مصر تحيل واقعة «الكلاب والعبيد» للتحقيق.. وترفض التشكيك في انتمائها الأفريقي

الثلاثاء 31 مايو 2016 05:05 ص

أحالت مصر، واقعة سب وزير مصري، للوفود الأفريقية للتحقيق، رافضة أية محاولات للتشكيك في انتماء مصر الإفريقي ودفاعها عن قضايا القارة.

جاء ذلك تعقيباً على المذكرة التي عممتها منسقة لجنة الخبراء الأفريقية لدى مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في نيروبي، والتي اتهمت فيها وزير البيئة المصري الدكتور «خالد فهمي» الذي شغل منصب رئيس الوفد المصري بالاجتماع، بالإساءة بعبارات وألفاظ مهينة وغير مقبولة باللغة العربية، ضد الدول الأفريقية المشاركة في الاجتماع، ومطالبتها باتخاذ إجراءات عقابية ضد مصر في عدد من المحافل الدولية باعتبارها لا تصلح لتمثيل الدول الأفريقية في تلك المحافل.

وأضافت الوزارة، في بيان لها، نقلته وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»، أن «سامح شكري» وزير الخارجية فور علمه بتوجيه تلك المذكرة، وجه بإجراء تحقيق فوري لمعرفة حقيقة ما حدث، مؤكداً في الوقت ذاته أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الآن ينفى تماماً صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه.

وأعربت الوزارة ، في بيان أصدرته اليوم، عن رفض مصر الكامل لمحاولات التشكيك في انتماء مصر الأفريقي، ودفاعها الدائم عن قضايا القارة، رغم ما قدمته وما تزال تقدمه مصر من تضحيات لخدمة مصالح القارة الأفريقية التي تعتز بالانتماء إليها.

وأضافت الوزارة أن «سامح شكري وزير الخارجية، فور علمه بتوجيه تلك المذكرة، وجه بإجراء تحقيق فوري لمعرفة حقيقة ما حدث»، مؤكداً في الوقت ذاته أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الآن ينفى تماماً صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه.

وتابعت: «وفى كافة الأحوال، فإنه ليس من المقبول أبدا الوقوع في خطأ التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر، تشكك في انتمائهما الأفريقي، وفى قدرة مصر على الاضطلاع بمسؤولياتها في التعبير عن المصالح الأفريقية».

وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية كلفت السفارة المصرية في نيروبي بتوجيه مذكرة شديدة اللهجة إلى مجلس السفراء الأفارقة، على أن يتم توزيعها على كافة الدول الأفريقية والمجموعات الأفريقية في المنظمات الدولية والإقليمية، للتعبير عن «رفض مصر واستهجانها لتجاوز منسقة مجموعة الخبراء الأفارقة في نيروبي لصلاحياتها، ورفض التجاوزات في مذكرتها تجاه مصر، والمطالبة بموافاة الجانب المصري بأية أدلة من واقع المضابط الرسمية لجلسة الاجتماعات المشار إليها اتصالاً بالادعاءات المنسوبة لممثل مصر، مع التأكيد في الوقت ذاته على إجراء تحقيق من جانب وزارة الخارجية في الواقعة واتخاذ الإجراء اللازم إزاءها».

الوزير ينفي

من جانبه، نفي «فهمي» أن يكون أي عضة مصري، قد تلفظ بهذه الألفاظ، وقال في تصريحات صحفية، إن أقوال كينيا متضاربة حيث قالت مرة إن من سب إفريقيا هو الوزير، وفي مرة أخرى قالت إنهم مستشاروه.

وأكد أنه لم يحضر الاجتماعات من الأساس، وأن من حضروا هم سفير مصر بدولة كينيا، بالإضافة إلى اثنين من مستشاري الوزارة وهما الدكتور «حسين أباظة» والدكتور «مصطفى فودة».

