مواطنون: اليمن على حافة الانهيار الشامل

الثلاثاء 28 يونيو 2016 03:06 ص

وصف رئيس مركز الدراسات واﻹعلام الاقتصادي في اليمن «مصطفى نصر» تفويت فرصة السلام عبر مشاورات الكويت من جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» بـ«الجناية التاريخية» في حق الشعب اليمني.

وقال نصر في تصريح لـ«الحياة»: «إن مشاورات الكويت تشكل فرصة مهمة للسلام في اليمن واستعادة الدولة وفقاً للقرارات الدولية والمرجعيات الخاصة في هذا الشأن، ولا سيما مع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلد». مضيفاً: «إن تفويت هذه الفرصة من جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، يجعلهم يرتكبون جناية تاريخية في حق الشعب اليمني الذي واجهته أوضاع صعبة منذ اجتياح صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2014 وما تلاها من تداعيات. وقال: «قد يحتمل الشأن السياسي المماطلة والتسويف، لكن الوضع الاقتصادي أصبح صعباً، وكل يوم يمر يقترب اليمن من حال الانهيار الشامل، إذ تم استنزاف كل الوسائل الممكنة لاستمرار الحياة الاقتصادية والمعيشية».

وأشار نصر إلى أن جماعة الحوثي ستواجه خلال الأشهر المقبلة مشكلة الاستمرار في دفع الرواتب إذا ما استمرت مغامرتها في السيطرة على مؤسسات الدولة وإدارتها وفقاً لأهوائها. ولا يمر يوم إلا وترتكب الميليشيات الانقلابية في اليمن أبشع الجرائم والانتهاكات ضد الأطفال والمدنيين في عدد من المحافظات اليمنية، ولا سيما محافظة تعز التي باتت من هول ما تعيشه من ألم «كالعرجون القديم» كما يقول مواطنون.

وأكد منذ أكثر من عام ونصف العام والمدنيون لا يسمعون صوتاً غير صوت الرصاص، ولا يرون من الحياة إلى بطش وتجبر الحوثيين وحلفائهم، وكثيرة هي المآسي التي يعيشها السكان في مختلف المحافظات اليمنية، آلاف القتلى والجرحى والنازحين والمشردين هذه القصص التي اعتاد الشعب اليمني معايشتها في اليمن. وتشير تقارير دولية إلى إن 2.7 ملايين يمني نزحوا في الداخل بسبب الصراع، فيما يواجه 7.6 ملايين شخص نقصاً حاداً في الغذاء. وأضافت التقارير أن عملية إيصال المساعدات الإنسانية في اليمن باتت مقيدة بشكل متزايد نتيجة الحرب التي تسبب بها الحوثيون وحلفاؤهم.

ويحاصر الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» مدينة تعز، ومدن أخرى، من جميع المنافذ الرئيسة، منذ نحو خمسة أشهر، ويمنعون وصول الأدوية والإمدادات إلى المناطق والمستشفيات الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية.

فيما قالت نسيبة علي لـ«الحياة»، وهي أم لخمسة أبناء ونازحة إلى مدينة التربة في محافظة تعز المزدحمة بالعديد من النازحين الذين اتخذوا من مدارس ومساجد المدينة بيوتاً موقتة يحتمون بها من ويلات الحرب والحصار، «كنا نسكن في حي جمال وسط تعز وغادرناها قبل بضعة أشهر، لم نكن نريد مغادرة بيتنا أبداً على رغم أن الحي أصبح شبه مهجور تسكنه القطط والكلاب والجثث المتعفنة في الشوارع، (لكنها الحرب) القصف العشوائي اشتد على حينا، وفي إحدى الليالي سقطت قذيفة بالقرب من بيتنا، وأصيبت ابنتي وابني الذي مات بعد نقله للمستشفى بسبب نقص الأدوية والأوكسجين».

وتابعت بألم: «أما ابنتي ففقدت رجلها اليمنى، لم نستطع البقاء في الحي والمخاطرة بالمزيد من الفقد، بخاصة مع الحصار الخانق في الغذاء والماء وأدنى الخدمات المعيشية التي يفرضه الحوثي علينا منذ أكثر من عام». وقالت: «قررنا الذهاب إلى القرية، أما زوجي فقد التحق بالمقاومة ولم نسمع عنه خبر منذ أشهر عدة»، وأضافت: «نعيش في حال انتظار دائم، وفي كل دقيقة نصلي أن تنتهي هذه الحرب التي لا ذنب لنا فيها، وأن يتوقف شلال الدم، وننعم بحياة طبيعية نسكن فيها بيتنا بأمان ويذهب أطفالي للعب والمدرسة من دون خوف ومن دون أن يعودوا لنا في أكفان».

المأساة واحدة

معاناة أمهات وزوجات المختطفين والمخفيين قسراً من جماعة الحوثي لا تقل سوءاً عن حالة الأم نسيبة. تقول «ماجدة ناجي، وهي زوجة لأحد المخفيين قسراً منذ أكثر من عام: «في تلك الليلة انتظرناه طويلاً ولكنه لم يعد، ثم علمنا أنه تم اعتقاله وهو في طريقه من العمل مع اثنين من زملائه من الحوثيين من دون أي ذنب».

سلوك دأبت الميليشيات على فعله ضد من يعارض نهجها الظالم، وتابعت: «سألنا عنهم في مراكز الشرط، وطرقنا باب جميع المسؤولين ولكن لا جواب، وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم، بعد أشهر عدة علمنا أنه موجود في سجن الثورة، وذهبنا إلى هناك لكنهم منعونا من زيارته أو حتى معرفة أخباره، وحين سألنا عن تهمته قالوا لنا أنه معارض للنظام وموالي للعدوان».

وأضافت: «بعد أيام عدة علمنا بنقلهم من السجن إلى مكان آخر لا نعلمه، لا ندري ماذا نفعل، خصوصاً أن الأخبار التي تصلنا عن معاملة الحوثيين للسجناء مرعبة، فأحد زملائه أطلق سراحه قبل مدة، قال إنهم كانوا يحتجزونهم في أماكن منفردة عن بعض، ويعذبونهم ويمنعون عنهم الغذاء والماء، ويتركونهم يبيتون بلا فرش ولا وسائد ويمنعون عنهم التواصل مع أحد غير أفراد الحراسة الخاصة من الحوثيين».

المصدر | متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن حرب الين المشاورات الكويتية اليمنية الحوثيون

تحليل: مفاوضات اليمن تقترب من لحظاتها الأخيرة و«كي مون» آخر الأوراق

مندوب السعودية بالأمم المتحدة: نتائج مفاوضات اليمن بالكويت في مجلس الأمن الثلاثاء

المقاومة اليمنية تأسر 25 حوثيا و«ولد الشيخ» يقدم إحاطة لمجلس الأمن حول مفاوضات الكويت

الوفد الحكومي اليمني ينسحب من جلسة مفاوضات حضرها المبعوث الأممي بالكويت

«ولد الشيخ»: مفاوضات السلام اليمنية في الكويت تمر بمرحلة حرجة

«رويترز»: طموح الإمارات العسكري يتجلى في عملية مكافحة الإرهاب باليمن

خيبة أمل في الشارع اليمني جراء رفع مشاورات الكويت «دون سلام»

البنك الدولي: عملياتنا ما زالت معلقة في اليمن