العثور على مئات الجثث لعراقيين من أهل السنة .. والعفو الدولية تتهم الحكومة بدعم ميليشيات قتل طائفية

الأربعاء 15 أكتوبر 2014 05:10 ص

عُثر علي عشرات الجثث المُفسخة لعراقيين من أهل السنة في بابل بالعراق والتي يعتقد أنها قتلت بيد الميليشيات الشيعية، وحملت العفو الدولية المسؤولية للحكومة التى وصفتها بالمتقاعسة عن محاسبة الميليشيات.

قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أمس أن الميليشيات الشيعية التي تسلحها الحكومة العراقية، وتحظى بدعم منها، قامت باختطاف وقتل العشرات من المدنيين السنة، خلال الأشهر الأخيرة، مع إفلاتها التام من العقاب على جرائم الحرب هذه.

وكانت مصادر عراقية قالت مساء أمس الثلاثاء أن نحو 150 جثة مُفسخة انتشلت من أحد أحواض الصرف الصحي ومن مقبرة جماعية في منطقة المحاويل شمال محافظة بابل.

وفي تقرير العفو الدولية الذي حمل اسم «إفلات تام من العقاب: حكم الميليشيات في العراق»، حملت المنظمة  الحكومة العراقية المسؤولية إلى حد كبير عما ترتكبه هذه الميليشيات من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم الحرب، مرجعة السبب إلي «قيام الحكومة العراقية بدعمها وتسليحها، وهي التي تنشط وتعمل وفق مستويات متفاوتة من التعاون مع القوات الحكومية ما بين موافقة هذه الأخيرة ضمنيا، وتنفيذ عمليات منسقة، بل وحتى مشتركة فيما بينها».

وضم التقرير تفاصيل مروعة للهجمات الطائفية التي تشنها الميليشيات الشيعية في بغداد وسامراء وكركوك، وهي التي ما انفكت تكتسب المزيد من القوة، وذلك ضمن ما يظهر أنه انتقام من الهجمات التي تشنها «الدولة الإسلامية»  وتم العثور على عشرات الجثث مجهولة الهوية في مختلف مناطق البلاد، وقد قُيدت أيادي اصحابها خلف ظهورهم ما يشير إلى وجود نمط من عمليات قتل على شاكلة الإعدامات الميدانية.

وقال شهود عيان أنه تم العثور على بعض الوثائق والهويات الثبوتية، مدفونة في منطقة قريبة من المقبرة الجماعية، والتي أشارت إلي أن الضحايا من مناطق شمال بابل، وتحديداً من جرف الصخر واليوسفية واللطيفية والمسيب.

وذكرت مصادر أنه يجري انتشال مزيد من الجثث المُفسخة من أحواض الصرف الصحي، ويُتوقع أن يرتفع العدد إلى نحو 500 جثة، حيث لم يتم العمل حتى الأن سوى في حوض واحد.

وأكدت المصادر أن القوة الأمنية المكلفة بانتشال الجثث تؤكد وجود أعداد كبيرة من الجثث في الأحواض المجاورة، مشيرين إلى أن القوات الأمنية تحاول إقامة فتحة كبيرة بواسطة آليات ثقيلة بغية انتشال الجثث الأخرى من الأحواض.

وقالت كبيرة مستشاري شؤون مواجهة الأزمات بمنظمة العفو الدولية «دوناتيلا روفيرا» في معرض تعليقها على هذه الإعدامات الوحشية: «من خلال منح مباركتها للميليشيات التي ترتكب بشكل منتظم انتهاكات مروعة من هذا القبيل، يظهر أن الحكومة العراقية تجيز ارتكاب جرائم الحرب وتؤجج دوامة العنف الطائفي الخطرة التي تعمل على تمزيق أوصال البلاد.  ويجب أن تتوقف الحكومة العراقية فورا عن دعم حكم الميليشيات في العراق».

