استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

معنى التسامح وقبول الآخر

السبت 9 يوليو 2016 10:07 ص

كتب عمدة لندن الجديد صادق خان مقالاً بتاريخ 5-6-2016 في جريدة الجارديان البريطانية عن تجربة الشهر الفضيل في مدينة لندن، ومن أهم ما تطرق إليه في مقالته هو تفرغه واهتمامه بتوفير وجبات الفطور والسحور في دور العبادة في الكنيس اليهودي والكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية لكل الفقراء في المدينة والهدف هو إبراز الجانب الإيجابي من الدين الإسلامي بمشاركة جميع الفقراء من الأديان الأخرى مهما اختلفت معتقداتهم الدينية.

وهذه خطوة سليمة في نشر المفاهيم الحقيقية للإسلام، السؤال الذي علينا مناقشته.. هل يستطيع «خان» لو بقي في باكستان بلده الأصلي أو في أي دولة عربية أو إسلامية أن يتصرف مثلما تصرف به في مدينة لندن بإقناع المواطنين البريطانيين من أهل الخير ومحبي العطاء، ومنهم مسلمو بريطانيا التبرع بالمال لتوفير وجبات الفطور والسحور لفقراء المدينة من المسلمين وغيرهم في دور العبادة للأديان السماوية الثلاثة..

الجواب بالتأكيد سيكون بالنفي لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود دور عبادة لليهود والمسيحيين في بعض الدول العربية والإسلامية، والسبب الثاني هو أن الكثير منا لا يعترف ولا يحترم مشاعر الآخرين من غير المسلمين.

في صلاة الجمعة في بعض بلداننا يحرص خطباء المساجد قبل إنهاء الخطبة بالقول «اللهم العن اليهود والنصارى وأعداء المسلمين، ومن والاهم إلى يوم الدين، اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبق منهم أحداً».. كل هذا يحصل في بعض مساجدنا رغم حقيقة أن الإسلام دين محبة وتعايش وسلام.

علينا التأكيد هنا أن عظمة الغرب الديموقراطي العلماني لا تكمن في قوته الاقتصادية وتقدمه العلمي والحضاري بل في المفاهيم الإنسانية التي تسمح لكل مهاجر في بلدهم بممارسة حريته الدينية والعمل والانخراط في العمل السياسي السلمي مهما كانت طبيعة أفكاره لذلك استطاع عمدة لندن «خان» إبراز صورة الإسلام الحقيقية في بلد علماني.

لنقارن ما يقوم به عمدة لندن في بلده، من ممارسة حقيقة الإسلام بنشر روح الإسلام السمحة المحبة للآخرين، حتى وصل الأمر بفتح دور العبادة للأديان الأخرى السماوية بتقديم وجبات الفطور والسحور للفقراء في لندن كلها، لتعزيز روح المحبة والعطاء والكرم في شهر رمضان الفضيل، وذلك رداً على ما تقوم به الجماعات المتطرفة من قتل وتشريد لكل من لا ينتمي إلى دينهم، حيث يتم إجبار المسيحيين العرب والإيزيديين المقيمين معاً حتى قبل نزول الرسالة المحمدية وغيرهم من غير المسلمين على اعتناق الإسلام أو سيتم قتلهم، وقد تم حرق الكنائس التاريخية ودور العبادة الأخرى.. بما فيها بعض مساجد المسلمين.

لماذا تلتزم الأغلبية الصامتة من المسلمين الصمت على ما يقوم به القلة من المتطرفين من سُنة وشيعة من اختطاف الدين وتشويه صورته.. كيف لنا أن نحسن صورتنا في العالم المعاصر، إذا لم نلتزم بروح الإسلام السمحة واحترام الآخر المختلف عنا.

لماذا بقيت منطقتنا العربية والإسلامية المنطقة الوحيدة في العالم التي يمارس فيها جريمة التطهير العرقي والديني، حيث يقوم الإرهابيون بقتل الأبرياء من المسيحيين والإيزيديين والأقليات الأخرى باسم الخالق سبحانه؟ 

وما هي جذور العنف والإرهاب في منطقتنا؟ 

نقولها بكل صراحة ووضوح هم الأحزاب والحركات المتطرفة وبعض مشايخ الدين الجهلة الذين يخلقون الفتنة في بلداننا برفع شعارات تطالب بهدم الكنائس في الجزيرة العربية؟

هل فَقَدَ عالمنا العربي والإسلامي ضوابط الإنسانية؟ وكيف يمكن صد الإرهابيين والمتطرفين ومحاصرة المتشددين وفتح مجال للسماحة واحترام الآخر ونشر ثقافة السلام واحترام حقوق الإنسان؟

* د. شملان يوسف العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

التسامح قبول الآخر جذور العنف الإرهاب الجماعات المتطرفة الإنسانية حقوق الإنسان

بين تطرفين

الإمارات تعتمد أول برنامج وطني للتسامح في العالم

«تليغراف»: التسامح في الإمارات لن يشمل الإسلاميين المعتقلين

«الريسوني» يسخر من وزارتي السعادة والتسامح في الإمارات

البحث عن التسامح

التطرف والمعالجة بالتسامح !