سلمت «مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية»  السعودية دعماً لـ«منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم»(يونيسكو) بمبلغ مليون دولار، خلال حفل أقيم، الأسبوع الماضي، بمقر المنظمة الأممية في العاصمة الفرنسية باريس.

وأفادت صحيفة «الحياة» السعودية بأن المدير العام لـ«مؤسسة سلطان»، «صالح إبراهيم الخليفي»، سلم شيكا بقيمة مبلغ الدعم للمديرة العامة لـ«يونيسكو»، «إيرينا بوكوفا»، بحضور العديد من المسؤولين في المنظمة والمؤسسة.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم أولية بين «يونيسكو» و«مؤسسة سلطان» يتم بمقتضاها العمل على دعم استخدامات اللغة العربية في أنشطة وبرامج المنظمة الأممة كافة، وذلك لمدة ٥ أعوام.

من جهتها، عبرت «بوكوفا» عن شكرها وتقديرها للمملكة على اهتمامها باللغة العربية ونشر الثقافة العربية، مشيدة بجهود الأمير الراحل «سلطان بن عبدالعزيز» في هذا المجال، ومثمنة إسهامات «مؤسسة سلطان» في التواصل الحضاري وبرامجها المختلفة لخدمة اللغة العربية، ونشر الثقافة العربية في العالم، معتبرة أنّ دعم المؤسسة لهذا البرنامج يُعد أحد الشواهد الرئيسة على عناية المؤسسة بهذا المجال.

ويأتي الكشف عن هذا الدعم لمالي السعودي الجديد لمنظمة أممية في وقت ثار فيه جدل بشأن ضغوط مارستها الرياض على الأمم المتحدة لحذف اسم «التحالف العربي»، الذي تقوده في اليمن، من لائحة سوداء للمنظمات والدول التي تنتهك حقوق الإطفال.

وأعلنت الأمم المتحدة، يوم الاثنين الماضي، رفع اسم «التحالف العربي» من على هذه اللائحة، التي صدرت الأسبوع الماضي؛ لحين إجراء مراجعة من قبل المنظمة الدولية والتحالف لحالات وفيات وإصابات الأطفال خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من عام في اليمن.

وقال «بان»، أمس، إن السعودية مارست ضغوطا «غير مناسبة» و«غير مقبولة» بالتهديد بقطع تمويل حيوي للمنظمة الدولية بعد إدراج اسم التحالف على القائمة.

وأضاف أن قراره بحذف اسم التحالف مؤقتا من القائمة «كان من بين أكثر القرارات التي اتخذتها إيلاما وصعوبة»، مضيفا أن التهديدات زادت «الاحتمال شبه المؤكد من أن يتعرض ملايين من الأطفال الآخرين للمعاناة بشدة».

وأضاف الأمين العام للصحفيين: «من غير المقبول أن تمارس دول أعضاء ضغطا غير مناسب. التدقيق جزء طبيعي وضروري من عمل الأمم المتحدة».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن دولا مسلمة، حليفة للسعودية، مارست ضغوطا على «بان» بسبب وضع اسم التحالف في القائمة السوداء، وأن الرياض هددت بوقف الدعم عن «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى» (أونروا)، وقطع التمويل عن برامج أخرى تابعة للمنظمة الدولية.

والسعودية هي رابع أكبر مانح لـ«أونروا» بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وقدمت قرابة مئة مليون دولار للوكالة العام الماضي.

كما أن الكويت والإمارات، العضوين في «التحالف العربي»، مانحتان كبيرتان لـ«أونروا»؛ إذ قدمتا للوكالة قرابة 50 مليون دولار في 2015.

لكن المندوب السعودي في الأمم المتحدة، «عبد الله المعلمي»، نفى في وقت سابق هذا الأسبوع ممارسة بلاده أي ضغوط على الأمم المتحدة. وجدد «المعلمي» النفي ذاته، أمس، بعد حديث الأمين العام للصحفيين.