وأضاف التقرير «ولا زال مصير الكثير من الذين اختطفتهم الميليشيات الشيعية قبل أسابيع وأشهر غير معلوم إلى الآن.  ولقد قُتل بعض الأسرى حتى بعد قيام عائلاتهم بدفع مبالغ الفدية التي قد تصل إلى حوالي 80.000 دولار وأكثر من أجل الإفراج عنهم»، لافتا إلى أن «ولقد ساهم تنامي سطوة الميليشيات الشيعية في تدهور الأوضاع الأمنية عموما وخلْق مناخ من انعدام سيادة القانون».

وأشار التقرير إلى أنه «يُعتقد أن قائمة الميليشيات الشيعية المسؤولة عن سلسلة عمليات الاختطاف والقتل تتضمن ميليشيا عصائب أهل الحق وفيلق بدر وجيش المهدي وكتائب حزب الله»، موضحا أن «تنامى حجم سطوة هذه الميليشيات وقوتها منذ يونيو/ حزيران الماضي، أي عقب تقهقر الجيش العراقي وتنازله عن ثلث مساحة البلاد تقريبا لمقاتلي الدولة الإسلامية». 

وقالت «روفيرا»: «من خلال تقاعسها عن محاسبة الميليشيات عما ترتكبه من جرائم حرب وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فلقد أطلقت السلطات العراقية فعليا العنان لتلك الميليشيات كي توجه عنفها تجاه السنّة وتنكل بهم.  ويتعين على الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العِبادي أن تتصرف الآن كي تلجم الميليشيات وترسي قواعد سيادة القانون».

وأضافت: «الميليشيات الشيعية تستهدف بوحشية المدنيين السنّة على أساس طائفي تحت مسمى مكافحة الإرهاب، وذلك في محاولة واضحة لمعاقبة السنّة على ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وما يرتكبه من جرائم بشعة».

واختتمت «روفيرا» تعليقها قائلة: «لقد أظهرت الحكومات العراقية المتعاقبة استخفافها المشين بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. ويتعين على الحكومة الجديدة أن تغير المسار الآن وتنشئ آليات فعالة تكفل التحقيق في الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الشيعية والقوات العراقية، ومحاسبة المسؤولين عنها».

يشار إلى أن منطقة «المحاويل» ومعسكر «المحاويل» تحديدا منطقة مسيطر عليها من قبل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ومن السلطات في المنطقة الخضراء، والمعسكر المذكور هو المقر الخلفي الذي تنطلق منه تلك العصابات وتمارس فيه جرائمها في أنحاء مناطق شمال بابل.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق بابل الميليشيات الشيعية الدولة الإسلامية انتهاكات

مع تزايد ضحايا حرب العراق.. الشيعة بدأوا يطلبون إجابات

العراق .. كيف تمارس المرجعيّات الشيعيّة سلطتها الاجتماعيّة؟

العراق: «الشيعية السياسية» هُزِمت وعليها الرحيل

جيش العراق الجريح يتكئ على الميليشيات الشيعية والمتطوعين

القرضاوى يدعو للحوار بين السنة والشيعة بالعراق

بيان منظمة العفو الدولية: ميليشيات شيعية تدعمها الحكومة العراقية ارتكبت جرائم حرب

وزير المالية:‭ ‬الانفاق المتهور على الميليشيات الشيعية لمحاربة داعش يضر بالعراق

«داعش» بربريّ.. ونحن أيضاً؟

العراق تأمر الميليشيات الشيعية بالتراجع عن الخطوط الأمامية لتهدئة مخاوف السنة

محكمة عراقية تقضي بإعدام النائب السابق «أحمد العلواني» أحد قيادات الحراك السني

السنة في العراق بين مطرقة «داعش» وسندان «الميليشيات الشيعية»

”مجزرة ديالى“ .. ميليشيات شيعية تواصل التطهير الطائفي تحت غطاء الحرب على «الدولة الإسلامية»

ذي ديلي بيست: إيران تصعب مهمة أمريكا في العراق .. و«سليماني» يشرف على عمليات تطهير طائفي

أزمة برلمانية وسياسية في العراق بعد مقتل زعيم عشيرة والاعتداء علي نائب سني