أكد مساعد وزير الدفاع الأفغاني، «عبدالجبار قهرمان» مقتل الملا «أختر محمد منصور»، زعيم حركة «طالبان أفغانستان» في غارة أمريكية.
وقال «قهرمان» لوكالة «فارس» الإيرانية للأنباء إن «منصور» قُتل في غارة شنتها طائرات أمريكية من دون طيار على الأراضي الباكستانية.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أن عدة طائرات أمريكية من دون طيار استهدفت، صباح أمس السبت، زعيم حركة «طالبان أفغانستان» في إحدى المناطق الباكستانية النائية قرب الحدود الأفغانية، مضيفة أنه جاري التحقق من نتائج هذه العملية.
بينما أكد مساعد وزير الدفاع الافغاني مقتل «منصور» في الغارة، معتبرا أن مصرع الأخير سيعود بـ«تداعيات سلبية كبيرة» على حركة «طالبان أفغانستان».
وقال: «طالبان ستعاني من الضعف أكثر فأكثر، وستشهد من الآن فصاعدا خلافات داخلية أكبر، ومن المرجح كثيرا أن تنهار لاحقا".
واعتبر مصرع زعيم تنظيم «القاعدة»، «أسامة بن لادن»، على الأراضي الباكستانية (جراء عملية أمريكية في مايو/أيار 2011) وكذلك «منصور»، أمس، «دليلا على تعاون باكستان مع الإرهابيين».
وأضاف: «العلاقات بين أفغانستان وباكستان ستشهد المزيد من التوتر من الآن فصاعدا بعد مقتل زعيم طالبان افغانستان في الأراضي الباكستانية».
يأتي ذلك، بينما نقلت مصادر صحفية متطابقة أنباءً بشأن تأكيد الاستخبارات الأفغانية نبأ مقتل «منصور».
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، خلال زيارة إلى بورما اليوم، إن زعيم حركة حركة «طالبان أفغانستان» شكل هدفا للضربات الجوية الامريكية؛ لأنه كان يمثل «تهديدا» للقوات الأمريكية والأفغانية، وكذلك المدنيين الأفغان، وعملية السلام في هذا البلد.
وقال للصحفيين: «منصور كان يشكل تهديدا وشيكا للطاقم الأمريكي والمدنيين الأفغان والقوات الأمنية الافغانية»، مشيرا إلى أنه «كان ايضا يعارض مفاوضات السلام بشكل مباشر»، حسب ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس» للأنباء.
وتابع: «الولايات المتحدة لطالما اعتبرت أن مصالحة يقودها الأفغان هي الطريقة الأضمن لتأمين عملية السلام (…) السلام هو ما نريد، ومنصور كان يشكل خطرا على ذلك».
وانهارت أول محادثات رسمية مع حركة طالبان في 2015 بعد الإعلان عن وفاة مؤسس الحركة الملا «محمد عمر» قبل عامين؛ الأمر الذي فجر انقسامات داخل الحركة بشأن ملفات بينها المشاركة في المحادثات.
وإذا تأكد موت الملا «منصور» فقد يكون لذلك تبعات على مفاوضات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية.
وقد يكون لموته، أيضا، تداعيات سياسية داخل طالبان؛ حيث رفضت فصائل متناحرة زعامة «منصور» بعد إعلان توليه منصب سلفه الملا «محمد عمر». ولم يُكشف النقاب عن وفاة «عمر» إلا في يوليو/تموز الماضي بعد أن ظلت طي الكتمان لأكثر من عامين.