هآرتس: نتنياهو محشور في الزاوية.. وغزة أنهت وعوده الاستراتيجية

الجمعة 19 يناير 2024 07:35 م

نتنياهو محشور في الزاوية، وكلما أصبح الوضع في غزة أكثر دموية وخطورة يبدو سلوكه أكثر انفصالا عن الأحداث، لا سيما أن جميع الوعود الاستراتيجية التي قدمها خلال العقد ونصف العقد الماضيين قد انهارت، ومن ضمنها السنوات الأكثر أمنا وهدوءا لسكان إسرائيل.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرة إلى أن الأفكار التي سوقها نتنياهو تم دحضها، ومن ضمنها فكرة إمكانية تجاوز الصراع مع الفلسطينيين عن طريق ترتيبات السلام والتطبيع مع دول الخليج، أو اللعب على وتر الانقسام الفلسطيني.

وتقول الصحيفة إن الإسرائيليون لم يعودوا يتمتعون بالعقد الأمني الأكثر هدوءا على الإطلاق، وهو العقد الذي ادعى نتنياهو الفضل فيه قبل ثلاث سنوات فقط.

على العكس من ذلك، كان عدد القتلى في إسرائيل عام 2023 هو الأعلى منذ 50 عاما، منذ حرب "يوم الغفران" (أكتوبر/تشرين الأول 1973).

وتضيف: لقد تم تقويض الشعور بالأمان، في الداخل وعلى الحدود، بالكامل.. لقد تم إضعاف الردع في مواجهة "حماس" و"حزب الله" وغيرهما من الأعداء المحتملين.

ويرى التحليل أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يتجه إلى تحقيق نصر سريع في غزة، كما كان يأمل نتنياهو وهو يمضي في سياسة الأرض المحروقة في القطاع الفلسطيني، وظلت "حماس" تلعب بورقة الأسرى بشكل أرهق أعصاب الإسرائيليين.

انفجار الضفة الوشيك

وفي الوقت نفسه، يبدو أن وسائل الإعلام والجمهور في إسرائيل لا يدركون بشكل كاف خطر الانفجار الوشيك في الضفة الغربية، كما تقول الصحيفة.

وفي كل لقاء مع صناع القرار السياسي، يطلق جهاز الأمن العام "الشاباك" والمخابرات العسكرية تحذيرات أكثر حدة من التصعيد في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وتتابع: الآن تعمل قوات الجيش في الضفة الغربية على نطاق وكثافة لم يسبق لهما مثيل منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

معركة البقاء

وتقول "هآرتس" إن نتنياهو يخوض "معركة البقاء"، وعندما يتعلق الأمر ببقائه الشخصي، يبدو نتنياهو أكثر حدة، وينشغل الموالون له في الليكود ومبعوثوه في وسائل الإعلام بتشويه سمعة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وبتحديد كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والشاباك باعتبارهم يتحملون وحدهم المسؤولية عن الفشل الذي أدى إلى ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لحظة الحقيقة

وتقول الصحيفة إن الجمود في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وابتزاز نتنياهو من قبل شركائه اليمينيين أدى إلى تعزيز أفكار أعضاء حكومة حزب الوحدة الوطنية غادي آيزنكوت وبيني غانتس حول مغادرة الائتلاف.

ويأمل نتنياهو في الاحتفاظ بهم في حكومته لمدة شهرين آخرين، على الأقل حتى نهاية الدورة الشتوية للكنيست.

((3)

ومن أجل تحقيق ذلك، يستطيع أن يبدي بعض الاستعداد للتوصل إلى صفقة، وهو ما لا تستعجل حماس التوصل إليه، دون الوصول إلى لحظة الحقيقة.

ويتطلب ذلك التوصل إلى اتفاق يتضمن تنازلات من شأنها أن تجعل بقاءه السياسي في وقت لاحق صعبا.

المصدر | هآرتس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو غزة حماس حرب غزة

100 يوم من الحرب على غزة.. المعارك متواصلة والضغوط تتزايد على نتنياهو

أكسيوس: تحذير وبيان مشترك.. تحركات بالكونجرس الأمريكي ضد نتنياهو بسبب الدولة الفلسطينية