استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اتفاق «كامب ديفيد» مع السعودية لا يزال سابقا لأوانه

السبت 16 أبريل 2016 02:04 ص

روى المغرد السعودي الذي يسمي نفسه «مجتهد» على حسابه في «تويتر» بأن السعودية تشتري طائرات صغيرة بدون طيار من إسرائيل عبر جنوب أفريقيا.

وعلى حد قوله، فإن الطريقة تعمل على النحو التالي: الطائرات الصغيرة الكاملة تشق طريقها الى جنوب افريقيا، هناك تفكك إلى أجزائها، تنقل الى السعودية الى مشروع خاص اقيم لهذا الغرض، حيث يعاد تركيبها وكأنها انتاج محلي.

ولمجتهد سبق صحفي آخر في جعبته: في إطار زيارة محمد بن سلمان، ابن الملك السعودي والذي يتبوأ منصب وزير الدفاع إلى الأردن هذا الأسبوع التقى بمسؤولين إسرائيليين كبار لتنسيق المواقف، والبناء المخطط له للجسر الذي سيربط بين السعودية ومصر هو مقدمة لاقامة علاقات بين المملكة والدولة الصهيونية.

تتجه تغريدات «مجتهد» بشكل عام ضد الاسرة المالكة السعودية وهو يحرص على اطلاع قرائه على كل قضية فساد في البلاد الملكي.

وحتى لو لم تكن تغريداته دقيقة، فإنها تحظى بالاف المتابعين وردود الفعل، بل وأحيانا تثير حوارا يجتاز الحدود.

ولكن التعزيز للتقارب بين إسرائيل والسعودية لا يعتمد فقط على تقارير «مجتهد». فالمقالات النقدية في مصر ضد اتفاق نقل جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية تصف الاتفاق كموافقة سعودية على اتفاق كامب ديفيد بل و«أخطر من ذلك» – هذا جزء من مؤامرة صهيونية أمريكية سعودية لتوسيع نفوذ إسرائيل في الشرق الاوسط.

لماذا توسيع؟ إذ حسب التقارير في وسائل الاعلام المصرية، فإن موافقة إسرائيل على نقل الجزيرتين جاءت فقط بعد ان اتفقت مصر والسعودية على ان تكون إسرائيل مطلعة على كل مراحل اقامة الجسر وان تشرك في إدارته. ليس واضحا ماذا تقصد هذه التقارير بتعبير «إدارة الجسر»، ولكن يكفي ذكر الشراكة الإسرائيلية والتأكيد الذي نشرته إسرائيل عن التنسيق المسبق بينها وبين مصر لإثارة عاصفة في مصر.

ولمواجهة ادعاءات المنتقدين، نشرت الحكومة المصرية بشكل استثنائي وثائق تشهد على أن الجزيرتين كانتا بملكية سعودية قبل أن تؤجرا لمصر في 1950 وأن هذا ليس سوى إعادة الملك إلى أصحابه. ولكن ليس في هذه المنشورات أي تلميح بأن السعودية أعطت التزاما منها بالتمسك بشروط كامب ديفيد من أجل الحصول على موافقة إسرائيل.

اكتفت السعودية ببيان علني ولكن يبدو أنه سبقت هذا البيان اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين مندوبين سعوديين وإسرائيليين. ومع أنه من السابق لأوانه أن نحبس الأنفاس انتظارا لاقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، ولكن لا شك أن نقل الجزيرتين إلى السعودية، اعتراف المملكة باتفاقات كامب ديفيد، إلى جانب سيطرتها، بموافقة إسرائيل، على المدخل إلى البحر الاحمر، هي خطوة استراتيجية شديدة الأهمية، أكثر بكثير من مجرد «إعادة المُلك الى أصحابه».

تطرح هذه الخطوة السؤال من يقرر في المملكة السياسة الخارجية ومن يصمم مكانتها في التقلبات التي تشهدها المنطقة. ظاهرا، الملك سلمان ابن الثمانين هو صاحب الكلمة الأخيرة ... ومع ذلك، فانه لا يمتنع عن اتخاذ قرارات كشن الحرب في اليمن أو استراتيجيته لاقامة تحالف إسلامي سني ضد نفوذ إيران. ولكن حتى في هذه القرارات يعتمد الملك بشدة على رأي ابنه محمد، الذي عينه في منصب ولي ولي العهد، وان كانت مرتبة أدنى بدرجة من مرتبة ولي العهد الأمير محمد بن نايف، لكن التوقع هو أن ينقلب هذا الترتيب قريبا.

فالصراع الحقيقي في البلاط الملكي هو على الخلافة، حيث أن الشابين، الابن محمد ابن 31 سنة وولي العهد محمد بن نايف ابن 58 سنة. سيتعين عليهما أن يتنافسا على قلب مجلس البيعة الذي يتشكل من 34 من أبناء العائلة المالكة والمخول بأن يقرر من هو الملك التالي بعد فاة سلمان.

وحتى ذلك الحين يكلف سلمان ابنه اساس المهام الدولية. فقد زار موسكو مرتين، وأقام علاقات هامة مع الإدارة الأمريكية التي ترى فيه خليفة، والتقطت له هذا الأسبوع صورا بكامل طوله يعانق عبدالله ملك الاردن، وكأنه أخوه الاكبر، وهو الذي ينسج الحلف الاسلامي – السني ضد ايران.

