«سعد الدين إبراهيم» يدعو «السيسي» لإطلاق مصالحة شاملة «قبل فوات الأوان»

الثلاثاء 1 مارس 2016 06:03 ص

جدد الحقوقي المصري، «سعد الدين إبراهيم»، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات (غير حكومي ومقره القاهرة)، دعوته للنظام الحاكم في مصر، وعلى رأسه الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، لإطلاق «مصالحة شاملة مع الجميع، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين، قبل فوات الآوان».

وفي تصريحات عبر الهاتف، مع وكالة الأناضول للأنباء، من مقر تواجده الحالي بإسطنبول التركية لـ«ارتباطات بحثية»، حسب تعبيره، أضاف «إبراهيم»: «التقيت عددًا من وجوه المعارضة المصرية في أمسيات ثقافية مؤخرًا، في إسطنبول، من بينهم المعارض، أيمن نور، ومحمود حسين القيادي البارز بجماعة الإخوان».

وتابع: «أجدّد دعوتي للنظام الآن لبدء مصالحة شاملة، لا تستثني أحدا، بمن فيهم جماعة الإخوان، قبل فوات الآوان، وهو أمر لا أفقد الأمل في إتمامه، فهذا هو باب لاستقرار وتنمية وتقدم مصر».

وحول نتائج مقابلته مع وجوه المعارضة بالخارج، أشار «إبراهيم»، إلى أن «الطرفين (المعارضة والنظام)، لديهما شكوكًا تجاه بعضهم البعض، وأنا كطرف محايد، أحث الجميع للاتجاه لمصالحة شاملة في أسرع وقت».

وبشأن موقف جماعة «الإخوان»، من دعوته للمصالحة، قال الحقوقي المصري: «التقيت منذ يومين، محمود حسين الأمين العام للجماعة، في أمسية ثقافية، وسألني عن موقف النظام من دعوتي السابقة للمصالحة، وأخبرته أن المسؤولين لم يتجابوا معها، ولكن تعرضت لمناقشة ونقد"، مضيفًا: «استمع (حسين) مني، ولم يطلب مني تقديم مصالحة».

وقال «إبراهيم»: «البعض يطالب المعارضين بتقديم تنازلات لبدء مصالحة شاملة، كيف يتنازلون، هم لا يملكون شيئًا، بعضهم لاجئ في الخارج، والسلطة هي من تملك كل شيء، وهي من يجب أن تخرج وتعلن عن أي شكل لإتمام هذه المصالحة، وتقول إنها مستعدة».

وأوضح أنه «ليس رسول السلطة أو المعارضة في إتمام هذه المصالحة، التي لا مفر منها، لكن الواقع والتاريخ يؤكد أهمية ذلك"، لافتًا أن «الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) تصالح مع قريش رغم كل ما فعلوه، ونيلسون مانديلا (الزعيم الجنوب أفريقي الراحل) بعد 27 سنة في السجن، أعلن المصالحة ببلاده».

ودعا «إبراهيم»، «كل من يهمه مصلحة مصر، في أي مكان أن يتحرك لإتمام هذه المصالحة..أنا لم أصب باليأس من الإلحاح في طلب المصالحة، لأنها باب رئيسي في حل أزمات مصر الحالية».

وطالب المعارضة المصرية بألا تتجاوز في أحلامها بتصورات عن قرب سقوط هذا النظام، قائلًا، «النظام لا يتعرض لمخاطر في المستقبل القريب المنظور، وشعبيته وصلت لنحو 60%»، بحسب قوله.

وطالب النظام بأن يعيد نظرته لجماعة «الإخوان المسلمين»، قائلا: «لا يمكن لجماعة يصل عدد أفرادها لـ 3 أو 4 ملايين شخص، ويطلق النظام عليها إرهابية، فهي ليست كذلك، ولا يجب اتهام المعارضة بالإرهاب، ومن يثبت عليه ارتكاب الإرهاب يحاكم وفق القانون».

ويعد طرح المصالحة الذي أطلقه «إبراهيم» هو الثالث من نوعه، ففي عام 2014 دعا إلى مبادرة لحلحلة الانقسام السياسي في البلاد، دون تجاوب من النظام أو جماعة «الإخوان» وقتها، وفي 2015 اقترح الدعوة لاستفتاء حول المصالحة مع الجماعة.

من جهته نفى «محمود حسين»، الأمين العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، مطالبته «سعد الدين ابراهيم»، التوسط، لعقد مصالحة مع النظام الحالي في مصر.

