شهدت شوارع مدن فلسطينية وعربية وغربية، الجمعة، مظاهرات عارمة لدعم لقطاع غزة، وتنديدا باستمرار حرب "الإبادة الإسرائيلية"، وارتكاب جيش الاحتلال المزيد من المجازر وسط انهيار الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.

يأتي ذلك في وقت أعلن التحالف المؤيد لفلسطين في بريطانيا، عن مسيرات عالمية لنصرة غزة، السبت، في أكثر من 120 مدينة، ضمن 45 دولة حول العالم.

وندد المشاركون في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، الجمعة، باستمرار آلة القتل الإسرائيلية في حصد أرواح الأبرياء بغزة، وبالضربات الأمريكية البريطانية على اليمن.

وخرج العشرات من الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، في مسيرة مساندة لقطاع غزة، ومنددة بالضربات الأمريكية البريطانية على اليمن.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورايات حركة "حماس"، وعلم جنوب أفريقيا، وصورة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

وهتف المشاركون في المسيرة التي كانت دعت لها حركة "حماس": "يا للعار يا للعار.. الأمريكي جوا الدار"، و"تحيتنا بالملايين لليمن والحوثيين"، و"يسقط نهج الأمريكان.. صنعا أبداً ما بتنهان".

وفي مدينة عرابة بالجليل الأسفل داخل الخط الأخضر، اعتقلت شرطة الاحتلال، مساء الجمعة، متظاهراً في وقفة احتجاجية مندّدة بالحرب على قطاع غزة، والمستمرّة منذ 99 يوماً.

وفي العاصمة الأردنية عمّان، شارك مئات المواطنين، الجمعة، بمسيرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك مع استمرار القصف "الإسرائيلي" على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة، رغم الأمطار الغزيرة، من أمام المسجد الحسيني في منطقة وسط البلد، وصولاً إلى ساحة النخيل، وكانت تحت عنوان "لا تهجير، بل مقاومة وصمود حتى التحرير والعودة"، بدعوة من قوى حزبية ونقابية، وحيا المشاركون دولة جنوب أفريقيا واليمن على مواقفهما الداعمة للقضية الفلسطينية.

وهتف المشاركون: "اضرب كفك اقدح نار.. يا فلسطيني يا مغوار"، و"فلسطين فلسطين.. شعبك حر ما بلين.. وأنت شعب الجبارين.. نموت وتحيا فلسطين"، و"شعب الأردن متحدين.. ضد بيعك فلسطين"، وغيرها من الهتافات الأخرى.

كما رفعوا لافتات كتب عليها: "لا تهجير بل مقاومة وصمود حتى التحرير والعودة"، و"الاعتداء على اليمن هو اعتداء على الأردن والأمة العربية"، و"غزة حكاية عز".

كما شهدت البحرين، الجمعة، مظاهرة حاشدة تنديداً بالغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أمريكية وبريطانية بعدد من المحافظات اليمنية، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لجرائم وحشية للشهر الثالث على التوالي.

بينما شارك حشد كبير بدعوة من الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني في تظاهرة، تحت عنوان "لن تسقط الراية"، الجمعة، في منطقة سلماباد البحرينية.

كما شهدت العديد من المدن اليمنية، وبمقدمتها العاصمة صنعاء، الجمعة، مظاهرات شارك بها حشود ضخمة، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، وتنديداً باستمرار الجرائم الإسرائيلية في القطاع.

كما أعلنوا رفضهم وإدانتهم للعدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن، والذي استهدف خمس محافظات فجر الجمعة، من خلال 73 غارة أسفر عنها سقوط خمسة مواطنين وإصابة ستة.

ورفع المتظاهرون شعارات التحدي لما اعتبروه التحالف الأمريكي لحماية السفن "الإسرائيلية"، مؤكدين الموقف الثابت للشعب اليمني في مناصرة القضية الفلسطينية على مختلف المستويات، وفق البيان الصادر عن المظاهرات.

وفي المغرب، شارك آلاف المغاربة في وقفات بمدن مغربية عدة، عقب صلاة الجمعة، للتنديد باستمرار الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة، حملت شعار "لا لتهجير الفلسطينيين".

واعتصم عشرات المغاربة أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، دعماً للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، لمحاكمة إسرائيل بعد ارتكابها جريمة "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

ورفع المشاركون  شعارات داعمة لجنوب أفريقيا، مثل: "تحية لجنوب أفريقيا"، و"مساندة شعبية للدعوى القضائية".

وقالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إن 113 مظاهرة خرجت في 56 مدينة مغربية في جمعة "طوفان الأقصى 14" تحت شعار" لا لتهجير الفلسطينيين"، ندد خلالها المغاربة بالتطبيع الرسمي المغربي، واستمرار العدوان على غزة.

وفي موريتانيا، ندد أئمة الجمعة بالعدوان الأمريكي والبريطاني على مدن يمنية، واعتبروه جانبا من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بتأييد من الدول الغربية.

وقال أئمة عدد من جوامع العاصمة نواكشوط، إن "إقدام الولايات المتحدة وبريطانيا على هذه العمليات العدوانية، إنما يأتي لحماية العدو الصهيوني الذي يوجد في حالة مرتبكة".

كما أكدوا أنه "لو تكاتف المسلمون أو بعضهم مع المقاومة في غزة لكانت "إسرائيل" قد منيت من قبل بالهزيمة التي تتجرع مرارتها اليوم".

