«الغامدي»: الموسيقى تهذب الأخلاق.. وجدل «تويتر» متواصل

السبت 11 يونيو 2016 11:06 ص

جدل إلكتروني جديد، تسبب فيه الداعية الشيخ «أحمد بن قاسم الغامدي» رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة سابقا، عندما جدد رأيه بعدم تحرم الموسيقى، والإقرار بحلالها، مشيرا إلى أن «الموسيقى مباحة وأنها فن راقٍ يهذب الأخلاق»، على حدّ تعبيره.

وقال «الغامدي»، إنه يرى أن القول بأن الموسيقى بعضها جائز وبعضها محرم فيه تناقض؛ لأن تحريم الموسيقى لذاتها يستند على الروايات الواردة في ذمها، موضحاً أن روايات الذمّ عامة وليس فيها تفصيل فلا يمكن تجزئتها.

وأضاف في حديث له مع صحيفة «الحياة»، أنه يرى كذلك أن من حرم الموسيقى لما يصاحبها من كلام وأفعال محرمة فإنه يخلط بين مباح (الموسيقى) وبين محرم (الكلام والأفعال)، واصفاً هذا النوع من الأحكام بالخلط الذي يوقع في تحريم المباحات.

وأكد «الغامدي»، أنه يعتبر الموسيقى فنّا إنسانيا راقيا، يمكن الاستفادة منه في تهذيب القيم والسلوك والأخلاق، داعياً الجهات المعنية إلى إقرار ما يتناسب مع الذوق العام من المباحات بشكل عام.

حديث «الغامدي»، تسبب في جدل على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالسعودية، عبر وسم «الغامدي الموسيقى تهذب الأخلاق»، الذي حصد أكثر من 32 ألف تغريدة، جعلته يحتل مركزا متقدما بين الوسوم الأكثر تداولا «تويتر» بالسعودية.

ففي الوقت الذي وافقه قطاع من المغردين، عارضه آخرون.

مؤيدون

المؤيديون لحديث «الغامدي»، فرقوا بين الموسيقى والغناء، وكتب «موسيقار»: «الموسيقى لغة الشعوب».

وأضاف «الشيخ ولد الشيخ»: «المشكلة من المتعالمين.. لا يفرقون بين الغناء والموسيقي.. هو يقصد الموسيقى».

بينما قالت «ديما»: «الرجل ما أجبرك على الاستماع للموسيقى.. لو ما تتذوقها اتركها.. بس لا تطعن بشرفه وأخلاقه!».

وأوضح «عبد الله العسكر»، أن الموسيقى «هي غذاء للروح.. استمعوا لأصوات طيور خلقها الله ترسل أصوات الموسيقى العذبة لتجذب بعضها وتطرب سامعها».

وتابع «حسن القدرة»: «فيه فرق بين الموسيقى والغناء مع إني أشوف المنشدين هالأيام يغنون ولكن بغلاف ديني وهذا من الضحك على العقول».

أما «حكيم الحكيم»، فقال: «بل وطبيا مفيدة كعلاج.. والحمد لله نسمع القرآن ونقرأه في صلاتنا وغيرها.. ونسمع الموسيقي ولكننا حرمنا لذة عزفها».

وغرد «شيف»: «الموسيقى عبارة عن موجات صوتية تدخل لعقل الإنسان وتثير مناطق معينة لتمنحه سعادة.. ما يمانع الموسيقى إلا مُكابر».

معارضون

أما المعارضون، فتبادروا في الهجوم على «الغامدي»، لرأيه تاره، ولشخصه تارة أخرى، فنقل «محمد البراك» عن «ابن القيم» قوله: «حب الكتاب وحب ألحان الغناء.. في قلب عبد ليس يجتمعان».. وعلق عليه قائلا: «وهذا قاله في زمانه فكيف لو رأى ما في زماننا».

وأضافت «أم غيداء» ساخرة: «فلندرس تاريخ المشاهير من أهل آلات العزف والموسيقى لنتعرف على أخلاقهم».

أما «خالد الغامدي»، فقال: «أقول لابن قبيلتي.. لقد ضللت الطريق وغرك الهوى والمطبلون فقف مع نفسك لوحدك وتأمل.. فلقد سلكت الطريق الخطأ».

