يبدأ ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان بن عبد العزيز» الأحد زيارة للولايات المتحدة وصفت بـ «المهمة» تستغرق عدة أيام، يتوجه بعدها إلى فرنسا.
وبحسب الجدول الأولي للقاءات، فمن المتوقع وصول الوفد غدا إلى العاصمة الأمريكية، على أن تبدأ الاجتماعات يوم الاثنين بلقاء بين الأمير «محمد بن سلمان» ووزير الخارجية «جون كيري»، بحسب صحف أمريكية.
أما وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» فيستقبل ضيفه السعودي، والذي تجمعه به علاقة ودية وزيارات واتصالات روتينية يوم الثلاثاء، في حين من المتوقع أن يجتمع «محمد بن سلمان» مع «أوباما» في البيت الأبيض يوم الخميس. كما ستكون هناك لقاءات مع زعيم الغالبية في مجلس النواب النائب الجمهوري «بول ريان»، وقيادات من الحزبين.
وقالت أوساط أمريكية إن محادثات الأمير «محمد بن سلمان» ستشمل ملفات المنطقة، خصوصا اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، وأمن الخليج.
كما ستتطرق للتحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده السعودية لمحاربة الإرهاب بعضوية 40 دولة، إضافة إلى الحرب على «الدولة الإسلامية» و«القاعدة».
ولفتت مصادر في واشنطن إلى أن الأوساط الاقتصادية الأمريكية، مهتمة بالفرص التي تنطوي عليها خطة «رؤية السعودية 2030»، وأحد برامجها التنفيذية (التحول الوطني 2020)، ورجحت أنها سيكون لها حضور بارز في الاتصالات التي سيجريها ولي ولي العهد في كل من واشنطن، ونيويورك.
وقالت مصادر لصحيفة «عكاظ» السعودية إن ولي ولي العهد قد يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» أثناء زيارته لنيويورك، وعدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبيرة التي يمكن أن تسهم في تحقيق الطموحات السعودية الضخمة لاقتصاد لا يعتمد على مداخيل النفط وحدها.
وكشفت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أن لقاءات الأمير «محمد بن سلمان» في واشنطن ستشمل عدداً من مسؤولي البيت الأبيض، ووزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون)، علاوة على رؤساء الشركات الكبيرة،
ونسبت إلى مصادر لم تسمها أن زيارة ولي ولي العهد مجدولة باعتبارها زيارة سياسية واقتصادية، مرجحة نجاح الأمير «محمد بن سلمان» في استقطاب عدد من الاستثمارات الأمريكية أثناء الزيارة، ضمن الرؤية السعودية الطموحة لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي، نظرا إلى علاقاته وإمكاناته القوية.
الهدف سياسي واقتصادي
وتعد زيارة الأمير «محمد بن سلمان»، الثالثة له إلى الولايات المتحدة منذ تبوئه منصبه، وبعد مشاركته في قمة كامب ديفيد الأولى في مايو/ أيار 2015، ومرافقته العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
وعن مدلول الزيارة وتوقيتها، رأى الخبير في «المركز الأمريكي للتقدم» «برايان كاتوليس» أنه مرتبط «بالظرف السياسي والاقتصادي».
وقال «كاتوليس» الذي كان مسؤولا في مجلس الأمن القومي خلال إدارة «بيل كلينتون» لموقع إيلاف، إن «خطة الأمير محمد بن سلمان الاقتصادية والقضايا السياسية العالقة مع الإدارة الأمريكية تتشابك وتحيط أفق العلاقة اليوم، وينبغي إحراز تقدم على المستوى السياسي لاستنباط نتائج على المستوى الاقتصادي».
واعتبر «كاتوليس» أن المهمة الأولى لزيارة الأمير محمد بن سلمان» ستكون «مخاطبة الأمريكيين مباشرة، وتبديد أي أسئلة في الوسط السياسي والشعبي حول المملكة».
أما أبرز القضايا التي سيتم طرحها فهي التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي، وتقديم «خريطة طريق وأفق حل للأزمة في اليمن»، وهي من بين القضايا التي ستشملها المحادثات.
ورأت الخبيرة من معهد دول الخليج العربية في واشنطن «كريستين ديوان» أن توقيت الزيارة «يرتبط مباشرة برؤية 2030 وتمرير الحكومة السعودية للخطة الاقتصادية».
ومن المتوقع أن تستمر زيارة الأمير «محمد بن سلمان» ستة أيام للعاصمة الأمريكية، قبل التوجه بعدها إلى نيويورك، ثم كاليفورنيا، للبحث في قضايا اقتصادية.
ومن المتوقع أن يجري ولي ولي العهد السعودي عددا من المقابلات مع الإعلام الأمريكي لمخاطبة الرأي العام مباشرة، كما قد تكون للوفد لقاءات مع شخصيات مرموقة من الحملات الانتخابية، وخصوصا في فريق حملة المرشحة الديمقراطية «هيلاري كلينتون».
وتمتد زيارة الأمير السعودي إلى الولايات المتحدة حتى 17 من الشهر الجاري ليبدأ بعدها إجازة خاصة ربما في الولايات المتحدة أو جزر المالديف قبل أن يصل إلى باريس في 25 من الشهر الجاري في زيارة رسمية تدوم أربعة أيام يبحث خلالها مع الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» وكبار أعوانه عددا من القضايا السياسية الإقليمية ومن بينها مبادرة باريس لتحريك عملية السلام المتجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ 2014 .
وكان من المقرر أن تشمل جولة الوزير السعودي كلا من اليابان وكوريا الجنوبية والصين وبريطانيا إلا أن الأمير السعودي قصر الجولة على واشنطن وباريس في الوقت الراهن وفقا لمصادر دبلوماسية في الرياض.