استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأردن: «تفكيك» أم «تدمير» شيفرة العبودية؟

الأربعاء 31 يناير 2024 02:45 ص

الأردن: «تفكيك» أم «تدمير» الشيفرة؟

الأمريكي والإسرائيلي والغربي مارسوا عمليا «سطوًا منهجيًا» على ماضينا وحاضرنا.

كل الأقنعة سقطت بما في ذلك قصة القانون الدولي والمنابر الأممية وسردية التحالفات والصداقة إضافة لكذبة «الإعلام الغربي»!

سياق «العبودية» الذي قررت حكوماتنا «التعايش والتكيف معه» حتى أصبحت «أداة» في ذراع مشروع لـ«استعباد» مستقبلنا وليس حاضرنا فقط؟

الأصل أن كل من تورط في جريمة غزة عليه دفع الثمن وعندما نقول «كل من تورط» نقصد أيضا «رموز الصهيونية العرب» فهؤلاء أيضا من شريحة «مجرم حرب».

لا أمل مستقبلا في إنقاذ أطفالنا من «العبودية» إذا لم يدفع الجميع ثمن أفعالهم. وهنا نستذكر زميلتنا اللبنانية.. «كلن يعني كلن». حل الدولتين لا يغطي هذه المساحات!

السؤال بعد دروس غزة: من نحن وكيف سنفكر؟ هل ينبغي الاسترسال في «متعة العبودية» أم سنقرر بعد الامتنان لغزة والمقاومة بدء تدشين مرحلة «الانعتاق»؟

أخلاقيا عند «أردنة النقاش» لابد من أن نفهم على أي أساس أو قاعدة نجلس اليوم كأردنيين بدلا من الاسترسال فيما سماه د. مروان المعشر يوما بـ«تصغير أكتافنا».

يوم 7 أكتوبر المجيد يُقرأ أردنيا من وحشية وشراسة العدوان على وعينا الجمعي لأن شعب فلسطين يدفع نيابة عنا جميعا الثمن والمشكلة بعدما حسم الفلسطيني أمره الآن «فينا».

ما هي الشيفرة التي يجب تفكيكها؟ هل وقوفنا الطويل على «محطة الاستماع والفرجة» كفيل بعزلنا عن سياق «العبودية»؟ السؤال صعب والمطلوب قد يصبح «تدمير الشيفرة» لا تفكيكها.

* * *

عمان تعج بالزوار والندوات والمقالات والبيانات والسهرات وحتى «الأسئلة».

هذا طبيعي للغاية بعد «7 أكتوبر» لأن الأردني عموما «حائر» والمستقبل «غامض» ولأن الشارع لم يعد يقبل إطلاقا بالأجوبة «المعلبة» القديمة.

أقدر مبكرا بأن ذلك اليوم المجيد ـ 7 أكتوبر ـ ينبغي أن يقرأ أردنيا من قاعدتين.

أولا: تأثير وحشية وشراسة العدوان على وعينا الجمعي كعرب ومسلمين عموما لأن شعبنا الفلسطيني دفع ويدفع نيابة عنا جميعا الثمن والمشكلة بعدما حسم الفلسطيني أمره الآن «فينا»… ما هي الشيفرة التي ينبغي أن نفككها؟.

هل وقوفنا الطويل على «محطة الاستماع والفرجة» كفيل بعزلنا عن سياق «العبودية « الذي قررت حكوماتنا «التعايش والتكيف معه» حتى أصبحت «أداة» في ذراع مشروع لـ«استعباد» مستقبلنا وليس حاضرنا فقط؟

الأمريكي ـ الإسرائيلي ـ الغربي… مارس هؤلاء عمليا «سطوا منهجيا» على ماضينا وحاضرنا…سؤالنا يصبح بعد دروس غزة ومقاومتها: من نحن وكيف سنفكر؟ هل ينبغي الاسترسال في «متعة العبودية» أم سنقرر بعد الامتنان لغزة والمقاومة بدء تدشين مرحلة «الانعتاق»؟.

للأسف أعلم أن السؤال صعب وأن المطلوب قد يصبح «تدمير الشيفرة» وليس تفكيكها فقط.

ثانيا: أخلاقيا عند «أردنة «النقاش لابد من أن نفهم على أي أساس أو قاعدة نجلس اليوم كأردنيين بدلا من الاسترسال فيما سماه الفاضل مروان المعشر يوما بـ«تصغير أكتافنا».

لا نخفي سرا إذا قلنا إن «المربع الأردني» في غاية الأهمية للإسرائيلي وللأمريكي وللمقاوم.

هذا يمنحنا امتيازا وأفضلية لكنه يخصص لنا أيضا إطارا وطنيا واسعا لمعرفة أين ستدوس أقدامنا ويرتب علينا «مسؤوليات أكثر من غيرنا».

