أطلقت قوات الأمن المصرية، اليوم الإثنين، قنابل غاز باتجاه مسيرة معارضة في ميدان المساحة بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة، غربي العاصمة المصرية القاهرة بحسب شهود عيان.
وقال الشهود: «شهدت المسيرة كرا وفرا بين الأمن والمتظاهرين، فيما اعتقلت عناصر الأمن عددا من المتظاهرين بشكل عشوائي».
وعصر اليوم انطلقت مسيرة، من حي «ناهيا» بالجيزة، مع انطلاق مظاهرات دعت إليها قوى وحركات سياسية معارضة احتجاجًا على ما أسموه «تنازل» سلطات بلادهم عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وفيما ردد الشباب المتجمعون بالحي، هتافات ضد الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، حاولت الأجهزة الأمنية فض تجماعتهم، التي ما لبثت أن عاودت الكرة، فيما لا يعرف وجهتها الرئيسية حتى الآن، وفق شهود عيان.
وتنتشر قوات أمنية في مناطق وسط القاهرة، لاسيما في منطقة نقابة الصحفيين، وميادين عبد المنعم رياض، وطلعت حرب والتحرير، وسمحت فقط لأشخاص يرفعون لافتات مؤيدة للنظام الوقوف بتلك الميادين.
في السياق ذاته، قال «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، المؤيد لـ«محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا بمصر، إنه «يتحدي السيسي أن يفتح ميادين الغضب، وفي القلب منها ميدان التحرير»، ردًا على الغلق الأمني الواسع لميادين التظاهرات الرئيسية بالقاهرة.
وأضاف التحالف أن «رعب أجهزة السيسي بدا واضحًا اليوم في غلق مبكر لميادين وأماكن التحرك الثوري، ولكننا وكل الأحرار مصممون على التحرك في يوم غضب لتستعيد مصر كرامتها والمصريون حقوقهم».
وأعلن التحالف خروج مظاهرات ووقفات صباحية ضمن حراك 25 أبريل/ نيسان، قائلًا: «تحية للثوار الذين فاجأوا أجهزة السيسي القمعية، بمظاهرات ووقفات صباحية، قبل بدء الموعد الرسمي المحدد للمظاهرات في القاهرة، ومن تلك المحافظات: الجيزة والإسكندرية (شمال) والقليوبية، والمنوفية، والشرقية، وكفر الشيخ (دلتا النيل/ شمال)».
وفي بيان اليوم الإثنين، دعا التحالف المعارض للسلطات المصرية، الجيش المصري، إلى عدم مواجهة الشباب المصري المتظاهر وحمايتهم مثل حماية المنشآت الحيوية والميادين، مطالبين إياه «وانحازوا إلى شعبكم وأهلكم فهم الباقون والسيسي زائل».
كما وجه التحالف رسالة للقوى الدولية قائلًا، «لانقبل تدخلكم، وكل ما نطلبه منكم هو رفع غطاءكم عن السيسي وعصابته، فأمن واستقرار المنطقة في دعم مطالب وحقوق الشعوب، وليس دعم مستبديها».
وفي وقت سابق اليوم، ألقت قوات الأمن المصرية، القبض على 3 صحفيين، من أمام مبنى نقابتهم، بوسط القاهرة، ومنعت آخرين من الوصول للنقابة، وسط تمركز أمني في محيطها، وفق تصريحات أدلي بها للأناضول أسامة داود المسؤول عن غرفة العمليات التي شكلتها النقابة لرصد الانتهاكات التي تلحق بالصحفيين أثناء تغطية المظاهرات المرتقبة اليوم.
وصدرت دعوات الخروج من قوى سياسية معارضة، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وحركتي 6 أبريل، والاشتراكيون الثوريون، وحزب مصر القوية، وحمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، للتظاهر ضد سياسيات النظام وعلى رأسها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، والمطالبة برحيل «السيسي».
وفي وقت سابق اليوم، دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الدكتور «يوسف القرضاوي»، الشعب المصري، إلى التكاتف والخروج في مظاهرات اليوم الإثنين، 25 ضد من وصفهم بـ«الطغمة الباغية المستكبرة في الأرض».
وقال «القرضاوي» في لقاء خاص مع وكالة الأناضول، إن «السيسي لا يمثل نفسه وإنما يمثل قوى خارجية، ولا بد من القول أن الذي يحكم بلادنا في الوقت الحالي هو العالم الغربي، فنحن نملك جيوشًا ليست لنا، وإنما يسيرها العالم الغربي كيفما يشاء»، مؤكدًا أن «الشعوب إذا قامت عن بكرة أبيها، فلن يستطيع أحد أن يقف يحاربها، ولكن المشكلة في التردّد والتميّع، حيث لا وجود لوقفة جادة».