استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تدنيس المقدس

الأربعاء 27 يوليو 2016 12:07 م

يثير الدهشة كيف للمجتمعات التي كانت تبدو متآخية، ويعيش أبناؤها في وئام ومحبة ظاهرة، ويدخلون في نسيج من العلاقات المتبادلة في مجالات الحياة المختلفة وفي العلاقات الإنسانية أيضاً، أن تنقلب في لحظة من اللحظات إلى مجتمعات متصارعة، منقسمة إلى فريقين أو أكثر، لا يتورع كل فريق منها عن إراقة الدماء والقتل والبطش بالآخر الذي كان حتى حين قريب شريكاً، لا بل شقيق.

وتحار أين كان هذا العنف والقسوة، قبل ذلك، يهجعان في المجتمعات التي تدخل دوامة الحروب الأهلية، وكيف لنا أن نفهم، كي لا نقول بصدق، أن هذا الكم من كراهية الآخر ومقته والرغبة منفلتة العقال في الخلاص منه كان كامناً في النفوس، لأنه لا يعقل أن يهبط هكذا فجأة، ما يجعلنا نشعر أنه كان فقط ينتظر لحظة مؤاتية للإفصاح عن نفسه بكل هذه البشاعة والدموية.

كيف يتحوّل الشريك في الوطن، لا بل الشقيق، إلى عدو يجب الفتك به، مهما كانت وسيلة الفتك دموية وبشعة.

كلنا، في الجواب عن مثل هذه الأسئلة، سيقول ما نكرره عن تضاد المصالح والصراع على الاستحواذ بالثروة والسلطة على مستوى الوطن المعني، حين تبلغ أنانية الماسكين بزمام الأمور حداً لا يتورعون فيه عن سحق كل من يطالب بأن يكون شريكاً فيهما، أي في السلطة والثروة، ناهيك عن أن يستحوذ عليها، هو الآخر، بانتزاعها من يد من هي في يده.

ويمكن أن نضيف إلى ذلك حكاية المؤامرة، مفصلين إياها بالقول إن الخارج، من حيث هو دول وتنظيمات مدعومة منها، تدفع دفعاً بالمجتمعات المستهدفة نحو الاقتتال الداخلي، كونه وسيلة لنخرها من داخلها وتفكيكها ونزع كل ما لديها من أسباب قوة، حتى تفقد صفة الندية لمن هم خارجها.

كل هذا صحيح، لكن يبقى السؤال الصعب: كيف يمكن للنفس الإنسانية أن تجمع في داخلها هذه المتناقضات؟ فهي ذاتها التي كانت قبل اندلاع الصراعات والحروب تنحى منحى التعايش مع الآخر والتآلف معه في عمل واحد من أجل تشييد الأوطان، تنقلب بقدرة قادر إلى نفس لا تطيق هذا الآخر، وقابلة للإتيان بأبشع الأعمال وأكثرها دموية ووحشية للإجهاز عليه.

والمرعب في هذا توظيف الموروث الديني والمجتمعي أبشع توظيف، فبينما يكون هذا الموروث زاهياً ومُلهماً للقيم الخيرة في فترات التطور الهادئ الخالي من الصراعات الحادة، ينقلب فجأة إلى مخزون لتوليد الكراهية والعنف، باستلال ما ندعوه بالصفحات السود فيه ، العائدة إلى أزمنة يفترض أنها باتت ماضياً لا عودة إليه، فإذا بها تعود عبر تدنيس المقدس في حروب وصرعات غير مقدسة.

* د. حـسن مـدن كاتب بحريني.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

تدنيس المقدس العلاقات الإنسانية المجتمع القتل الحروب الأهلية الثروة السلطة

من ترييف المجتمع إلى ترييف السياسة

الحكومات العربية والمجتمع المدني

وماذا عن مسؤولية المجتمعات؟

سمات المجتمعات المأزومة .. استباحة الآخر

المجتمع المدني العربي في فخ اللعبة الدولية

تدنيس مقبرة يهودية في ميشيجان بعبارات مؤيدة لترامب (صور)