العزوف التركي يعوق الخطط الأمريكية لبناء تحالف ضد «الدولة الإسلامية»

الخميس 18 سبتمبر 2014 01:09 ص

أوضحت تركيا العضو بـ«حلف شمال الأطلسي» أنها لا تزال غير مقتنعة بخطط الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لقصف مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا.

في الوقت الذي حصلت فيه واشنطن» الأسبوع الماضي على تأييد من عشر دول عربية هي مصر والعراق والأردن ولبنان ودول «مجلس التعاون الخليجي» الست على تشكيل تحالف عسكري فإن تركيا حضرت المحادثات لكنها لم توقع.

وقد رفض الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ورئيس الوزراء «أحمد داوود أوغلو» المشاركة في تحرك تحدث عنه محللون بأنه قد يؤدي إلى تقوية عدوهما الرئيس السوري «بشار الأسد»، ويؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية في العراق.

ووصف «فادي حكورة» المحلل المتخصص في الشؤون التركية بـ«مركز تشاتام هاوس للأبحاث» في «لندن» ما يحدث بأنه محاولة معقدة للغاية لتحقيق التوازن، مشيرا إلى أن تركيا تحاول إرضاء الولايات المتحدة شريكتها دون أن تتعاون معها بشكل كامل، وستتعرض لضغوط شديدة لكنها ستجد أن من الصعب جدا تعطيل الاستراتيجية الأمريكية.

وأضاف «حكورة» أن تركيا ومعظم الدول العربية التي من المفترض أن تكون جزءا من هذا التحالف لديها شكوك عميقة في النوايا الأمريكية في المنطقة، واصفا التحالف بأنه تحالف لغير الراغبين وغير المبالين.

وقال مسؤولون أمريكيون وأتراك إن من المحتمل أن يقتصر الدور التركي على وقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يعبرون حدودها والمساعدة في قطع خطوط تمويل الدولة الإسلامية وتقديم دعم إنساني ولوجيستي.

فيما قال مسؤولون أتراك إنه لا توجد خطط للسماح باستخدام القاعدة الجوية الأمريكية في «انجرليك» بجنوب تركيا في الضربات الجوية.

وقد رحبت صحف مؤيدة للحكومة بامتناع أنقرة عن المشاركة في التحالف، وعقدت مقارنات بموقف تركيا في عام 2003 عندما رفض البرلمان التركي طلبا أمريكيا لاستخدام الأراضي التركية لغزو العراق.

وقال «سنان أولجن» رئيس «مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية» في «إسطنبول» إن على تركيا أن تتروى وتفكر مليا، موضحا أن الاستراتيجية التي كشفت الولايات المتحدة النقاب عنها لا تعطي في الوقت الراهن الثقة في استقرار المنطقة.

وأضاف أن توجيه ضربات جوية لـ«الدولة الإسلامية» لن يحقق شيئا، مشيرا إلى الوضع في ليبيا وأفغانستان والعراق.

وقد أعلن الرئيس التركي «أردوغان» قبل يومين إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا والعراق لمواجهة خطر «الدولة لإسلامية» التي تمثل تهديدا لتركيا أكثر منها للولايات المتحدة إذ تتجاوز حدود تركيا مع الدولتين أكثر من1000 كم.

وقد وجه بعض معارضي «أردوغان» في الداخل والخارج انتقادا له بشأن عدم إقراره بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» يمثل تهديدا كبيرا لا يقل عن «الأسد».

وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» في شمال العراق قد اختطفوا 46 رهينة تركي في مدينة «الموصل» في يونيو/حزيران الماضي من بينهم دبلوماسيون وجنود وأطفال.

وقال مسؤولون أتراك إن أزمة الرهائن أحد أسباب الامتناع عن المشاركة علنا في حملة ضد المقاتلين، غير أن مسؤولي الحكومة لا يخفون أن مخاوفهم بشأن التصرف الأمريكي تتجاوز القلق على مصير الرهائن.

وقد أوضح رئيس الوزراء «أحمد داود أوغلوا» الأسبوع الماضي إن التحرك الأمريكي وحده ليس كافيا لتحقيق الاستقرار.

وقال السفير الأمريكي السابق لدى تركيا «فرانسيس ريتشاردوني» في مؤتمر مع وسائل الإعلام في واشنطن الأسبوع الماضي إن تركيا في سعيها لدعم المعارضة السورية تعاملت في السابق مع جماعات مثل «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا وهو أمر تعتبره «واشنطن» غير مقبول.

وقد رفضت «أنقرة» أكبر مساندي المعارضة السورية أي تلميح لمسؤوليتها عن اتساع نفوذ «الدولة الإسلامية» وألقت بالمسؤولية كليا على «الأسد» وسياساته التي دفعت الأغلبية السنية في سوريا للتطرف، في الوقت الذي فتحت فيه تركيا حدودها للاجئين السوريين.

وخلال زيارته لقبرص الثلاثاء الماضي، قال «أوغلو» إن موقف تركيا واضح، وأن بلاده تعارض جميع أشكال التطرف والأنشطة التي قد تؤثر على الاستقرار والرخاء في المنطقة، مشيرا أن من يتهمون تركيا بهذا الشأن عليهم أن يدركوا أن مسؤولية المذابح التي شهدتها المنطقة تقع على عاتق نظام «الأسد»، إضافة إلى السياسات الطائفية في العراق.

وقد طالبت «أنقرة» «واشنطن» منذ فترة طويلة بتقديم مساعدات أكبر للمعارضة السورية «المعتدلة».

وقال دبلوماسي غربي إن «واشنطن» كانت حكيمة في تركيزها على هذا الدور في المفاوضات مع تركيا.

وقال مسؤول رافق وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» الأسبوع الماضي أثناء جولته في منطقة الشرق الأوسط إن ثمة عدة قضايا، يمثل إحداها المقاتلون الأجانب، بينما يمثل وقف عمليات تهريب النفط التي تقول واشنطن» إنها أحد مصادر تمويل مقاتلي «الدولة الإسلامية» جانبا آخر.

هذا ومن المستبعد أن تسمح تركيا للولايات المتحدة باستخدام قواعدها لشن ضربات جوية، إلا أنها قد تلعب دورا في خطط الولايات المتحدة بوصفها ممرا لنقل مساعدات لمعارضين آخرين للأسد تعول عليهم الولايات المتحدة للتصدي لـ«الدولة الإسلامية».

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية تركيا أمريكا

أمريكا ودول عربية في "تحالف مواجهة داعش" .. وتركيا تمتنع عن توقيع بيان جدة