وكانت مواقع إخبارية مصرية  محسوبة على النظام، ادّعت بأن لقاءًا عقد في إسطنبول مؤخرًا بين «إبراهيم» و«حسين»، بحضور المعارض البارز «أيمن نور»، تضمن مطالبة «حسين» من «إبراهيم»، التوسط لعقد مصالحة مع النظام المصري، وهو ما نفاه أمين عام الجماعة.

وقال «حسين» في بيان: «موقف جماعة الإخوان واضح ومعلن وهو أنه لا تنازل عن الشرعية، والتمسك بعودة الرئيس محمد مرسي ولا تصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين، ولا تنازل عن حق الشهداء، ولا عن تحقيق مطالب ثورة 25  كانون ثان »2011».

وأوضح «حسين»، أن «ما تم مع سعد الدين إبراهيم كان لقاءًا عابرًا خلال زيارة صحية لأيمن نور، تواجد خلالها دون ترتيب، كل من سعد الدين إبراهيم، والمنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق، وآخرون، وكان الحوار الذي دار بين الحضور حوارًا عامًا، لم يتطرق إلى مبادرات، أو مصالحات، أو ما شابه ذلك».

وفي السياق ذاته نفى «أيمن نور»، ما أثير عن وساطته لطرح مبادرات سياسية، خلال اليومين الماضيين، قائلًا في تغريدة له بموقع «تويتر»، «لا صحة لما نشر من طرح أي مبادرات سياسية او وساطة في لقاءات تمت في منزلي عرضًا، وكانت جميعها في إطار اجتماعي».

والشهر الماضي، دعا وفد للبرلمان الأوروبي، الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، إلى مصالحة وطنية، تشارك فيها كل القوى في إطار عملية سياسية شاملة.

وبحسب بيان لوفد من البرلمان الأوروبي، برئاسة «ألمار بروك» رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان وستة نواب، في ختام زيارتهم للقاهرة، قال إن «عملية مصالحة وطنية- تشارك فيها كافة القوى التي لا تتبع العنف في المجتمع من أجل إعادة بناء الثقة في السياسات والاقتصاد، وفي إطار عملية سياسية شاملة- هي الطريق المستدام لضمان استقرار طويل المدى ورفاهية».

وقبل أشهر، دعا «سعد الدين إبراهيم»، الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» إلى إجراء استفتاء شعبي على المصالحة مع «جماعة الإخوان المسلمين».

وقال «إبراهيم»، الذي يرأس مركز «ابن خلدون للدراسات الإنمائية»، في مبادرته التي طرحها عبر إحدى القنوات التلفزيونية المصرية الخاصة، أمس الأول الإثنين: «الرسول عليه الصلاة والسلام، تصالح مع قريش رغم كل ما فعلوه، ونيلسون مانديلا (الزعيم الجنوب أفريقي الراحل) بعد 27 سنة في السجن، أعلن المصالحة بجنوب أفريقيا».

وأضاف: «إن حدث خلاف على المصالحة، أدعو الرئيس (المصري) لطرح المصالحة في استفتاء عام على الشعب.. هل توافق على المصالحة مع الإخوان المسلمين؟ نعم أم لا ؟ .. وإن وافق كان بها، ولو رفض يجب احترام خيار الشعب».

وتابع: «لم يطلب مني أي شخص التوسط للمصالحة، ولكن أطرح الفكرة لوجه الله والوطن، بصرف النظر عما يُصيبني من رذاذ هنا أو هناك».

ويُعتبر «سعد الدين إبراهيم»، أحد الشخصيات التي نظمت وفدا شعبيا لإقناع الاتحاد الأوروبي بأن تظاهرات 30 يونيو/حزيران  2013(التي استند إليها الجيش للانقلاب على  الدكتور «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا)، «ثورة وليست انقلاباً».

  كلمات مفتاحية

سعد الدين إبراهيم الإخوان المصالحة السيسي

وفد برلماني أوروبي لـ«السيسي»: مصر في حاجة لمصالحة وطنية

«سعد الدين إبراهيم» يدعو «السيسي» لاستفتاء الشعب على المصالحة مع «الإخوان»

إعلامي مصري: شخصيات داخل الدولة ترغب في المصالحة مع الإخوان

باحث مصري: مصالحة النظام مع خصومه «مستحيلة»

تهديدات إقليمية تقتضي مصالحة سعودية بين «السيسي» و«الإخوان»

«ديفيد هيرست»: الملك «سلمان» لن يحزن إذا أطاح ضابط آخر بـ«السيسي»

من أنت يا «سيسي»؟

أمين عام الإخوان ينفي لقاء مسؤولين سعوديين للمصالحة مع النظام المصري

سفير مصري سابق: مبادرة «البديل الحقيقي» للضغط على «السيسي» وقد نلجأ للتظاهر

عن المخاصمة لا المصالحة!