أفرجت النيابة الكويتية عن نائب مجلس الأمة «عبدالحميد دشتي» -شيعي- بعد تحقيق دام أربع ساعات على خلفية اتهامة بـ«الإساءة لدولة شقيقة»، وذلك على خلفية تغريدات مسيئة للبحرين، وصف فيها حكام البحرين بـ«الغزاة»، وأخرى هنأ فيها ميليشيات الحوثي بسيطرتهم على العاصمة صنعاء.
قررت النيابة العامة في الكويت الإفراج عن عضو مجلس الأمة النائب «عبدالحميد دشتي» بكفالة مالية قدرها ألف دينار كويتي (٣٤٠٠ دولار أمريكي)، وذلك بعد تحقيق استمر لمدة أربع ساعات في قضية أمن دولة بتهمة الإساءة لمملكة البحرين وتعريض علاقة الكويت معها للانقطاع.
ونقلت صحيفة «البيان» عن مصدر قانوني أن النيابة العامة وجهت للنائب «دشتي» تهمة تتعلق بأمن الدولة والإساءة الى دولة شقيقة. وأضاف المصدر انه استنادا إلى أن مجلس الأمة الكويتي في عطلة برلمانية حاليا، لذا فإن الحصانة البرلمانية غير متوفرة للأعضاء.
حيث استدعت النيابة العامة النائب مباشرة دون اللجوء إلى طلب رفع الحصانة عنه، حسبما ينص عليه القانون الكويتي، لكن «دشتي» أبلغ النيابة بحسب محاميه بأنه متمسك بحصانته البرلمانية. وذكر المصدر أن النيابة العامة أفرجت عن «دشتي» بكفالة مالية.
يأتي ذلك بعد أن شن النائب الشيعي في مجلس الأمة الكويتي، «عبدالحميد دشتي»، هجوما على منتقديه بسبب تصريحاته التي وجهها إلى البحرينيين بمناسبة سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية، صنعاء، والتي أثارت احتجاجات بحرينية استدعت توضيحات من رئيس الأمة الكويتي، الذي أكد أن العلاقة مع المنامة «محصنة ضد أي تصريح طارئ وعابر».
وكان سفير مملكة البحرين لدى دولة الكويت الشيخ «خليفة بن حمد آل خليفة» أكد أن بلاده لن تتقدم بأي شكوى إلى المسؤولين في الكويت على خلفية التغريدات المسيئة التي أطلقها النائب الشيعي «عبدالحميد دشتي» بحق وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ «خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة»، مؤكدا أن تلك التصريحات لم ولن تمس العلاقات الأخوية الوطيدة والقوية التي تجمع حكومتي وشعبي البلدين، قائلا «لن نتقدم بأي شكوى ونحن بالأصل بين أهلنا».
وأكد مصدر مسؤول بالخارجية الكويتية أن «الوزارة تسلمت بالفعل مذكرة الاستياء من السفير البحريني بخصوص تغريدات النائب دشتي، وأن الوزارة تعرب عن أسفها واستيائها من مثل تلك التغريدات المسيئة للقيادة البحرينية».
وكان «دشتي» قد كتب في تغريدات له عبر حسابه الشخصي على تويتر، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء الشهر الماضي، قائلا إن الشعب البحريني «سينتصر ويرحل الغزاة» وتوجه بـ«التهنئة إلى اليمنيين» على ما وصفه بـ«الانتصار»، الأمر الذي استدعى ردا من وزير الخارجية البحريني، الشيخ «خالد آل خليفة»، الذي غرد بالقول إنه يحترم مجلس الأمة الكويتي، وليس «النكرة الذي ينسب نفسه للشعب الكويتي».
من جانبه، أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي، «مرزوق الغانم»، في تصريحات له حينها، أن علاقة الكويت التاريخية بمملكة البحرين رسميا وشعبيا «عميقة إلى درجة أصبحت محصنة منذ زمن طويل ضد أي حدث أو تصريح طارئ وعابر يمكن أن يؤثر عليها»، مشددا على أن أي رأي ووجهة نظر يدلي به شخص تجاه أي بلد هو «رأي شخصي لا يلزم أحدا» مبينا أن آراء نواب مجلس الأمة «رأي شخصي يتحمله النائب نفسه ولا يمثل رأي المجلس، والشخص الوحيد المخول بالتحدث باسم مجلس الامة وفقا للائحة هو رئيس المجلس»، بحسب قوله.
وكان مجلس الوزراء قد كلف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ «محمد الخالد» بالتنسيق مع وزارة الخارجية في شأن تحريك الدعوى القضائية ضد النائب «عبدالحميد دشتي» بتهمة «الإساءة إلى دولة شقيقة وقيادتها وتهديد علاقات الكويت الخارجية وتعريضها للخطر».