وكانت «إيفون خاماتي» رئيسة اللجنة الفنية بـ«هيئة الدبلوماسيين الأفريقيين»، بنيروبي، تقدمت بمذكرة رسمية السبت، طالبت فيها باعتذار مصر، عما بدر من «فهمي»، من وصف للأفارقة بـ«الكلاب والعبيد»، داعية إلى عدم مشاركة القاهرة في أي مناسبة أفريقية قبل هذا الاعتذار.

وجاءت المذكرة تحت عنوان «سوء سلوك مصر أثناء الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة» التي أُقيمت مؤخرًا بكينيا، ووجهت إلى بعض المسؤولين الأفارقة أبرزهم السفير «كيليبرت نكوماني» رئيس هيئة الدبلوماسيين الأفريقيين، وتتهم الوزير بوصف ممثلي وفود إفريقية خلال فعاليات الدورة الثانية بـ«الكلاب والعبيد».

وقالت الدبلوماسية الأفريقية: «أود أن أطلعكم على السلوك المصري غير الدبلوماسي وغير المسؤول وغير المتحضر والذي يحمل سبابا أثناء فعاليات الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة».

وأضافت: «أثناء الجلسة الختامية، جرى تمرير 24 قرارا من خلال الدول الأعضاء، وهو ما شكل انتصارا لمعظم الدول، لا سيما البلدان الأفريقية»، لكن حدثت انقسامات بسبب عدم تمرير قرار بشأن غزة بعد ظهور مشاكل إجرائية تتمثل في نقص النصاب القانوني اللازم للتصويت جراء مغادرة معظم الوفود.

ونتيجة لذلك، تشاورت بعض الوفود الأفريقية مع الوفدين المغربي والمصري من أجل عدم إبطال القرارات التي جرى تمريرها قبل ظهور مسألة النصاب القانوني، بحسب «خاماتي».

وتابعت: «وخلال المشاورات، رفض رئيس الوفد المصري والرئيس الحالي للمؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة، مخاوفنا، قائلا إنهم سيتحدثون من منطلق السيادة، واصفا دول جنوب الصحراء (إفريقيا السوداء) بأنهم كلاب وعبيد، مستخدما اللغة العربية في التفوه بذلك»، حيث ظن أن أحدا لن يفهم كلامه، غير أن من يعرفون العربية فهموا الشتائم.

ومضت قائلة: «نود التأكيد على أن الاتحاد الأفريقي أسس على مبدأ المساواة وعدم التمييز سواء فيما يتعلق باللون أو العقيدة أو الجنس أو الدين».

واعتبرت الدبلوماسية الأفريقية أن مثل هذه الكلمات الصادرة من مسؤول مصري لا مكان لها داخل الوحدة الأفريقية واصفة إياها بـ«غير المتحضرة، وغير الدبلوماسية، والمهينة لنسيج القومية الأفريقية... وعلاوة على ذلك، نعتقد أن تلك الألفاظ الصادرة تظهر نقص الولاء تجاه القارة الإفريقية».

وأوصت الدبلوماسية الأفريقية في توصيتها بتقديم مصر اعتذارا بلا تحفظ إلى أفريقيا عن تلك الألفاظ التي تفوه بها رئيس «المؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة»، علاوة على الاستقالة الفورية من رئاسة المؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة وتفعيل ذلك فورا.

وطالبت بطرح القضية أمام لجنة التمثيل الدائم في أديس أبابا، ونيويورك، وفيينا، وجنيف، ثم لاحقا أمام رؤساء قمة المجموعة الأفريقية المقرر إقامتها في رواندا في يوليو/ تموز 2016.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نيروبي الدبلوماسيين الإفريقيين مصر

وزير مصري يصف وفودا أفريقية بـ«الكلاب والعبيد» ومطالبات باعتذار «فوري»

توقيف «البشير» في «جوهانسبرغ» يثير الجدل حول غياب «السيسي» عن القمة الأفريقية

«السيسي» يغيب عن القمة الأفريقية .. وحقوقيون يطالبون باعتقاله حال مشاركته