غير أن حتى للمملكة الغنية التي تبقي رأس مصر فوق الماء وشقت الطريق إلى تركيا للانضمام إلى الشرق الأوسط العربي، لا يسير كل شيء كما هو مخطط.

هكذا مثلا الزيارة إلى مصر والتي استمرت نحو تركيا في لقاء مع أردوغان، بهدف إحداث مصالحة تركية مصرية لغرض استكمال التحالف السني، لم تحقق نتيجتها. وكان اختبارها سيكون أمس، في اثناء انعقاد مؤتمر الدول الاسلامية في اسطنبول. فقد أمل الملك السعودي بأن يكون المندوب المصري إلى المؤتمر الرئيس السيسي، وأن يوافق الرئيس أردوغان على الاعتذار عن الانتقاد الشديد الذي وجهه للسيسي في السنتين الأخيرتين. وتصور سلمان أن يتعانق الرجلان وينسيا الماضي.

ولكن السيسي يطلب أكثر من الاعتذار. فهو يطلب من أردوغان أن يطرد من تركيا كبار رجالات الإخوان المسلمين المصريين الذين وجدوا فيها ملجأ والكف عن دعمه للحركة التي تعتبر في مصر حركة ارهابية. أما اردوغان من جهته فيطلب الغاء عقوبات الاعدام التي فرضت على نشطاء المنظمة في مصر وتحرير الرئيس المخلوع محمد مرسي من السجن.

ورغم الضغط والاغراء السعودي، فان هذه الشروط بالنسبة للطرفين متعذرة. وكانت النتيجة أن كان المندوب المصري لمؤتمر الدول الاسلامية وزير الخارجية سامح شكري، الذي تلا خطابا مكتوبا للسيسي وعلى الفور عاد إلى القاهرة دون أن يتحدث مع أردوغان.

500 مرافق للملك سلمان الى اسطنبول، والذين اضطرت الحكومة التركية لتجنيد اسطول من السيارات الفاخرة لتسفيرهم، سيعودون مع الملك الى الرياض دون النتيجة السياسية التي أمل في تحقيقها. وسيتعين على سلمان ان يتعايش بسلام مع حقيقة ان المساعدة الاقتصادية، مهم كانت كبيرة، لا ضمن الطاعة السياسية من جانب الزبائن. وما هو صحيح بالنسبة للادارة الامريكية في علاقاتها مع إسرائيل صحيح ايضا بالنسبة للسعودية في علاقاتها مع مصر.

لكن فشل هذه الخطوة لا يجعل مصر او تركيا خصما للسعودية. لكل واحدة منهما مصالح خاصة بها تفترض علاقات وثيقة مع المملكة. ولكن لكل واحدة منهما، مثلما للسعودية، توجد مبادىء سياسية خارجية وبالاساس داخلية تمنع في هذه اللحظة امكانية بناء تحالفات استراتيجية واسعة.

هكذا مثلا، فان العديد من  الحركات في مصر غير راضية عن «الاستعباد» الاقتصادي من مصر للسعودية. وهي تخشى الا يشجع مثل هذا الاستعباد الحكم المصري على وضع خطة اقتصادية سليمة لاشفاء الاقتصاد. اما في تركيا بالذات فراضون عن الحلف الجديد مع السعودية، والذي سيتضمن ايضا استثمارات تجارية كبيرة في الدولة. ولكن في نفس الوقت، تركيا، التي تستضيف الان طائرات قتالية سعودية في مطار انجرليك، لا تريد ان تفقد علاقاتها الاقتصادية الهامة مع ايران، وتأمل بمضاعفة حجم التجارة معها ثلاثة اضعاف الى اكثر من 30 مليار دولار. ولا يمكن للسعودية أن تملي على تركيا من يكون حلفاؤها، مثلما لا يمكنها أن تملي على مصر المصالحة مع تركيا او المشاركة بشكل اكثر كثافة في الحرب في اليمن.

لهذه التعقيدات في العلاقات يوجد درس اسرائيلي هام. اسرائيل لم تعد اللاعب الاستراتيجي الذي تدور حوله اللعبة الاقليمية. فقد حلت ايران محلها كالتهديد الاستراتيجي على الدول العربية، ولكن هذه ليست منظومة ادوات متداخلة يكون فيها اعداء ايران هم اصدقاء اسرائيل.

السعودية ليست قريبة من استئناف العلاقات مع إسرائيل بفضل نقل الجزيرتين إليها، ومصر ليست قريبة من التطبيع مع إسرائيل بسبب التوتر بينها وبين تركيا. لا تزال إسرائيل مثابة عدو للدول العربية.

المصدر | هآرتس العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

اتفاق كامب ديفيد إسرائيل السعودية المغرد السعودي مصر تيران وصنافير إدارة الجسر الشراكة الإسرائيلية مؤامرة صهيونية أمريكية سعودية

صحف القاهرة ووكالات أنباء: «جمعة الأرض» استعادة لروح «ثورة يناير»

«ستراتفور»: «السيسي» يخسر شعبيا والجيش يرى أن التخلي عن الجزيرتين يمس الكبرياء الوطني

«جمعة الأرض»: تظاهرات هي الأكبر منذ تولي «السيسي» و«ارحل» أبرز المطالب

«هآرتس»: (إسرائيل) واقفت مسبقا على نقل السيادة على تيران وصنافير إلى السعودية

صحيفة مصرية: «بن سلمان» تعهد بالالتزام ببنود «كامب ديفيد» المتعلقة بـ«تيران» و«صنافير»

مصر والسعودية: اتفاق مُجحف وشرعية تهتز