وصف وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، اليوم الجمعة، تقارير عن اتفاق مزعوم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، بأنها «تسريبات قذرة».
وقال «لافروف»، خلال مؤتمر صحفي: «شركاؤنا الأمريكيون لا يستطيعون التشكيك علنا في هذه المعادلة التي تنص على أن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر جميع الأمور المتعلقة بمستقبل سوريا»، وهو الرد التي اعتادت أن تقدمه موسكو لمن يطالب برحيل «الأسد»، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضاف: «من خلال هذه التسريبات القذرة التي تشوه الواقع نرى بوضوح عجز واشنطن عن إجبار بعض حلفائها في المنطقة وأوروبا على منح الشعب السوري الحق السيادي في تقرير مصيره، واختيار من سيقوده».
وكانت صحيفة عربية واسعة الانتشار نشرت، أمس الخميس، خبرا منسوبا لدبلوماسي في مجلس الأمن، لم تكشف عن هويته، جاء به أن وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، «أبلغ دولا عربية معنية بأن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم على مستقبل العملية السياسية في سوريا من ضمنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة أخرى».
وفي 24 مارس/آذار المنصرم، اختتمت جولة من المفاوضات السورية في جنيف، وخلالها قدم وفد النظام ورقة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا تحمل عنوان «العناصر الأساسية لحل سياسي»، وتتضمن عدة نقاط تمثل رؤيتهم للحل السياسي، ومن بينها: «الحفاظ على دولة علمانية، وسلامة الأراضي السورية، وأهمية مكافحة الإرهاب». لكن الورقة لم تأت على ذكر الانتقال السياسي.
أيضا، قدم وفد المعارضة إلى المبعوث الأممي ورقة بشأن رؤيتهم للمرحلة الانتقالية، وتشكيل هيئة انتقالية.
لكن الخلاف بشأن مصير «بشار الأسد» يعد العقبة الرئيسة في المحادثات، التي يجريها المبعوث الأممي، «ستيفان دي مستورا» مع وفدي النظام والمعارضة اللذين لا يلتقيان وجها لوجه.
وتصر المعارضة إلى جانب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى منذ فترة طويلة على أن أي اتفاق سلام يتعين أن يتضمن رحيل «الأسد» عن السلطة، في حين يقول النظام السوري وروسيا إن الشعب السوري هو من يملك حسم هذه المسألة.
وقبل يومين، عرض«الأسد» تشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة، لكن الأخيرة رفضت هذا العرض، وقالت إن سوريا بحاجة إلى هيئة حكم انتقالي بصلاحيات وسلطات تنفيذية كاملة، وليست حكومة مشاركة تخضع لسلطة رئيس النظام.
ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المباحثات السورية في جنيف خلال الشهر الجاري، لكن لم يعلن بعد عن تاريخ محدد لعقدها.
