«الإندبندنت»: اجتماع «بيلدربيرغ» خطر يخدم مصالح الأغنياء

الأحد 12 يونيو 2016 11:06 ص

قال تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن اجتماع حكومة العالم الخفية «بيلدربيرغ»، الذي يمثل التقاء المال بالسلطة، خطر، يخدم مصالح الأغنياء.

وفي تقرير للصحيفة، تناول الكاتب «آدم لوشر» الاجتماع قائلا: «يجتمع رؤساء أكبر البنوك وشركات النفط؛ ليتحدثوا خلف الأبواب المغلقة مع وزراء ورؤساء وزارات، ومع هنري كيسينجر، ورؤساء سابقين لوكالة الاستخبارات الأمريكية، ونظيرتها البريطانية».

وأضاف: «لن نعرف شيئًا عما سيدور داخل ذلك الاجتماع الذي يعقد نهاية هذا الأسبوع في مدينة دريسدن الألمانية، حيث لا يُسمح بالتصوير أو دخول الصحفيين».

بحسب صحيفة «الإندبندنت»، فهناك خطر من اجتماع عصبة «بيلدربيرغ» التي ربما تجتمع لتخطط للسيطرة على العالم.

وعلى الرغم من إشارة الصحيفة إلى أن هناك «احتمالية أن يكون اجتماعهم فرصة لحل بعض القضايا المعقدة، دون أن يعرضوا أنفسهم لضغوط الصحافة، كمناقشة مشكلة المخدرات العالمية، أو إيقاف الإرهاب عن طريق التفاوض مع الإرهابيين».

إلا أن الكاتب عاد وقال: «ربما يعقد البعض الكثير من الآمال عندما يسمع بذلك؛ فقد يفكر أحدهم في حلول لأزمات، مثل الحروب، وغيرها، من خلال مثل ذلك الاجتماع، إلا أن هذا الأمر ليس متوقعًا؛ فعلى الرغم من أن تلك الشخصيات تبدو مثيرة للغاية عندما تلتقي بهم للمرة الأولى، إلا أنهم ليسوا كذلك عندما تعرفهم جيدًا، وهم شخصيات لا يمكن الاعتماد عليها في مثل هذه الأمور».

واستدل الكاتب على ذلك باجتماع عام 1975، حينها كانت «مارجريت تاتشر» في ريعان شبابها، وحينها، بحسب وصف الكاتب «جون رونسون» «وقع ديفيد روكفيلر»، و«هنري كسينجر»، في غرامها، وأخذاها في جولة بسيارة ليموزين ليقدموها للجميع.

وأضاف: «أصبحت تاتشر بعد ذلك بأربع سنوات رئيسة للوزراء، وهنا يمكنك تخيل شعور دينيس هيلي، والذي كان ضمن لجنة الاجتماع، وأطيح به من منصبه؛ لتحل تاتشر محله».

بحسب الصحيفة البريطانية: «يجب أيضًا أن ننظر بتركيز نحو أحد الحضور في اجتماع هذا العام، وهو ماركوس أجيوس، والذي استقال من منصب رئيس بنك باركليز، بعد غرامات وُقِعت على البنك بقيمة 290 مليون جنيه استرليني، بعد محاولته تثبيت سعر الليبور (وهو سعر الفائدة المعروض بين البنوك في لندن، وهو عبارة عن متوسط سعر الفائدة على المدى القصير، والذي تقوم عنده البنوك بإقراض واقتراض الأموال من بعضها البعض؛ لتخفيف مراكزها التي تؤثر على السعر لأمور أخرى)، حيث اعتذر بعد ذلك مبتسمًا».

الاجتماع السري

يرى الكاتب، من خلال ذكر هذه الشخصية، أنه ربما لا يجب أن ننتظر الكثير من مثل هذا الاجتماع، إلا أن ذلك لا يعني أن نستمر في تغافل أمر الحواجز الأمنية والسرية المفروضة عليه؛ فلم يزل هناك الكثير لنرى، وهو ما يمكن أن نستنتجه من تصريح «هيلي» الذي قال: «القول بأننا كنا نسعى لتكوين حكومة عالمية واحدة، هو أمر مبالع فيه، إلا أنه ليس خطأ بالكامل؛ فقد شعرنا بأن وجود مجتمع عالمي واحد سيبدو أفضل».

