صحفي ألماني لـ«الأسد»: هل تستطيع النوم ليلا؟

الخميس 3 مارس 2016 12:03 ص

أجرت شبكة «إيه.آر.دي» (ARD) التلفزيونية الألمانية مقابلة مع رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وذلك للوقوف على المستجدات السياسية في سوريا بعد البدء في تطبيق الهدنة بين الأطراف المتصارعة هناك.

وعلى مدى 25 دقيقة هي مدة المقابلة والتي أجراها الإعلامي الألماني «توماس أدر» الخبير في شؤون الشرق الأوسط مع «الأسد»، استطاع أدر نقل أسئلة تتعلق بالأزمة السورية، محاولا ربط ما يحدث في سوريا بالسياسة التي اتبعها الأسد، من حيث المطالبة باستقالته، أو إذا كان نادما من ردة الفعل العنيفة التي اتبعتها قواته في درعا، والتي كانت المفجر للثورة السورية.

ورفض «الأسد» اتهامه بالتسبب في الأزمة في سوريا رافضا تسميتها بالحرب الأهلية، وقال: «ما يحدث في سوريا، لا يمكن أن نسميه حرباً أهلية، لأن الحرب الأهية تعني نقساماً للشعب على أمور دينية أو عرقية، ما يحدث في سوريا هو صراع بين إرهابيين والبقية اللآخرين».

ووصف التلفزيون الألماني المقابلة بالمثيرة، وقال على صفحته الإلكترونية إن «الأسد» بدا وكأنه يهمه مصلحة الشعب السوري وإنه يدافع عن رفاهيته.

وطرح الإعلامي الألماني سؤالاً مباشراً لـ«الأسد» وقال «هل أنتم مستعدون للتنحّي، خاصة أن هذه الاستقالة تعد من مطالب المعارضة من أجل المصالحة في سوريا»؟

وأجاب «الأسد»: لن أتنحى من أجل دول خارجية وجماعات تابعة لها تطالب باستقالتي، إلا أنني مستعد لجمع أغراضي والذهاب من سدة الرئاسة، لو طلب الشعب السوري ذلك فقط».

ووصف اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ منذ السبت بأنه «بصيص أمل» واتهم المعارضة بانتهاك الاتفاق الذي يهدف إلى وقف الحرب المستعرة منذ نحو خمسة أعوام، واتهمت المعارضة بدورها الحكومة السورية بانتهاك الهدنة الهشة بهجمات متكررة على مواقعها وهو ما تنفيه الحكومة.

وقال «الأسد» «أعتقد أنكم تعرفون أن الإرهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الأولى. نحن كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق. هذا ما نستطيع فعله لكن في النهاية هناك حدود. وهذا يعتمد على الطرف الآخر».

وسأل الصحفي الألماني «الأسد» إن ما كان ممتناً لما تقوم به ألمانيا من دور في استقبال اللاجئين السوريين؟

وكان جوابه أنه مقدر فعلا للدور الألماني في الشق الإنساني، حيث إستقبلت ألمانيا لاجئين سوريين هربوا من الأحداث الدائرة، إلا أنه كان من الأفضل للغرب لو سهل للسوريين البقاء على أرضه والعيش فيها هناك وهو أيضا أفضل وأرخص للغرب من حيث النفقات»، في إشارة إلى أنه كان من الأجدى للغرب أن يدعم نظام «الأسد كيلا يدخل في دوامة اللاجئين.

وتساءل قائلاً «أليس أذكى وأقل تكلفة» مساعدة السوريين على العيش في بلادهم. وأضاف أن على الدول الغربية أن تقرر محاربة الإرهاب وليس بلاده.

وطلب من ألمانيا تدخلاً أكبر سياسياً، وقال «دولة بحجم ألمانيا، لا يعقل أن ينحصر دورها فقط بالجانب الاقتصادي واستقبال اللاجئين، نريد دوراً سياسياً أكبر للدور الألماني من أجل حل الأزمة».

ورفض «الأسد» رداً على قول الصحفي الألماني أن التجاوزات التي حدثت في درعا من قبل قوات النظام بأنها كانت السبب الرئيسي للأزمة.

وقال «لم يحدث في درعا أبدا ما تناولته بعض وكالات الأنباء».

