قال رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» في كلمة أمام جلسة للبرلمان، إن تركيا أرسلت وثائق لواشنطن يحتوي على أدلة وقرائن لاعتقال «فتح الله كولن» الموجود هناك.
وأكد «يلدريم» أنهم أرسلوا طلبا رسميا للولايات المتحدة لتسليم «كولن» لأنقرة، متعهدا بأن السلطات التركية ستزود واشنطن بكافة الأدلة اللازمة التي تثبت دور «كولن» في الانقلاب الفاشل.
وأوضح قائلا: «بعثنا إلى الولايات المتحدة 4 ملفات بوثائق. وسنزودهم بأدلة أكثر مما يريدون»، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.
ودعا واشنطن إلى الكف عن حماية «هذا الخائن الذي لن يأتي بأي نفع لهم أو للبشرية أو للإسلام»، بحد قوله.
وأكد «يلدريم» أن حكومته لا تسعى للانتقام، وأن حكم القانون سينفذ على مخطط الانقلاب، وأي أنشطة إجرامية أخرى سيتم التعامل معها بقوة بعد المحاولة الانقلابية.
وامتدح الشعب التركي مرة أخرى قائلاً: «الشعب التركي كتب ملحمة كبرى في ليلة إفشال الانقلاب، قوة الدبابات هزمت أمام إرادة الشعب».
وأشار إلى إن الانقلابات مرفوضة وهي خيانة للإرادة الشعبية، وأضاف «شهدنا الكثير من الانقلابات ولكن المحاولة الأخيرة كانت أكثرها خسة».
ووصف «يلدريم» الانقلاب الفاشل في تركيا بأنه غير مسبوق، مضيفا أنه استهدف المدنيين لأول مرة، قائلا «لم يكن هناك انقلاب يتم التحكم به من الخارج من قبل خائن بقناع رجل دين. ولم يكن هناك انقلاب يُقتل خلاله مدنيون، ويتم استهداف السكان والبرلمان بغارات جوية».
وفي تصريحات سابقة له يوم الثلاثاء، انتقد «يلدريم» أعمال العنف ضد المشاركين في الانقلاب. وتابع أن تركيا هي دولة قانون ولا يحق لأحد فيها اللجوء إلى العنف والعمليات الانتقامية.
كما دعا رئيس الوزراء التركي الإثنين المواطنين الأتراك إلى عدم الخلط بين الجيش التركي الشريف وبين رجال عصابة «الكيان الموازي».
وتوعد «يلدريم» كل الانقلابيين بحساب عسير جراء كل قطرة دماء سالت على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأعلن «يلدريم» خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، عن مقتل 208 أشخاص بينهم 60 شرطيا و3 جنود و145 مدنيا، فضلا عن إصابة ألف و491 آخرين جراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأضاف أن عدد الموقوفين على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة بلغ حاليا 7 آلاف و543 شخصا منهم 100 شرطي و6 آلاف و38 عسكريا برتب مختلفة و755 قاضيا ومدعيا عاما و650 مدنيا وبلغ عدد المعتقلين منهم بعد توقيفهم 316 شخصا.
من جهتها، أفادت «الأناضول» أن السلطات أقالت نحو 9000 من موظفي وزارة الداخلية.
وتشهد معظم الولايات التركية بمدنها، مظاهرات احتجاجية ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادتها عناصر تابعة لمنظمة «الكيان الموازي» داخل الجيش التركي، أطلق عليها اسم مظاهرات «صون الديمقراطية»، وستستمر حتى طلب الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» منهم الرجوع إلى منازلهم بعد التأكد من زوال خطر الانقلابيين تماما.