رفض رئيس مجلس الأمة الكويتي «مرزوق على الغانم» ورئيس مجلس الشورى السعودي «عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل شيخ» أي محاولات إيرانية لتسييس فريضة الحج.

جاء ذلك عقب اجتماع «الغانم» اليوم الثلاثاء مع «آل شيخ» في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، على هامش مشاركتهما في أعمال المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب حول قصايا الطفولة بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة.

وقال «الغانم»، عقب اللقاء إن الاجتماع يأتي في إطار اللقاءات المستمرة بين البلدين خاصة في ظل العلاقات التاريخية المميزة بين مجلس الأمة الكويتي ومجلس الشورى السعودي.

وفيما يتعلق بإدانة البرلمان العربي لمحاولات إيران تسييس فريضة الحج، أضاف «الغانم» أن هذا الموضوع وغيره من قضايا التعاون بين البلدين تم التشاور حولها.

وقال إن ما يمس المملكة من المؤكد إنه يمس الكويت ودول الخليج وهو أمر مثبت ولا يحتاج إلى تثبيت.

من جهة أخرى، أوضح «الغانم» أنه يشارك في اجتماع لجنة فلسطين التابعة للاتحاد البرلماني العربي خلال اجتماعها اليوم بالقاهرة وذلك لبحث الإجراءات الواجب اتخاذها للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات العربية والإسلامية في القدس، مؤكدا أن دعم الاشقاء في فلسطين هو واجب شرعي وقومي وليس عملا فرديا.

من جانبه ، أكد رئيس مجلس الشورى السعودي أن قرار البرلمان العربي برفض وإدانة محاولات إيران تسييس فريضة الحج صدر بالإجماع وهذا دليل على السياسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية في هذا الشأن.

وقال :«إذا أرادت إيران أن تحول بين أداء الحجاج لمناسكهم من خلال إدخال جوانب سياسية في شعيرة الحج فهذا أمر غير مقبول ولن تقبل به المملكة أو أي دولة إسلامية».

وأكد أن البرلمان العربي عبر بوضوح عن دعمه لموقف المملكة ورفضه لموقف إيران فيما يتعلق بتسييس شعيرة الحج، مشيرا إلى أن الحج هو شعيرة وعبادة والركن الخامس للإسلام ولا يمكن أن يتحول إلى جانب سياسي.

وأضاف :«ومن هنا فإن المملكة العربية السعودية تبذل كل ما تستطيع لتسهيل أمور الحج وكل من يأتي الى مكة يشاهد هذا الشيء مشاهدة العيان لكى يكون الحج ميسرا للجميع».

وقال وزیر الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني «علی جنتی» الأحد الماضي، إنه من غیر الممكن أداء مناسك الحج هذا العام بالنسبة للحجاج الإيرانيين بسبب سلوك وحدیث المسؤولین السعودیین مع الوفد الإيراني ووضع العقبات والعراقیل أمام الحجاج الإيرانيين، بحد زعمه.

وأضاف «جنتی»: «من المؤسف أن الحجاج الإيرانيين لن یتمكنوا من أداء حج هذا العام».

وأعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، الجمعة الماضي، أن وفد شؤون الحج الإيراني غادر السعودية دون التوقيع على محضر الاتفاق على ترتيبات احتياجات الحجاج الإيرانيين لموسم الحج 2016.

وجاء في بيان الوزارة أن الوفد الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق، معللا ذلك برغبته في عرضه على مرجعية في إيران، ومبديا إصرارا شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في أمور هي: «أن تمنح التأشيرات للحجاج من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي وتضمين فقرات في المحضر تسمح للحجاج بدعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر.

وأضافت الوزارة أن هذه التجمعات التي تطلب إيران تضمينها في الاتفاق تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي .

وأكدت وزارة الحج والعمرة أن المملكة قيادة وحكومة وشعبا ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، وهذه الخدمة تعدها المملكة أهم واجباتها الإسلامية، وذلك يأتي انطلاقا من واجباتها ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله الحرام.

وأعلنت إيران في 12 مايو/أيار الجاري مقاطعتها لشعيرة الحج لهذا العام، مبررة موقفها برفض السعودية تلبية شروطها بشأن مواطنيها الحجاج.

ولن تكون هذه أول مرة لا تقام فيها مناسك الحج للإيرانيين، فهناك واقعة العام 1987، والتي تم إلغاء الحج على إثرها عدة أعوام، عندما قام الحجاج الإيرانيون بإطلاق مراسم «البراءة من المشركين» أثناء موسم الحج في 31 يوليو/تموز من ذلك العام.

يذكر أن الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 3 يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري، بعد يوم واحد من قيام محتجين إيرانيين باقتحام وإضرام النار في مقر السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد بعد إعدام رجل الدين السعودي الشيعي «نمر باقر النمر».