قال «ياسر الجميعابي»، عضو اللجنة الاقتصادية بالحوار الوطني، إن مصر والسودان كانتا دولة واحدة وتربطهما أواصر التاريخ والدم والعلاقة بينهما أكبر من الخلاف على حلايب، ولكنه أكد بالوقت نفسه سودانية المنطقة، وإن كان قد تساءل عن سبب إثارة الخلاف حاليًا مع طرح إمكانية وجود حلول أخرى تتجاوز النزاع بين البلدين لمعالجة الملف.
وأضاف «الجميعابي» في مقابلة مع قناة سي إن إن العربية: «مصر والسودان في يوم من الأيام كانتا دولة واحدة، والدم المصري والسوداني واحد مختلط ببعضه، والمصريون يعلمون جيداً أن حلايب سودانية أحياناً، رغم إن المصريين يقولون بأنها مصرية، ولكن ما يربطنا بالمصريين رباط تاريخ ورابطة دم».
وتابع «الجميعابي» قائلا: «يوجد ترابط وتلاحم ما بين البلدين، مصر والسودان. الكل يطالب بحلايب ولكن في النهاية مصر والسودان دولة واحدة. ونسأل أنفسناك لماذا أثيرت مشكلة حلايب في هذا الوقت بالذات؟ أعتقد بأنه شرك. هذا ما لجأ إليه المجتمع الدولي الآن كآخر ورقة عنده لمحاولة إدخال المصريين والسودانيين في مشكلة».
ولفت المسؤول السوداني إلى أن ما يجمع المصريين والسودانيين أكبر بكثير من قضية حلايب، مستدلا على ذلك بنهر النيل الذي يشكل عمق المصالح المشتركة بين البلدين. وأضاف أن السودان يرعى حاليا مصالح مصر بالنسبة للنيل قائلا إن بلاده: «كالوصي بالنسبة للمصريين على مياه نهر النيل».
وختم الجميعابي بتوقع خسارة كل من يتربص بالعلاقات بين السودان ومصر أو يتوقع نشوب نزاع بينهما بسبب حلايب، وقدم حلا لمشكلة المنطقة بالقول: « حلايب ربما تكون منطقة تكامل، أو تخضع للتقسيم أو التحكيم الدولي، ولكنها لن تكون هي بؤرة للنزاع والمشاكل».
وعلى الرغم من طلب الرئيس السوداني «عمر البشير»، في وقت سابق، من العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، التوسط لدى الحكومة المصرية في حل نزاعه الحدودي مع مصر حول مثلث حلايب، إلا أن المملكة تجاهلت الطلب السوداني وفضلت التسليم بالسيادة المصرية على المنطقة المتنازع عليها، بهدف تحقيق مصالحها المتمثله في إنجاز اتفاق ترسيم الحدود المائية مع مصر وبسط سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير.
ولم يكد السودان ينهض من صدمته حيال تصرف السعودية ذاك، حتى باغتته الإمارات بإعلان إحدى شركاتها الحكومية التبرع بمحطات للطاقة الشمسية تركبها الحكومة المصرية في حلايب. وهذا يعني الاعتراف الإماراتي بتبعية حلايب لمصر، وتجاهل السودان، على الرغم من أنها الدولة الوحيدة من خارج مجلس التعاون الخليجي التي ترسل قوات برية للقتال ضد الحوثيين في اليمن.
