غضب عارم لمشاركة مسؤول فلسطيني في مؤتمر للأمن القومي الإسرائيلي

الخميس 23 يونيو 2016 10:06 ص

ندد العديد من الفلسطينيين بمشاركة «أحمد مجدلاني»، عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» في مؤتمر هرتسيليا السنوي الإسرائيلي الأسبوع الماضي، معتبرين إياها نوعا من التطبيع مع «إسرائيل».

وبعد يومين من الجدل والانتقادات الواسعة التي رافقت مشاركة «مجدلاني»، في مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي، خرجت الرئاسة الفلسطينية لتدافع عن «مجدلاني»، بإعلانها أنه ذهب بتكليف من الرئيس «محمود عباس».

وقالت الرئاسة في بيان، إن هذه المشاركة «جاءت للتأكيد على الموقف الفلسطيني الواضح والثابت، الساعي للوصول إلى سلام واستقرار في المنطقة، ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه الكاملة غير المنقوصة، القائمة على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين الحرة المستقلة، وحل قضية اللاجئين والقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية (242، 338، 194)، ومبادرة السلام العربية، وهذا ما نصت عليه الكلمة التي ألقاها مجدلاني في المؤتمر».

وكانت الساحة الفلسطينية قد شهدت جدلا غير مسبوق حول مشاركة «مجدلاني» في المؤتمر المخصص للأمن القومي الإسرائيلي، حيث اعتبرها سياسيون ومفكرون وناشطون تطبيعا غير مقبول، ومتناقضا مع ما تعلنه القيادة الفلسطينية في العلن، وضربا لجهود مقاطعة «إسرائيل في العالم.

وشن سياسيون وفصائل هجوما على «مجدلاني»، كما أطلق ناشطون هاشتاغات «هرتسيليا وفلسطين مش للبيع» ضد المشاركة الفلسطينية.

ووصف «يحيى موسى»، القيادي في «حماس»، في تصريحات لإذاعة الأقصى، مشاركة «مجدلاني»، بأنها «قمة في الانحطاط وطعنة في خاصرة الفلسطينيين»، مطالبا بمحاسبته إلى جانب قيادات السلطة الفلسطينية.

ومن جهتها طالبت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بمحاسبة «مجدلاني»، ومخاطبة من أوعز له بالمشاركة، إذ قال القيادي في الجبهة «خالد بركات»: «إن مثل هذه اللقاءات هدفها تسويق التطبيع الذي تمارسه قيادات رسمية وغير رسمية بموافقة القيادة الفلسطينية».

كما استنكرت «الجبهة الديمقراطية» في بيان لها مشاركة «مجدلاني»، بأعمال هرتسيليا، ورأت في ذلك تحديا سافرا للمشاعر الوطنية الفلسطينية، ولدعوات مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، اقتصاديا وأمنيا وثقافيا، ووقف كل أوجه التعاون معه.

وسخرت الجبهة من القول بأن مؤتمر هرتسيليا لم يعد إسرائيليا، بل بات عالميا، ويشكل منبرا يمكن أن تطل منه القضية الفلسطينية على الرأي العام الدولي، وأعادت التأكيد على أن وظيفة مؤتمر هرتسيليا كانت وستبقى رسم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية والأمنية لدولة الاحتلال، وتزويدها بالدراسات والتوصيات التي تعزز من دورها الاستعماري والعدواني ضد أبناء الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف.

من جانبها، قالت حركة مقاطعة «إسرائيل»، المعروفة اختصارا باسم BDS، إن المشاركة الفلسطينية في مثل هذه المؤتمرات تخدم «إسرائيل» في ضرب حركة المقاطعة، فيما قال المنسق العام لحركة المقاطعة «محمود نواجعة»: «إن مشاركة الفلسطينيين في مؤتمرات إسرائيلية، هو ضد الشعب الفلسطيني، ويضعف حركة المقاطعة الدولية»، كما طالبت الحملة بمحاسبة «مجدلاني».

وقال منسق اللجان الشعبية في الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان «سهيل السلمان»، إن المشاركة في مؤتمر هرتسيليا «يشكل وصمة عار على جبين المشاركين، وطعنة لحركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل».

كما انتقد المشاركة زملاء لـ«مجدلاني» في «منظمة التحرير»، من بينهم «تيسير خالد» و«واصل أبو يوسف»، ووصفوها بخطوة غير مبررة ومبدأ مرفوض.

وغرد كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ضد «مجدلاني» واتهموه بالخيانة.

وكان «مجدلاني» قد شارك في مؤتمر هرتسيليا 16 في «إسرائيل»، بالفترة بين 14-16 الجاري.

وقال «مجدلاني» في كلمته هناك: «لم أتردد للحظة في المشاركة لإلقاء كلمة أمام أكاديميين وساسة ومفكرين، انطلاقا من قناعتي بأن من يبحث عن السلام العادل والشامل يجب أن يذهب إليه، ولو كان في آخر العالم»، مضيفا: «إن أمام الجميع فرصة تاريخية علينا استغلالها واستثمارها، واستغلال المتغيرات التي تعصف من أجل السلام والعدل».

وشدد «مجدلاني» على ضرورة إعطاء الشعب الفلسطيني حقه بتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران من العام 1967، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وجدد التأكيد على أن القيادة الفلسطينية على قناعة راسخة بأن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والفلسطيني الإسرائيلي، هو المدخل الحقيقي لاستقرار المنطقة ومحاصرة تأثير قوى الإرهاب والتطرف، وأضاف موضحا أن الأمن الذي تتذرع به حكومة «إسرائيل» لا يمكن أن تحصل عليه إلا من خلال السلام العادل والشامل.

ومؤتمر هرتسيليا هو مؤتمر سنوي يعني بشؤون الأمن القومي الإسرائيلي، ويكتسب أهميته من طبيعة المشاركين فيه، إذ يحضره مسؤولو الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، إلى جانب أكاديميين ودبلوماسيين من «إسرائيل» وخارجها، لنقاش الأخطار المحدقة بـ«إسرائيل»، وإجراء مراجعات أمنية وسياسية.

ولا يعد «مجدلاني» الفلسطيني الوحيد الذي حضر المؤتمر، إلا أنه يعد الأرفع مسؤولية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل أحمد مجدلاني منظمة التحرير الفلسطينية

مشاركة عربية لافتة في مؤتمر هرتسيليا «الإسرائيلي» وفي المقدمة سفيرا مصر والأردن

إسرائيليون يهزؤون من تصويت العرب لأحد صقور «حزب الليكود» في «الأمم المتحدة»

مشاركة عربية وإسلامية كبيرة في مؤتمر يناقش مستقبل (إسرائيل) في تل أبيب