بحسب التقرير، لا نعرف أيضًا ما إذا كان هناك خلافات في «بيلدربيرغ»، إلا أنها على الأغلب في حال وجودها ستكون محض اختلافات «نرجسية طفيفة».

وقال الكاتب إنه «على الرغم من أن السفر يوسع مدارك الإنسان، وعلى الرغم من الأميال الطويلة التي سيقطعها هؤلاء نحو درسدن، لا يبدو في الأساس أن عقولهم قد سافرت بعيدًا».

وأضاف الكاتب أن «هؤلاء، ربما لا تشغلهم مشاكل الفقراء، وحياتهم، على الإطلاق، وأن حياتهم تلك في مجالس الإدارات والوزارات، ليست سوى حياة فارهة، وأن بيلدربيرغ ما هي إلا مكان لتلتقي فيه تلك النخبة محاولين الوصول للرضا الذاتي عن أنفسهم، في حين يقف البسطاء في الخارج خلف ذلك الحاجز الأمني متمنين أن يتحولوا من مجرد بسطاء إلى سياسيين متمردين».

ويختتم اليوم، العشرات من أبرز رجال الساسة والاستخبارات وصناع القرار في العالم، جلساتهم في الاجتماع الرابع والستون لمنظمة «بيلدربيرغ»، التي توصف بحكومة العالم الخفية.

شارك في الاجتماع قرابة 140 شخصية من سياسيين ورؤساء استخبارات ورؤساء شركات وبنوك عالمية كبرى، وهي الشخصيات الغربية الأكثر نفوذا وتأثيرا في العالم، حيث انطلق الخميس الماضي، في مدينة دريسدن بألمانيا.

ويعتبر المؤتمر، لقاء عالميا سنويا، يتم الإعلان عنه، إلا أن أجندته تبقى سرية.

ويمكن الكشف عن الموضوعات التي تبحث في هذه الاجتماعات، ولكن من دون الإشارة إلى آراء الحاضرين، كما لا تسجل محاضر بشأن ما يدور في هذه الاجتماعات، ولا تتخذ فيها القرارات، وعمليات تصويت ولا يصدر عنها أي بيان.

وتهتم مجموعة «بيلدربيرغ» بجميع القضايا العالمية، وسيناقش المجتمعون في هذه السنة، بحسب ما هو معلن، مشكلة المهاجرين، والانتخابات الأمريكية، وكلفة الطاقة ومواردها، وأمن الانترنت، وكذلك موضوعات متعلقة بالصين وروسيا والشرق الأوسط.

ولم يصدر عن المؤتمر خلال جلساته الماضية، أي بيانات عنه أو عن الموضوعات التي تتم مناقشتها، كما يمنع دخول الصحفيين، في ظل تكهنات حول أن هذا المؤتمر هو من يحدد السياسات العالمية وتوجهها.

وتحولت مدينة دريسدن الألمانية، هذه الأيام إلى مدينة مغلقة يحرسها المئات من رجال الشرطة، وتم إحاطة فندق «تاشينبيرغ باليه» الفاخر المجاور لمبنى الأوبرا بسياج حديدي، ومنع تنظيم أي تظاهرة، وكذلك التجمعات الكبيرة، كما مُنحت الشرطة صلاحية تفتيش أي شخص يكون موضع ريبة. 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بيلدربيرغ حكومة العالم الخفية هنري كسنجر

السرية تحيط باجتماع حكومة العالم الخفية «بيلدربيرغ» في ألمانيا

من يخفي المعلومات ومن صاحب المصلحة؟

هـل فشـل الغــرب في إدارة العــالـم؟

بيلدربيرغ ... حكومة العالم الخفية !

"سويس ليكس": السرية المصرفية في خدمة الأثرياء