وأضاف «قمت بالتأكد من وجود أي من الأولاد المعتقلين في السجون السورية هناك، ولم أجد أحداً» واتهم الأسد» وكالات إعلامية خارجية بالمبالغة والتهويل.

وقال الصحفي الألماني الذي التقاه «الأسد» إنه زار محافظة حمص، وسط سوريا، ورأى «صوراً لا تصدّق، صوراً كأنها من نهاية العالم» وأكمل الصحفي حديثة إلى الأسد»، انطلاقاً مما رآه في حمص قائلاً: «سيادة الرئيس، سؤالي الشخصي هو: هل تستطيع النوم ليلاً؟».

فرد «الأسد»: «لا يهم إذا نمت أم لا»، مضيفا أنه «لا ننام لأننا لا نستطيع النوم، بل لأننا ينبغي أن نعمل».

وتابع «الشعب من حقه معرفة ماذا يفعل الرئيس من أجل حل أزمة البلاد».

كذلك سأل الصحفي «هل تستطيعون القول إن سوريا دولة ذات سيادة؟ أم أن سياستكم باتت ترسم أصلاً في طهران أو الكرملين؟».

فاعترف «الأسد» بنقص السيادة في بلاده التي يحكمها قائلاً: «السيادة مصطلح نسبي، ولهذا لا نستطيع الحديث عن سيادة كاملة» إلا أن «الأسد تجاهل ما ورد في السؤال عن دور طهران وروسيا بالنيل من السيادة السورية.

واعترف «الأسد» بأن روسيا وإيران لم تأتيا للدفاع عنه وعن نظامه أو للدفاع عن السوريين، وقال «روسيا وإيران جاؤوا هنا إلى سوريا من أجل مصالحهم الخاصة فقط، وليس دفاعاً عني أو النظام أو السوريين».

واستدرك «هم خائفون على مصالحهم، وعلى تمدد الإرهاب ووصوله إليهم»، وأضاف أن الإرهاب لا حدود له وشاهدنا ذلك في الدول المحيطة بنا».

وكرر في كلامه الحديث عن «الدستور وعن الاستقرار وأهميته فقال له الصحفي الألماني: «هل الدستور، أو وجود استقرار سوريا، هو أكثر أهمية من حياة مئات آلاف الأشخاص؟».

وأجابه «الأسد» بأن وجود عدم استقرار في البلاد سيؤدي أيضا إلى مقتل المدنيين، ونشر الفوضى.

وقال الصحفي الألماني لـ«الأسد» إن جيشه والقوات الجوية الروسية مسؤولان عن دمارٍ «ليس كأضرار جانبية بل كاستراتيجية حربية في قصف المدارس والمستشفيات».

وكرر «الأسد» إجابته الروتينية المعهودة التي ترفض الاعتراف بمسؤوليته هو والروس عن القصف والتدمير بقوله «ما الذي نكسبه إذا فعلنا هذا؟».

وعرض «الأسد» خلال المقابلة العفو عن مقاتلي المعارضة مع إمكانية «العودة إلى الحياة المدنية العادية» بشرط التخلي عن سلاحهم.

وقال أيضا إن من يعيشون في سوريا يعانون «كارثة إنسانية».

ورفض الاتهام الموجه لقواته بقطع إمدادات الطعام والدواء عن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وقال إن الجيش يتعرض لهجمات من هذه المناطق.

ورفض في المقابلة التلفزيونية تسمية قتل المدنيين بأنه إرهاب، وقال لقد قتل الأمريكيون والغرب مليوناً ونصف مليون في العراق، ولم نسمع أحداً يتهمهم بأن هذا إرهاب، كذلك ما تقوم به السعودية في اليمن.

  كلمات مفتاحية

سوريا الأسد صحفي ألماني

الأناضول: روسيا تضمن بقاء «الأسد» عاميين إضافيين وتواصل قتل المدنيين السوريين

التكتيكات الروسية في سوريا تتسبب بتدمير دبابات ومدرعات جيش «الأسد»

«أردوغان»: لن نعيد الأبرياء إلى أرض تهطل فيها البراميل المتفجرة من السماء

«بشار الأسد» انتهى .. وبدأ اقتسام سوريا

«حسنين هيكل» ينصح «بشار الأسد» بتحويل الثورة السورية إلى «إرهاب يحاربه العالم»

القضاء الأمريكي يلاحق «بشار» و«ماهر الأسد» بجريمة قتل صحفية