100 يوم من الحرب على غزة.. المعارك متواصلة والضغوط تتزايد على نتنياهو

الأحد 14 يناير 2024 06:09 ص

في اليوم الـ100 للحرب على غزة، أوقع قصف إسرائيلي شهداء وإصابات في وسط وجنوبي القطاع، في وقت تحتدم فيه المعارك بخان يونس، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة قتل جنود وتدمير آليات.

في المقابل، تتواتر التقارير عن خلافات متصاعدة داخل مجلس الحرب والحكومة في إسرائيل، بينما يتزايد ضغط الشارع على بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل للأسرى وكذلك الاستقالة من منصبه.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، فإن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت ليل السبت/الأحد، غاراتها وقصفها العنيف على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع، موقعة مئات الشهداء والجرحى.

واستهدفت طائرات ومدفعية الاحتلال، مدينة دير البلح وبلدة الزوايدة ومخيم المغازي وسط قطاع غزة، بالتزامن مع قصف متواصل على شرق خان يونس.

وقالت مصادر محلية، إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت أيضا منزلا غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، بالتزامن مع شن طائرات الاحتلال الحربية غارات عنيفة، على مخيم المغازي.

وأضافت أن مدفعي الاحتلال قصفت بعدة قذائف شمال مخيم النصيرات، وشرق بلدة الزوايدة وسط القطاع، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.

وجنوبا، واصلت مدفعية الاحتلال قصف مناطق واسعة شرق مدينة خان يونس.

كما أصيب عدد من المواطنين جراء قصف الاحتلال منزلا في مخيم بربرة للاجئين الفلسطينيين وسط مدينة رفح.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 23 ألفا و843 شهيدا و60 ألفا و317 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

ووفق بيان صادر عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب، بأن ما يجري "يلطخ إنسانيتنا المشتركة".

وقال المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني، في بيان إن "جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في الأيام الـ100 الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة".

ولفت إلى أن معظم سكان غزة، بما في ذلك الأطفال، سيحملون الجروح الجسدية والنفسية الناجمة عن الهجمات مدى الحياة، لافتا إلى أن أكثر من 1.4 مليون شخص لجؤوا إلى ملاجئ "أونروا" واضطروا للعيش في ظروف غير إنسانية.

ولم يفلح مجلس الأمن في اعتماد أي قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم تحذيرات العديد من المنظمات والهيئات الدولية من استمرار الأوضاع الحالية في قطاع غزة، واصفة ما يحدث بأنه "حرب إبادة جماعية".

وعلى الأرض، نفذ مقاتلو الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، والذين يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الجيش الإسرائيلي في محاور توغلها، عمليات قالوا إنها أوقعت "إصابات في صفوف الجنود".

ووفق مصادر، فإن اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الفصائل والجيش الإسرائيلي، تتواصل في عدة مناطق في شرق في خان يونس، خاصة من المنطقة الجنوبية، وشمالها.

وفي محافظة غزة، أفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات في منطقة المخابرات، شمال غرب المدينة.

كما اشتعلت اشتباكات بين مقاتلي الفصائل والجيش الإسرائيلي قرب أطراف حي الزيتون، شرق مدينة غزة.

ويتواصل وجود الآليات الإسرائيلية العسكرية في الأجزاء الشمالية من المحافظة الوسطى (مخيمات البريج والمغازي والنصيرات) ومنطقة الزوايدة، حيث تعتمد في تواجدها على أسلوب المناورة الذي يشهد تقدما تارة وتراجع وإعادة تموضع من مناطق أخرى تارة أخرى، وفق شهود عيان.

بالتزامن مع هذه الاشتباكات ووسط القصف، نفذ مقاتلو كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، عمليات ضد الجيش ما أسفر عن سقوط "إصابات"، حسب بيانات منفصلة صدرت عنهما.

واستنادا إلى معطيات الجيش الإسرائيلي المنشورة على موقعه، حتى الأحد، قتل 522 من ضباطه وجنوده خلال الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 188 منذ انطلاق الحرب البرية في قطاع غزة في 27 من الشهر ذاته.

يأتي ذلك في وقت غادر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اجتماع مجلس الوزراء الحربي جراء منع مدير مكتبه من الحضور، وسط تزايد التوتر داخل المجلس.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) وقناة "12" (خاصة)، فإنّ "التوترات داخل مجلس الوزراء الحربي تتزايد، حيث غادر غالانت المناقشة الوزارية، مساء السبت، بسبب عدم الموافقة على بقاء مدير مكتبه".

وفي السياق ذاته، ذكرت قناة "13" (خاصة)، أن غالانت طالب نتنياهو بعدم "التشويش" على عمله داخل الحكومة.

وخلال الشهور الأخيرة، تطرق الإعلام العبري مرارا، إلى خلافات مستمرة بين غالانت ونتنياهو، تتعلق بكيفية إدارة الحرب على قطاع غزة، وما بعد الحرب، بالإضافة إلى محاولات نتنياهو المتكررة لتحميل الجيش مسؤولية الحرب على قطاع غزة.

ولاحقا، نشر عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، صورة له أثناء مشاركته في مظاهرة بتل أبيب نظمها أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وشارك فيها آلاف.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإستقالة الحكومة والتوجه إلى انتخابات فورية، ودعوا إلى إعطاء الأولوية لاستعادة أبنائهم، واستئناف المفاوضات مع "حماس" لتحقيق ذلك.

وتأتي مشاركة غانتس في المظاهرة وسط ضغوط مستمرة لأهالي الأسرى ومساندين لهم لدفع حكومة نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية.

وفي حيفا، شارك وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي يعالون، وهو حليف سابق لنتنياهو تحول إلى معارض له، في مظاهرة حاشدة ضمن عدة آلاف، متهماً نتنياهو بأنه هو من أوجد الظروف التي ساعدت حركة "حماس" على شن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ورغم ذلك، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن الجيش صادق على خطط لمواصلة القتال في قطاع غزة، و"زيادة الضغط" على حركة "حماس".

وأضاف في بيان، نشره المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، أن هذا الضغط سيؤدي إلى "تفكيك" حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وفيما يتعلق بشمال إسرائيل، قال رئيس الأركان إن جنوب لبنان "سيظل منطقة قتال طالما عمل حزب الله انطلاقاً منه"، محذراً من أن "حزب الله" قد يحول أراضي لبنان بأكملها إلى منطقة قتال، وسيتكبد "ثمناً باهظاً".

وأشار هاليفي إلى أن الجيش سيدرس السماح بعودة المدنيين الفلسطينيين النازحين من شمال قطاع غزة عندما يرى أنه لا يوجد خطر عليهم من القتال مع "حماس"، والذي وصفه بأنه "مستمر".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة إسرائيل المقاومة نتنياهو القسام سرايا القدس أونروا أزمة إنسانية

100 يوم من حرب غزة.. فشل إسرائيلي ونجاح للمقاومة وتداعيات إقليمية واسعة

وزيران بمجلس الحرب في إسرائيل يشاركان في مظاهرة تطالب بإقالة نتنياهو

هآرتس: نتنياهو محشور في الزاوية.. وغزة أنهت وعوده الاستراتيجية