استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المعارضة السورية: تحديات قراءة المشهد وأداء الدور

الجمعة 3 يونيو 2016 03:06 ص

ثمة عبارتان في كلمة وزير الخارجية القطري، خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة السادس عشر الأسبوع الماضي، يجدر بالسوريين، ومعارضتهم تحديدًا، التفكير فيهما بشكل جدي.

في تلك الكلمة، قال الوزير: "إن الشعب السوري يستحق قيادةً موحدة لفصائله المعارضة بعيدًا عن المصالح الضيقة التي لا تُجدي نفعًا... الانقسامات لن تمكن الفصائل من تحقيق نظام سياسي ديمقراطي أو غير ديمقراطي". ليؤكد بعدها بقليل أن "الحل النهائي للأزمة السورية أصبح مرهونًا بإرادة واضحة للقوى الدولية الفاعلة، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لتكون هناك جدوى من المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام".

أن تأتي أولُ ملاحظة، وهي أيضًا الأولى من نوعها عَلَنًا، من وزير خارجية قطر، بعد هذه السنوات من العلاقة مع المعارضة السورية، أمرٌ لافت يجب أن يؤخذ بدرجةٍ عالية من الاهتمام الحقيقي، خاصة أنها جاءت بعد اجتماعات في الدوحة لبعض فصائل المعارضة كانت تهدف لتسوية خلافاتها، لم تتكلل بالنجاح.

ثمة تفسيرات كثيرة لأسباب اختلاف فصائل المعارضة السورية فيما بينها، من البداية، يُمكن أن تبقى محل جدلٍ وحوار. لكن ما لا جدل فيه يتمثل في أن هذا الخلاف، مهما كانت أسبابه الأخرى، لم يكن له أن يستمر دون دورٍ رئيسٍ فيه للمعارضة نفسها، ولثقافتها السياسية. والذي جرى، ولا يزال يجري، في الأسابيع الأخيرة بين فصائل الثوار في الغوطة، مثالٌ فاقعٌ لا يترك مجالًا لنقاشٍ حول هذه الحقيقة.

منذ ستة أشهر فقط، تفاءل السوريون باجتماع أطياف المعارضة في الرياض وما نتج عنه. وبغض النظر عن طروحات بعض المراقبين والخبراء، وقتَها، بعدم امتلاك المعارضة السورية الراهنة القدرة على الأداء السياسي المحترف المنوط بها، كان ثمة أمرٌ واقع في صيرورة الأحداث على الأرض لا يمكن تجاهله من خلال قبول ذلك الرأي. بل إن اجتماعات الرياض، وما تمخض عنها، كانت تحمل كمونًا لإحداث نقلةٍ عملية في عمل المعارضة، قد تؤدي، تدريجيًا، إلى نقلةٍ نوعية في الثقافة السياسية وما ينتج عنها من ممارسات.

من هنا، تأتي ملاحظة الوزير مناسَبةً، ليس فقط لمراجعة مرحلة الأشهر السابقة، بل ولرصد المشهد الراهن بدرجةٍ أعلى من الإحاطة والواقعية. وتأتي ملاحظتهُ الثانية لتكون مدخلًا لهذا الرصد، عبر إدراك دلالاتها المتعلقة بالعوامل التي تؤثر في راهن الوضع السوري ومستقبله. فإذا كان في هذه العبارة إشارةٌ لحالة "الاستعصاء" الحالية لو تُرك الوضع في يد الفاعلين الدوليين كما هو الحال اليوم، فإن الجمع بين دلالات العبارتين معا يوحي بأن الأمل الوحيد في الخروج من ذلك الاستعصاء يكمن في أن تقرر المعارضة السورية تجاوز طريقة تفكيرها وعملها.

في هذا الإطار، تأتي تصريحات وزير الخارجية السعودي على قناة (روسيا اليوم)، والتي تُعيد التأكيد على موقف المملكة ودول الخليج فيما يتعلق بالوضع في سوريا. فقد حرص الوزير على التوضيح بأن موقف بلاده إزاء مصير بشار الأسد لم يتغير، إذ أوضح الجبير قائلًا: "الفكرة أنه عندما تبدأ المرحلة الانتقالية يجب أن يرحل الأسد...هذا ما ينص عليه إعلان (جنيف ـ 1) وقرار مجلس الأمن 4225، بحسب تفسيرنا له، وبحسب المعارضة السورية المعتدلة".

وأكد الجبير على أن هذا هو موقف السعودية ودول الخليج رغم أن موسكو تصر على تأجيل البحث في هذا الموضوع، معتبرًا أن "إرادة الشعب السوري أعلنت من خلال تصويت 12 مليون لاجئ شردهم الأسد وقتل 400 ألف سوري ودمر بلدًا بكامله". كما أشار أيضًا إلى استمرار التباين حول تشكيلة وفد المعارضة، مؤكدًا أن المملكة ومعها قطاع واسع من بلدان مجموعة دعم التسوية في سوريا تؤكد أن هيئة المفاوضات التي تشكلت في الرياض هي الوحيدة المخولة التفاوض باسم الشعب السوري، بينما تصر موسكو على إشراك أطراف أخرى، مع التوضيح بأن "الخلاف في وجهات النظر لا يمنع مواصلة الحوار وتعميقه مع روسيا، خصوصًا في هذه المرحلة الحساسة".

بل إن الجبير كان حريصًا حتى على تأكيد استمرارية الموقف من إيران، إذ أكد أن الرياض تنظر لوجود قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في بغداد بأنه "سلبي جدا"، مع التذكير بأن سليماني والحرس الثوري وفيلق القدس مدرجون على قائمة الإرهاب، وعلى أن "الحرس الثوري يحارب الشعب السوري، يحارب في العراق، ويقوم بأعمال تخريبية في أنحاء أخرى من العالم"، ليخلص إلى القول بأنه "لا يجوز لإيران أن تتدخل في شؤون الدول العربية، أو أن تدعم ميليشيات طائفية في الدول العربية، فهذا ما يزيد الفتن الطائفية ولا يساعد على إيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة".

بقية المشهد الذي يجب أن تتأمل المعارضة السورية أبعاده يكمن في أن التصريحات المذكورة جاءت خلال اجتماعات الدورة الرابعة لمنتدى "الحوار الاستراتيجي" لروسيا ومجلس التعاون، منذ أيام، وترأسها من الجانب العربي الوزير الجبير نفسه، وخُصصت للبحث في آفاق تطوير التعاون الثنائي في المجالات المختلفة ووضع آليات لتعزيز التنسيق بين الطرفين في القضايا الإقليمية والدولية.

هل تتمكن المعارضة السورية من قراءة أبعاد المشهد الراهن بحيث تؤدي دورها الوطني المسؤول؟ رغم تشاؤم الكثيرين، لا تزال المبادرة، حتى الآن، ممكنةً في هذا المجال.

  كلمات مفتاحية

المعارضة السورية سوريا المفاوضات السورية نظام الأسد الأزمة السورية إيران سليماني

شهور سوريا.. والمدى المنظور!

الحل الممكن في سوريا: واقعيةٌ أم تفريط؟

الأزمة السورية: تعقيدات روسية - أطلسية

النصر الممنوع في الحرب السورية

هل يحتمل الواقع العربي استسلام السوريين للأسد؟