الاتصال الأول منذ شهر.. غزة محور محادثات بايدن ونتنياهو غداة خلافات علنية

الجمعة 19 يناير 2024 09:53 م

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العلنية، الخميس، برفض فكرة إنشاء دولة فلسطينية، كثيراً من الاستياء والغضب داخل الإدارة الأمريكية، حيث أظهر نتنياهو قدراً من التحدي والعناد، والمعارضة العلنية للموقف الأمريكي الذي طالما دعا إلى حل الدولتين بوصفه سبيلاً وحيداً لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأعرب كبار المسؤولين الأميركيين عن الإحباط من تعنت نتنياهو في الاستماع إلى النصائح الأمريكية.

وغداة هذه التصريحات، أعلن البيت الأبيض أن الوضع في غزة وإسرائيل كان موضع اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو، وهو اتصال يأتي بعد نحو شهر، من اتصال متور بين الجانبين، وفترة من فتور وتباعد بينهما.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن بايدن ونتنياهو "ناقشا آخِر التطورات في إسرائيل وغزة"، مضيفاً أنه سينشر إحاطة بشأن المكالمة قريباً.

كان موقع "أكسيوس" قد نقل، الأسبوع الماضي، عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم إن بايدن وإدارته يشعرون بالإحباط، بعد رفض نتنياهو معظم الاقتراحات الخاصة بالحرب في غزة.

وأفاد الموقع بأن بايدن أغلق الهاتف بوجه نتنياهو، خلال آخر مكالمة بينهما، والتي كانت في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في دليل جديد على توسع الخلاف بينهما جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم.

وذكر "أكسيوس" أنه قبل أن يغلق بايدن الهاتف، رفض نتنياهو طلبه بأن تفرج إسرائيل عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها.

ولاحقا، قال بايدن إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم العالمي بسبب ما وصفه بقصفها العشوائي لغزة، لكنه أكد مجددا أن تل أبيب يمكن أن تعتمد على الدعم الأمريكي، وشدد على أنه يدعم "حقها في الدفاع عن نفسها".

وقال نتنياهو، في خطاب مُتَلفز، الخميس، إنه يجب على رئيس الوزراء أحياناً أن يقول "لا" لأقرب أصدقاء إسرائيل، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وموقف نتنياهو حول رفض حل الدولتين ليس جديدا، لكن تصريحه وطريقة صياغته سلطت الضوء مجددا على الخلافات بين الولايات المتحدة وحليفتها.

وفي إجابته عن أسئلة الصحفيين حول تصريحات نتنياهو، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، خلال إفادة على متن طائرة الرئاسة، الخميس، إن هذه التصريحات لم تغير أي شيء في موقف ورغبة بايدن في إقامة دولة فلسطينية.

وقلل كيربي من تصريحات نتنياهو وقال: "هذا ليس تعليقاً جديداً لرئيس الوزراء نتنياهو، ولن نتوقف عن العمل لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية".

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الخميس، أنه لا توجد طريقة لحل التحديات طويلة المدى التي تواجهها إسرائيل لتحقيق الأمن بشكل دائم، ولا توجد طريقة لحل التحديات قصيرة المدى في إعادة بناء غزة وتحديد شكل الحكم في القطاع وتوفير الأمن، دون إقامة دولة فلسطينية.

وقال مسؤولون أمريكيون، إنهم لن يسمحوا لرفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية، أن يمنعهم من الضغط على نظرائهم الإسرائيليين للمضي في هذا المسار.

ولفت مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية للصحفيين بالقول: "لن نأخذ هذه التصريحات باعتبارها الكلمة الأخيرة، وإلا فسيكون هناك عراقيل كثيرة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسيكون هناك عراقيل في عملية إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى (حماس)".

وأضاف أن إدارة بايدن ستواصل العمل في هذه القضية وغيرها من القضايا الأخرى؛ للوصول إلى النتيجة الصحيحة خاصة في القضايا التي نختلف فيها بشدة.

وتأتي تصريحات نتنياهو لتزيد من اشتعال الموقف مع إدارة بايدن، على خلفية التوترات المتزايدة بين الرجلين مع رفض نتنياهو الاستماع إلى النصائح الأمريكية لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين، والخلاف حول مستقبل غزة والفلسطينيين بعد انتهاء الحرب.

والخميس، نقلت شبكة "إن بي سي"، عن مسؤولين أمريكيين أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أبلغ نتنياهو أنه لا يوجد حل عسكري بشأن مصير "حماس"، وأنه يتعين على إسرائيل الاعتراف بذلك، وإلا "فإن التاريخ سيكرر نفسه والعنف سيستمر".

لكن نتنياهو لم يكن مقتنعا بكلام بلينكن، وفق المصدر ذاته، وعاد الوزير الأمريكي إلى واشنطن دون أن يحصل على موقف إيجابي.

كما نقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن "تتطلع إلى ما بعد نتنياهو لتحقيق أهدافها في المنطقة"، وأن الإدارة الأمريكية تحاول وضع الأساس مع قادة إسرائيليين آخرين تحضيرا لتشكيل حكومة ما بعد نتنياهو.

وقال العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين إن نتنياهو "لن يبقى هناك إلى الأبد".

وأشار إلى ذات النقطة، تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة، قال إن مقربين من بايدن أوصوه بأن يعلن فقدانه الثقة بنتنياهو، مشددا على أن حالة الإحباط التي يعيش فيها الرئيس الأمريكي من حليفه مازالت موجودة.

كما أكدت المصادر أن صبر الإدارة الأمريكية جراء السياسات التي يتبعها نتنياهو بدأ ينفد، خصوصا أن واشنطن كانت طالبته مرارا بحرب أكثر دقة في القطاع وأقل حدة من دون جدوى.

ويقول مراقبون، إن الاختلاف في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يعني بأي شكل من الأشكال أن العلاقات بين البلدين ستتأثر، إذ أن واشنطن ستبقى الداعم الأكبر لإسرائيل.

ولكن يتحمل بايدن تكلفة شديدة ثقيلة لدعمه إسرائيل في مواجهة ضغوط سياسية داخلية متزايدة، ومظاهرات مستمرة مؤيدة للفلسطينيين، ومطالبات بالدعوة لوقف إطلاق النار، وزيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحملة العسكرية، وقد تؤدي تلك التكلفة السياسية الثقيلة إلى تراجع حظوظ بايدن في الفوز بإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما لم يقم بتحرك يؤدي إلى تهدئة الغضب الداخلي، وفرض مسار لحل الدولتين الذي دعا إليه مراراً.

ووفق المراقبين، فإن هناك حالة من الانتظار في المنطقة، حيث ينتظر نتنياهو دعما أكبر حال دخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب البيت الأبيض مجددا، وينتظر الفلسطينيون رحيل نتنياهو، وينتظر السعوديون ما ستنتهي إليه الحرب في غزة لاتخاذ قرار بشأن شكل العلاقة مع إسرائيل، والجميع ينتظرون بالطبع نتائج الانتخابات الأمريكية، ولكل أسبابه المختلفة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو إسرائيل بايدن حل الدولتين البيت الأبيض دولة فلسطينية

مشرعون أمريكيون: نتنياهو كارثة ويعمد لإطالة الحرب

إدارة بايدن وهجمات الحوثيين.. الشحن التجاري أهم من حياة الفلسطينيين

بايدن لنتنياهو: لن أدعم حربا مستمرة لمدة عام في غزة

مساعد بايدن يعترف بخطأ البيت الأبيض في حرب غزة.. ماذا قال؟