صحيفة عبرية: حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء وفرض معادلته على إسرائيل

الجمعة 16 فبراير 2024 06:37 م

حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية من استمرار ما أسمتها "لعبة الشطرنج الخطيرة" بين الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني، في ظل نجاح الحزب في "تجاوز كافة الخطوط الحمراء واختيار زمان ومكان الهجمات التي يشنها على شمال إسرائيل".

وتقول الصحيفة، في تحليل نشره كبير محلليها سيث ج. فرانتزمان إن "الرقصة المميتة" مع "حزب الله" أصبحت "لعبة شطرنج خطيرة".

ويضيف الكاتب: "يفضل كل جانب فقط تقديم بيادقه قليلاً، لكن هذه ليست لعبة، فهناك 80 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من الشمال".

إيران في الخلفية

ويرى فرانتزمان أن "الرقصة مع حزب الله لا تجري في الفراغ"، فهناك إيران في الخلفية والتي تعمل على "توحيد الساحات" المختلفة ضد إسرائيل، ونجحت في وضع "حزب الله" في هذا الإطار بعناية لكي يستمر في تهديد إسرائيل.

ويعد الهجوم الصاروخي الذي تم تنفيذه على مدينة صفد المحتلة، في 14 فبراير/شباط الجاري أبرز دليل على تخطي "حزب الله" الخطوط الحمراء مع دولة الاحتلال، كما يقول الكاتب.

ما قبل 7 أكتوبر

لكن "تصعيد حزب الله ضد إسرائيل لإعادة رسم الخطوط الحمراء في الشمال وتغيير (المعادلة)، كما يسميها زعيم حزب الله حسن نصر الله، لم يبدأ في 7 أكتوبر"، على حد قول الكاتب.

ويشير إلى أن "حزب الله" كان قد بدأ بالفعل في التصعيد ضد إسرائيل عام 2022 عندما هدد بشن حرب على دولة الاحتلال إذا لم توقع الأخيرة على اتفاق بحري، بوساطة الولايات المتحدة، مع لبنان.

ووفقا للكاتب، "استخدم حزب الله الفترة التي سبقت انتخابات 2022 في إسرائيل لخلق تهديدات وفوضى محتملة. وعلى هذا النحو، وافقت إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية".

لقد أظهر ذلك أن الحزب لم يعد يسيطر على جنوبي لبنان فقط، بل بات مسيطرا وصانع قرار في لبنان كلها، كما يقول فرانتزمان.

ويسخر الكاتب من تصريحات قادة إسرائيليين قالوا سابقا إن تل أبيب تريد أن ينسحب "حزب الله" من المنطقة الحدودية لما وراء نهر الليطاني.

ويمضي الكاتب في القول إن "عملية مجدو"، والتي وقعت في مارس/آذار 2023 عندما تم تفجير عبوة ناسفة في حيفا بعد تسلل شخص من لبنان، كما تقول سلطات الاحتلال.

بعد ذلك كانت الحادثة التي سببت توترا بين إسرائيل ولبنان عندما نصب مسلحو "حزب الله" خيمة على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة، والتي اعتبرت "استعراض عضلات استفزازي من الحزب ضد إسرائيل".

سياسة المشي نائما

ويستنكر الكاتب ما يصفه بتفضيل قادة إسرائيل "سياسة المشي نائما" تجاه "حزب الله" ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، تماما كما كانت تفعل إزاء "حماس" في غزة، رغبة في عدم التصعيد.

وبالتالي، فإن قصف صفد الذي حدث في 14 فبراير الجاري امتداد لنهج "حزب الله" في اختيار طريقة التصعيد وفرض "المعادلة" على إسرائيل، كما يقول الكاتب.

ويخلص الكاتب إلى أن "لعبة الشطرنج" بين إسرائيل و"حزب الله" الآن وصلت إلى مرحلة جديدة هي الأشد خطورة، لأنها مرتبطة بشكل أكثر مباشرة بنظام جديد يتشكل في الشرق الأوسط بمشاركة رئيسية من إيران.

المصدر | سيث ج. فرانتزمان / جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حزب الله لبنان شطرنج 7 أكتوبر

نصر الله: حزب الله ومحور المقاومة مستمر في القتال مع تواصل حرب غزة