وتابعت «خديجة»: «ما يهذب النفس إلا كلام الله»، واتفقت معها «جوري»، حين كتبت: «والله ما يهذبني ولا يريحني ولا أحس بالطمأنينة إلا إذا سمعت صوت القران».

وأضافت «سيلاهة»: «راحة البال وهدوء الوجدان في تلاوة القرآن.. القران ما يهذب الأخلاق».

أما «فيصل المحامدي»، فاتهم «الغامدي» قائلا: «هذا تحول من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف».

ونشر النشطاء، فيديوهات للشيح «صالح الفوزان»، عضو هيئة كبار العلماء، يحرم تحريما قاطعا، الموسيقى والغناء.

ودعا «محمد الخامسي» إلى محاسبة «الغامدي»، وكتب: «الغامدي صاحب هوى.. لازم الدولة تأدبه».

واتهمه «محمد الجار الله» بأنه يبحث عن شهرة، وقال: «بعيدا عن الجدل القائم حول حكم الغناء تحليلا أو تحريما.. يبقى الغامدي باحثا عن الأضواء والشهرة بأية طريقة».

بينما انتقده «عبد اللطيف هاجس»، حين كتب: «ليته تحمس للحديث عن فضل القرآن في شهر رمضان كما تحمس للحديث عن الموسيقى . لكنه الخذلان!».

جدل متواصل

يشار إلى أنه قبل أسبوعين، شهد «»تويتر»، جدلا مشابها، بعدما قال الداعية السعودي «صالح المغامسي»، إمام مسجد قباء، بالمدينة المنورة، إنه «لا يوجد تحريم صريح للموسيقى».

وقال «المغامسي»، في حوار تلفزيوني على قناة «إم بي سي»، إن الموسيقى ليست حراما، وإنها لو كانت كذلك لصدر فيها تحريم صريح كالربى والزنى وأكل الميتة.

وأضاف أن «المسألة ليس عليها إجماع أنه في الغناء، ولو فرضنا أنه الغناء، وهو قول قوي.. فالله قال (لهو الحديث) يعني كلاما، فالمعازف ليس لها ذكر، المعازف لا تسمى حديثا، قد تكون مرتبطة بموسيقى وقد تكون لا، لكن الآية تتكلم عن (حديث)، وأنا اتكلم عن الموسيقى، ولم أتكلم عن الغناء، ثم قال الله تعالى: (ومن الناس من يشتري...) الشراء يأتي على ضربين: يأتي حقيقة ويأتي مجازا» .

تابع: «الله بعث كتابا فيه 114 سورة، لما أراد ربنا أن يحرم الربا قال (لا تأكلوا الربا)، ولما أراد ربنا أن يحرم الزنى قال (ولا يزنون...)، (ولا تقربوا الزنى...)، ولما أراد ربنا أن يحرم الميتة قال (حرمت عليكم الميتة)».

و«أحمد بن قاسم بن أحمد بن وافيه الغامدي»، فقيه باحث، وعارف بالخلاف، له اشتغال في الحديث والمنطق، شغل منصب مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقاً، وحاليا هو مستشار «مركز علوم القرآن والسُّنَّة».

تتلمذ على عدد من العلماء في فنون العلوم المختلفة، وله مقالات في عدة صحف ومجلات سعودية، وله عدد من البحوث الحديثية والفقهية والأصولية، وعدد من الأرجوزات الشعرية في فنون مختلفة.

وهذا الرأي لـ«الغامدي» في الموسيقى، ليس جديدا، حيث سبق وأعلنه في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغامدي الموسيقى هيئة الأمر بالمعروف المغامسي

«تام تام» أول فتاة سعودية تحترف الغناء بالولايات المتحدة

جدل سعودي على «تويتر» حول وسم «المغامسي يبيح بعض الموسيقى»

«المغامسي»: الموسيقى ليست حراما.. وإمامة الحرم «قيد كبير»

«كبار العلماء» السعودية تحذر من المفكر الإسلامي الفلسطيني «عدنان إبراهيم»

انقسام بـ«تويتر» حول إيقاف برنامج «صحوة» والتحذير من المفكر «عدنان إبراهيم»

«نيويورك تايمز»: عاقبة الدعوة إلى «إسلام أكثر تحررا» في السعودية

الداعية السعودي أحمد الغامدي يحدد شروط حضور الحفلات الغنائية.. ماذا قال؟