "تواجه صعوبة في إجلاء موظفيها وعائلاتهم من غزة"، فإنها أعلنت سحب طاقمها من مستشفى الأقصى.

وقالت منسقة الطوارئ بالمنظمة في مستشفى الأقصى كارولينا لوبيز: "بضمير مثقل، يتعين علينا إخلاء موظفينا، بينما يظل المرضى والعاملون في المستشفى، والعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في مباني المستشفى"، حسب البيان نفسه.

وحول تزايد الهجمات الإسرائيلية على المنطقة الوسطى بغزة، أوضحت لوبيز: "خلال اليومين الماضيين، كانت هجمات الطائرات المسيّرة ونيران القناصة تسقط على بُعد بضع مئات الأمتار من المستشفى".

وأكدت المنظمة الدولية أنها "اتخذت هذا القرار الصعب بإجلاء موظفيها وعائلاتهم من المنطقة الوسطى بغزة في أعقاب أمر الإخلاء الذي أصدرته القوات الإسرائيلية من خلال منشورات أسقطتها من الجو في الأحياء المحيطة بالمستشفى".

وقالت "أطباء بلا حدود" إن "الوضع اتخذ منعطفاً خطيراً لدرجة أن بعض الموظفين الذين يعيشون في المناطق المجاورة لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من الطائرات المسيّرة والقناصة".

في السياق، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، إن "ملاجئنا في قطاع غزة مكتظة للغاية، ولم يعد بإمكاننا استيعاب المزيد، والكثير من النازحين ينامون بالعراء".

جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة "أي بي سي نيوز" الأمريكية مع جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل بالوكالة الأممية، ونشرت الأخيرة فحواها على منصة "إكس".

وأضافت توما: "ملاجئنا في المنطقة مكتظة للغاية، ولم يعد بإمكاننا استيعاب المزيد من الأشخاص".

وشددت أنه "لا يوجد في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بنية تحتية مدنية لدعم هذا التدفق الهائل من النازحين، الذين ينام الكثير منهم الآن في الشوارع".

في السياق نفسه، قالت الـ"أونروا" إن "الضغط على سكان غزة هائل، ولا نعلم كم من الوقت سيتحملون هذه الظروف القاسية دون غذاء ومأوى ومياه".

جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة "سي إن إن" الأمريكية، مع سكوت أندرسون، نائب مدير عمليات غزة بالوكالة الأممية، ونشرت الأخيرة فحواها على منصة "إكس".

وأضاف أندرسون، أن "الوضع أصبح صعباً جداً، لاسيما أننا في فصل الشتاء، ومعظم السكان يعيشون في خيام".

وأردف أن "غزة تحولت لمدينة الخيام، ويبذل سكانها قصارى جهدهم ليعيشوا حياتهم ويعتنوا بأطفالهم".

وأكد المسؤول الأممي، أن "الضغط على سكان غزة هائل، ولا نعلم كم من الوقت سيتحملون هذه الظروف القاسية، دون غذاء ومأوى ومياه وأي من وسائل الراحة الأساسية".

وعلى الصعيد الميداني، واصلت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، استهدافها لآليات الاحتلال الإسرائيلي ونصب الكمائن لجنوده في محاور التوغل البري في مختلف مناطق قطاع غزة.

وأعلنت كتائب القسام، استهداف قوة راجلة من جنود الاحتلال في البريج شمال قطاع غزة.

وقالت الكتائب في بلاغ عسكري: "بعد عودتهم من خطوط القتال شرق البريج.. أكد مجاهدونا إيقاع عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح بعد استهداف دبابتين صهيونيتين من نوع “ميركفاه” وجرافة عسكرية بقذائف “الياسين 105″ وتفجير نفقين في جنود الاحتلال وحقل ألغام في قوة راجلة مكونة من 7 جنود".

وأعلنت الكتائب كذلك دكّ تحشدات العدو المتوغلة في منطقة المحطّة بمدينة خانيونس بقذائف الهاون.

كما كشفت عن تدمير ناقلة جند بشكل كامل بقذيفة "الياسين 105"، ودكّت قوات الاحتلال المتوغلة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وعلى صعيد متصل، قال مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، إنه استقبل 8 جنود أصيبوا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضاف المستشفى أنه استقبل منذ بداية الحرب 2478 جريحا، 14 منهم بحالة خطيرة، كما يواصل تقديم العلاج لـ35 عسكريا أصيبوا في غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن مطلع الشهر الجاري، أن وحدة 669 للإنقاذ، أجلت أكثر من ألف جريح أصيبوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.

وتنتقد الحكومة الإسرائيلية الجيش لعدم تمكّنه من تحقيق أهداف الحرب في غزة، لا سيما أنه لم يستطع استعادة أي أسير بالعمليات العسكرية التي أسفرت في بعضها عن مقتل أسرى.

ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 22 ألفاً و835 قتيلاً، و58 ألفاً و416 جريحاً، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة قصف غزة إسرائيل الاجتلال مستشفيات شهداء الأقصى أونروا أزمة إنسانية

مرحلة ثالثة من العدوان على غزة.. وإعلام الاحتلال يكشف تفاصيلها

في الليلة الـ95 من الحرب.. استمرار المجازر في غزة وخسائر هي الأقسى على الاحتلال

تحقيق: العدوان الإسرائيلي أخرج جميع مستشفيات شمال غزة تقريبا من الخدمة بشهرين 

منظمة دولية: 10 آلاف مريض بالسرطان في غزة محرومون من الأدوية والعلاج