تواصل قوات نظام «بشار الأسد» وروسيا انتهاكاتهما لاتفاق وقف «الأعمال العدائية» في سوريا، الذي بدأ الأسبوع الماضي؛ بغية إضعاف «جيش الإسلام»، الذي يعد من أبرز فصائل المعارضة السورية.

فيما حذر الأخير من أن الالتزام بالهدنة لم يعد ممكنا في ظل استمرار استهداف قواته.

وأفادت مصادر في المعارضة لمراسل وكالة «الأناضول» للأنباء، أن قوات النظام سيطرت، أمس الأربعاء، على نقاط استراتيجية في منطقة «المرج» بغوطة دمشق الشرقية، التي ينشط فيه جيش الإسلام، بعد هجمات شنتها عليها خلال الأيام الماضية.

وتتمتع «المرج»، التي تشهد معارك بين قوات النظام والمعارضة منذ أكثر من 3 سنوات، بأهمية استراتيجية كبيرة؛ فهي تعد المدخل الجنوبي الشرقي لدمشق، وتطل أيضًا على مطار دمشق الدولي.

واعتمدت اجتماعات جنيف وميونخ قائمة مجلس الأمن الدولي للمنظمات الإرهابية التي لا يشملها وقف المعارك، و تضم تنظيم «الدولة الإسلامية»، و«جبهة النصرة»، و«جيش المهاجرين»، إضافة إلى «لواء العز بن عبدالسلام»، وحركة «تركستان الشرقية الإسلامية».

ورغم توقيع روسيا على اللائحة الأممية، إلّا أنّها تصنف كل من «أحرار الشام» (أكبر فصيل مقاتل في سوريا)، و«جيش الإسلام» ضمن «المنظمات الإرهابية».

وكان «جيش الإسلام»، شارك في اجتماع الرياض، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، الذي تمخض عنه تشكيل «الهيئة العليا للمفاوضات» التابعة للمعارضة السورية، وأرسل ممثلا عنه للمشاركة في مفاوضات جنيف الأخيرة، فضلا عن أنه يحظى بدور مهم في مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتعليقا على استمرار استهدافه من قبل قوات نظام «الأسد» وروسيا رغم الهدنة، قال الناطق الرسمي لـ«جيش الإسلام»، «إسلام علوش»، أمس الخميس، لـ«الأناضول»، إن «قوات النظام السوري وروسيا تستهدفان جيش الإسلام؛ لأن قواتنا تنتشر في عموم سوريا تقريبا، ونمتلك 30 ألف مقاتل، ونعدّ من أكثر الفصائل انضباطا».

وأضاف «علوش»: «لدينا خلايا ضمن مناطق داعش (الدولة الإسلامية)، وخضنا اشتباكات عنيفة في قرية (حربنفسه) جنوبي حماه ضد قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي؛ لمنعها من التقدم باتجاه شمالي حمص عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار».

وتابع: «نحن نلتزم بالاتفاق لأسباب إنسانية، غير أن وقف إطلاق النار لا يعد ممكنا طالما كان هناك ميليشيات تقتل شعبنا وتجبره على النزوح، ويعد وقف إطلاق النار ضمن هذه الشروط بمثابة استسلام».

وفي بداية العمل المسلح ضد النظام، شكّل «زهران علوش»، الذي قتلته القوات الروسية في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، «لواء الإسلام» في يناير/ كانون الثاني 2012، ثم أعلن في سبتمبر/أيلول 2013، عن توحّد 43 لواء وفصيلًا وكتيبة في كيان واحد سمي بـ«جيش الإسلام» وتولى قيادته.

ويتركز وجود جيش الإسلام، في مناطق «دوما» و«غوطة دمشق الشرقية» و«القلمون الشرقي» شمال دمشق، وبنسبة أقل في «ريف إدلب الشمالي»، وساهم بشكل كبير في إخراج عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من «الغوطة» و«القلمون»، عقب معارك عنيفة مع التنظيم، خسر فيها الكثير من مقاتليه.

وكان مجلس الأمن الدولي، اعتمد في 26 فبراير/ شباط الماضي، بالإجماع، قرارًا أمريكيًا روسيًا حول «وقف الأعمال العدائية» في سوريا، والسماح بـ «الوصول الإنساني للمحاصرين»، يبدأ اعتبارًا من بعد منتصف ليل 27 فبراير/شباط الماضي، ويستمر لمدة أسبوعين.

وأعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات»، التابعة للمعارضة السورية، في بيان صدر عنها يوم 26 شباط/فبراير الماضي، الموافقة على الالتزام بالهدنة المذكورة، لافتة إلى أن هذه الموافقة «تأتي عقب تفويض 97 فصيلاً من المعارضة، للهيئة العليا للمفاوضات، باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة؛ حيث تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة (رياض حجاب) للمتابعة والتنسيق، مع التأكيد على ضرورة استيفاء الملاحظات التي تقدمت بها الهيئة إلى الأمم المتحدة».