تقارير تكشف بناء مصر سياج مرتفع بين سيناء وغزة

الجمعة 16 فبراير 2024 06:09 ص

أفادت تقارير بأن السلطات المصرية تقوم ببناء سياج مرتفع على مساحة 20 كلم مربع قرب الحدود بين سيناء وغزة.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين ومحللين أمنيين قولهم إن هذه "المنطقة العازلة المسيَّجة" يتم تشييدها في ظل المخاوف من أن يؤدي التوغل العسكري الإسرائيلي جنوب قطاع غزة إلى تدفق "سيل من اللاجئين".

وخلال الأسابيع الماضية سعت مصر إلى تعزيز أمنها على طول الحدود مع غزة، حيث نشرت جنودها ومركبات مدرعة وعززت الأسيجة الموجودة، فيما تقوم حاليا ببناء مساحة واسعة يتم وضع سياج حولها، وذلك ضمن خطط طوارئ في حال دخل اللاجئون الفلسطينيون من غزة.

وقال مسؤولون مصريون للصحيفة إن هذه المساحة المسيَّجة أو "المخيم" يمكنه "استيعاب أكثر من 100 ألف شخص"، مشيرين إلى أنه محاط بجدران خرسانية وبعيد عن أي تجمعات سكنية للمصريين، حيث سيتم وضع خيم في هذه المساحة.

وبعد مدينة خان يونس التي تحولت إلى ساحة من الخراب، تؤكد إسرائيل أنها تعد لهجوم بري على مدينة رفح المكتظة بالسكان، والتي أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من مليون من المدنيين الذين فروا من القتال.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن العملية في رفح ضرورية للقضاء على "المعقل الأخير" لحماس في غزة، بعد الدمار الواسع الذي طال مختلف أنحاء شمال القطاع ووسطه.

وكتب نتنياهو على حسابه الرسمي على تطبيق تليجرام "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".

ويأتي إصرار نتنياهو على المضي في الاستعداد لعملية برية في رفح، رغم تحذيرات دولية واسعة من الكلفة الإنسانية الباهظة لهذا الهجوم، وفي وقت تتواصل المباحثات لمحاولة التوصل إلى هدنة تتيح إدخال المزيد من المساعدات وتبادل أسرى في غزة بمعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.

ويؤكد مسؤولون مصريون للصحيفة أنه في حالة حدوث لجوء جماعي كبير للفلسطينيين ستسعى مصر إلى الحد من عدد اللاجئين حتى لا يتجاوز 50 إلى 60 ألف شخصا.

وسعت مصر منذ فترة طويلة إلى تجنب تدفق اللاجئين عبر حدودها، وحتى أنها هددت بالتخلي عن معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل، بحسب الصحيفة.

نفي مصري

محافظ منطقة شمال سيناء المصرية نفى، الخميس، التقارير الأولية التي تحدثت عن بناء مخيم محتمل للاجئين الفلسطينيين، وقال: "إن النشاط في هذه المنطقة هو جزء من محاولة لجرد المنازل التي دمرت خلال الحملة العسكرية المصرية الماضية ضد تنظيم داعش في المنطقة".

وكانت منظمة سيناء من أجل حقوق الإنسان قد نشرت، الأربعاء، تقارير ومقاطع مصورة قالت إنها لجهود "السلطات المصرية في بناء منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار لاستقبال فلسطيني غزة".

ونقلت عن مقاولين أن عملهم يقضي بإنشاء "منطقة محاطة بأسوار بارتفاع 7 أمتار، بعد إزالة أنقاض منازل السكان الأصليين التي دمرت خلال الحرب على الإرهاب، وتمهيد التربة وتسويتها، على أن تنتهي هذه الأعمال في أقصر وقت ممكن لا يتجاوز العشرة أيام".

ولم ترد السفارة المصرية لدى واشنطن على طلب موقع الحرة التعليق في رسالة عبر موقعهم الإلكتروني، كما لم يستجب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية بطلب الموقع التعليق من خلال رسائل عبر صفحته على فيسبوك.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست صورا ملتقطة من الأقمار الصناعية قالت إنها لمنطقة تم تطهيرها ويتم تسييجها قرب الحدود من غزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصري سابق قوله إنه رغم الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين، إلا أن السلطات المصرية وضعت خططا للطوارئ.

وأضاف "إذا عبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الحدود نتيجة للهجمات في رفح. هل تعتقد أن الجيش المصري سيطلق عليهم النار؟ الجواب هو لا.. ويتعين على أي حكومة مسؤولة التفكير. إذا كان لدينا السيناريو الأسوأ، فكيف سنتعامل مع ذلك؟".

وبعدما أبدت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، معارضتها لشن هجوم على رفح بدون "ضمانات" بشأن أمن المدنيين، حذرت أستراليا وكندا ونيوزيلندا، الخميس، إسرائيل من النتائج "الكارثية" لمثل هذا الهجوم.

وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك حكومة نتنياهو "على عدم سلوك هذا المسار"، مؤكدة أن "نحو 1.5 مليون فلسطيني لجؤوا إلى هذه المنطقة.. ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه".

وبحسب الأمم المتحدة، يتجمع نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقم الجيش الإسرائيلي حتى الآن باجتياحها بريا.

وحذر مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن جريفيث، من أن احتمال امتداد تداعيات الحرب من قطاع غزة إلى مصر بات "حقيقة ماثلة أمام أعيننا في رفح"، وذلك في وقت يتكدس فيه المدينة الحدودية أكثر من مليون شخص أغلبهم من النازحين.

وتعد رفح أيضا نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر والتي تسيطر عليها إسرائيل وهي غير كافية لتلبية حاجات السكان المهددين بالمجاعة والأوبئة.

المصدر | متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر غزة إسرائيل رفح