عليه لابد من طرح تساؤلات صريحة: هل عقيدة «المصلحة المباشرة مع الشريك الإسرائيلي» فعالة ونشطة؟

هل نستطيع أيضا بعدما سلمت «حنفية المياه» وصنابير الطاقة والغاز للعدو تبديل أو تغيير «عقيدتنا البيروقراطية والأمنية»؟ بصراحة أكثر: هل نحن قادرون أصلا على ذلك لو قررنا أو رغبنا؟.

سمعنا في الأقنية البيروقراطية قديما أنه ثمة علاقة مفصلية وناجحة مع «العمق الإسرائيلي» وأن العمق هو «ضمانة» حماية مصالحنا الأردنية عندما تبرز «أطماع الانتخابات».

وما نلاحظه اليوم أن «شريكنا العميق» هو الذي تحول إلى «مخلب» في يد «الانتخابات» فمن «يمول الحرب» مؤسسة الجيش الأمريكي.

ومن ينفذ المذابح هم شركاء ماضينا في «منظومتي الجيش والأمن» عند الكيان وهؤلاء قصفوا مؤخرا «المستشفى الميداني»…السؤال ليس «هل انقلب الإسرائيلي علينا…بل إلى أي حد انقلب… ومتى سيجرف مشروعنا الوطني معه؟».

أخشى أن ما خطب به الشيخ حسن نصرالله يوما صحيح عندما قال «شجاعتك وجرأتك وتعاكسك مع التيار هو فقط الضامن لكرامتك».

كل الأقنعة سقطت بما في ذلك قصة القانون الدولي والمنابر الأممية وسردية التحالفات والصداقة إضافة لكذبة «الإعلام الغربي».

قدم الحوثيون أنموذجا مؤخرا في التصرف «الجريء والشجاع والكريم» مما سيدفعهم حتما لـ«الجلوس على الطاولة» لاحقا مع فارق بسيط عن جلوسنا وهو «سيجلسون على الطاولة بكرامة وكلاعبين وليس كتابعين».

لذلك لم تعد تطرب الناس كلاسيكيات ومعلبات الحديث عن «السلام والشراكة» ولا متحفيات الأمم المتحدة و«شركائنا في الغرب» فما قاله العدو باختصار ووضوح مؤخرا لي كأردني وبكل بساطة أن شيئا من كل ذلك «لن يشفع لي» وأن لحم أطفالي معرض لما تعرضت له أشلاء أطفال جباليا وأن «النشميات الأردنيات» يمكنهن لاحقا أن يمتن بقصف وهن حوامل وجباليا تشبه حاراتنا.

الأطفال في غزة ماتوا وهم «جوعى» وحبوب المسكنات والمضاد الحيوي ممنوعة…ما الذي يقوله لي ولأطفالي ذلك؟

باختصار الحفرة التي تكونت بعد قصف مربع سكني في جباليا بلغت 17 مترا.. لا أحد يستطيع تقديم ضمانة لنا اليوم بأن حفرة مماثلة ستتشكل بدلا من المدرج الروماني أو الأهرامات أو برج خليفة أو حتى الكعبة.

الضمانة الوحيدة المتاحة لأن لا يحصل ذلك هي التصرف كما تصرفت حماس في 7 أكتوبر أو كما يتصرف الحوثي، وعلينا أن نتذكر هنا بأن الحفاة العراة المحاصرين صنعوا قذيفة اسمها «الياسين 105» كلفت الكيان حتى الآن «1000» آلية ومدرعة وبإمكانات محلية بدائية فيما لا نصنع في الأردن ومصر إلا معلبات الغذاء الجاف ونستورد «جلدة أسطوانة الغاز» والمسبحة وسجادة الصلاة من الصين. لذلك لا يطرب المواطن لحديث الآن عن «حل الدولتين».

والأصل إزاء شلال الدم والإجرام والدروس المستفادة أن نعود لما قاله فينا يوما راحلنا الكبير رحمه الله الدكتور محمد أبو فارس: «نريد تحرير فلسطين.. كل فلسطين.. وينبغي أن نفعل أي شيء» مع أن شباب غزة صنعوا في ظل الحصار وتحت التراب ما هو أكبر وأخطر وأهم.

مسألة أخرى: لا أتصور بأن الحديث عن «وقف العدوان» على أهميته منصف الآن… الأصل أن كل من تورط في جريمة غزة عليه أن يدفع الثمن وعندما نقول «كل من تورط» نقصد أيضا رموز «الصهيونية العرب» فهؤلاء أيضا من شريحة «مجرم حرب» ولا أمل مستقبلا في إبعاد أطفالنا عن «العبودية» إذا لم يدفع الجميع ثمن أفعالهم… وهنا نستذكر زميلتنا اللبنانية.. «كلن يعني كلن».

حل الدولتين لا يغطي هذه المساحات.

*بسام البدارين كاتب وإعلامي أردني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأردن الشيفرة العبودية سردية التحالفات الصهاينة العرب دروس غزة المنابر الأممية حسن نصرالله محمد أبو فارس مروان المعشر حل الدولتين مجرم حرب 7 أكتوبر