قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير «جون كيري» أثار مع المسؤولين السعوديين، أمس السبت، إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن على غرار الترتيبات التي طبقت في سوريا.
وكان «كيري» يتحدث من محافظة «حفر الباطن»، شمالي السعودية، خلال اجتماع مع نظيره، «عادل الجبير»، الذي تقود بلاده تحالفا عربيا لطرد الحوثيين، المتحالفين مع إيران، من مناطق سيطرت عليها في اليمن العام الماضي، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال الوزير الأمريكي إنه اتفق مع «الجبير» على العمل سويا في الأيام القادمة «لاستكشاف سبل التوصل إلى حل سياسي» في اليمن.
وأضاف موضحا: «اتفقنا على أنه (أي الحل في اليمن) سيكون من المحبذ أن نرى إن كان بوسعنا إيجاد نهج مشابه مثلما فعلنا في سوريا بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار».
وتابع: «لذا فسوف نواصل العمل في هذا الشأن بهدوء، ولدينا فريق من الأشخاص الذين سيواصلون العمل سويا من أجل هذا الغرض».
من جانبه، قال «الجبير» إن السعودية تعتقد أن أي تسوية سياسية في اليمن تضمن التزام مسلحي جماعة «الحوثي» بالتفاهمات المشتركة، التي تم التوصل إليها قبل سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، ستمهد الطريق لإيجاد حل.
وأضاف: «أكدنا مجددا لوزير الخارجية الأمريكي تعهداتنا التي عبر عنها زعماء دول مجلس التعاون الخليجي للبدء في عملية إعادة إعمار طويلة المدى وخطة للتنمية (لليمن) فور انتهاء العمليات القتالية».
وتابع مشددا: «نحن مصممون على حماية الشرعية في اليمن، وملتزمون أيضا بعملية سياسية في اليمن».
وسافر «كيري» إلى السعودية، أمس الأول الجمعة، لإجراء محادثات مع الملك «سلمان بن عبد العزيز» وكبار المسؤولين.
الشأن السوري
وفي الشأن السوري، قال «كيري» خلال لقاءه مع «الجبير» إن بلاده ترى أنه من الضروري إجراء محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف في موعدها المقرر يوم غدا الإثنين رغم انتهاكات وقف إطلاق النار «الملحوظة» من جانب قوات نظام «بشار الأسد».
وقال مراسل أمريكي يرافق «كيري» إن الأخير سئل إن كان بالإمكان إجراء المحادثات السورية في الموعد المزمع رغم انتهاكات وقف إطلاق النار فأجاب: «نعم بالإمكان».
وأضاف: «تجتمع فرقنا اليوم (أمس) مع روسيا في كل من جنيف وعمان حيث ستوضع خطط عمل تفصيلية جدا فيما يتعلق بهذه المزاعم وسأطلب التحدث هاتفيا مع وزير الخارجية لافروف اليوم وسننظر في هذه الأمور. ونحن نفعل هذا كل يوم».
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية إنها ستحضر محادثات السلام في جنيف، غدا الإثنين، لكنها اتهمت حكومة «الأسد» بالإعداد لتصعيد الحرب لتعزيز موقفها التفاوضي.
وقال «كيري» إن مستوى العنف في سوريا «وفقا لكل الروايات تراجع بنسبة 80 إلى 90 بالمئة، وهو أمر له دلالة بالغة جدا جدا، وما نريد القيام به هو مواصلة العمل على تقليل هذه النسبة».
وأضاف: «لكننا أوضحا بشكل جلي أن نظام الأسد لا يمكنه أن يستخدم هذه العملية كوسيلة لاستغلال الموقف بينما يحاول آخرون مخلصين الالتزام بها. وللصبر حدود».
ونقل المراسل عن كل من «كيري» و«الجبير» القول إن كل الحضور اتفقوا على دفع المحادثات السورية بقوة والعودة لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لمحاولة إنهاء حرب اليمن ووضع الخطط لمساعدة ليبيا على تخطي أزمتها.
وأفاد بأن «كيري» قال، أيضا، إن بلاده ستعقد اجتماعا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مرحلة ما خلال الأسابيع القليلة القادمة بالمنطقة، لكنه لم يحدد موعدا ولا مكانا معينا.