في سياق متصل، تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مقطع فيديو لسيدة مصرية تقف وحيدة في أحد شوارع العاصمة القاهرة، رافعةً علم فلسطين وتصرخ بهتافات تتساءل فيها عن "النخوة والدين" إزاء ما يجري في غزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكثر من 3 أشهر.

الفيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، في حين قالت صفحات على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "الفيديو التُقط في حي النزهة الجديدة بشارع طه حسين".

ورددت السيدة المصرية هتافات من قبيل "يا رجّالة يا مصريين.. فين النخوة وفين الدين؟"، "سامعة أم شهيد بتنادي.. مين هيجبلي حق ولادي".

كما تضمّن حفل افتتاح بطولة كأس آسيا لكرة القدم الجمعة، لفتة خاصة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث صعد قائد المنتخب الفلسطيني إلى المسرح لأداء قسم البطولة خلال العرض الرئيسي.

على ملعب لوسيل الذي يتسع لـ88 ألف متفرّج، وقبل انطلاق المباراة الافتتاحية للدولة المضيفة مع لبنان، قدّم قائد قطر حسن الهيدوس نظيره الفلسطيني مصعب البطاط الذي أدى قسم البطولة. وجاء ذلك بعد عرض غنائي وراقص تم فيه استخدام جزء من النشيد الوطني الفلسطيني.

وصعد البطاط إلى المسرح بملابس منتخب بلاده وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية التقليدية، وأدى القسم نيابة عن جميع اللاعبين.

وبالتزامن مع انعقاد الجلسة الثانية لمحكة العدول الدولية، تجمع متظاهرون مؤيدون للدعوى خارج محكمة العدل الدولية في لاهاي، الجمعة، حيث الاحتلال يدافع عن نفسه ضد دعوى جنوب أفريقيا عقب ارتكابه جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

وهتف المتظاهرون أمام محكمة العدل الدولية "فلسطين حرة" و"تحيا جنوب أفريقيا" بينما كانوا يحملون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "أوقفوا قصف غزة".

وطالب المتظاهرون محكمة العدل الدولية، بالأمر في تعليق كيان الاحتلال وبشكل فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

كما تجمع العشرات من المتضامنين الفلسطينيين والأجانب في وقفة أمام سفارة جنوب أفريقيا في العاصمة النمساوية فيينا، دعماً لها بعد رفعها دعوة أمام محكمة العدل الدولية تتهم الاحتلال "الإسرائيلي" بالإبادة الجماعية بقطاع غزة.

وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية والجنوب أفريقية، مرددين شعارات وهتافات مؤيدة لها وأخرى تطالب بوقف الحرب المستمرة على القطاع منذ نحو 100 يوم، داعين إلى إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي".

كما ندد المشاركون بموقف النمسا والدول الغربية المؤيدة لاستمرار الحرب التي أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عاماً.

وفي مدينة نيويورك الأمريكية، تجمع عشرات الناشطين المناهضين للحرب في "تايمز سكوير"، وخارج البيت الأبيض في واشنطن، في وقت متأخر من الخميس، احتجاجاً على القصف الأمريكي البريطاني لأهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، وقالوا إن الخطوة تهدد باتساع رقعة الحرب في غزة.

وردد المتظاهرون في شعارات مثل: "ارفعوا أيديكم عن الشرق الأوسط"، و"ارفعوا أيديكم عن اليمن"، و"ارفعوا أيديكم عن غزة".

ولوّح المتظاهرون بالقرب من البيت الأبيض بالأعلام الفلسطينية، ورفعوا لافتات مكتوب عليها "فلسطين حرة" و"أوقفوا قصف اليمن".

ونظم الاحتجاجات، تحالف "إيه إن إس دبليو إي آر"، وهي اختصار لعبارة، "تحركوا الآن لوقف الحرب وإنهاء العنصرية" باللغة الإنجليزية.

في غضون ذلك، أعلن التحالف المؤيد لفلسطين في بريطانيا، عن مسيرات عالمية لنصرة غزة السبت، في أكثر من 120 مدينة، ضمن 45 دولة حول العالم.

وفي بيان للتحالف، قال إنه "من المتوقع أن تصدح المسيرة العالمية لنصرة فلسطين في لندن، بوصفها حدثا محوريا ضمن إطار يوم التضامن العالمي من أجل غزة في جميع أنحاء العالم".

ويُتوقع أن يشارك فيها مئات آلاف المحتجين، بالتزامن مع مظاهرات أخرى في أكثر من 120 مدينة ضمن 45 دولة، وفقا للبيان.

وأوضح بيان التحالف أن "هذه الفعالية الكبرى تأتي بتنظيم من حملة التضامن مع فلسطين، والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وتحالف أوقفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي، وأصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا".

و"تستهدف الجموع الحاشدة إرسال رسالة قوية إلى الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي بأسره، وتكثيف الضغط من أجل حمل إسرائيل على وقف هجماتها الوحشية المستمرة على غزة"، حسب البيان.

وقال إن هذا الحراك الجماهيري "بمثابة محاكمة شعبية عالمية للاحتلال لإحقاق الحق وإرساء العدل ونبذ الظلم ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني".

وذكر البيان أنه في خضم هذه المظاهرات يشكل التحقيق الذي تُجريه محكمة العدل الدولية "معلما بارزا ورمزيا"، مضيفا أن "هذا التحقيق القانوني لا يبرز خطورة الجرائم المزعومة فقط، بل يبرز كذلك تحولا ملموسا في الرأي العام العالمي، فضلا عن بيان أوجه القصور في المبررات التي تقدمها حكومتا المملكة المتحدة والولايات المتحدة".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 23 ألفا و708 شهداء، و60 ألفا و5 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.