«بن علوي»: ليس مقبولا أن تورط دولة عربية نفسها في حرب ثم تحمل العرب مسؤولية إخراجها

الخميس 28 يوليو 2016 01:07 ص

قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية لسلطنة عمان «يوسف بن علوي بن عبدالله» إن حالة الضعف الشديد في العالم العربي هي نتيجة أهمية الموقع والأطماع الدولية في المنطقة وتعقد وسائل إيجاد الحلول.

جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة «روسيا اليوم»، أوضح فيها «بن علوي» الدور العماني في الشرق الأوسط والطريقة الخاصة الناعمة لتسهيل اللقاءات بين الفرقاء دون الوقوف مع طرف على حساب آخر.

وقال «بن علوي»: «هذا المنهج ليس وليد هذه الأحداث، المنهج هو في فكر القيادة العمانية، وعندما تولى السلطان الحكم في عام 1970 وكانت أطراف في عمان في حالة حرب مع تنظيمات عربية وعمانية ذات فكر شيوعي والتي انتهت خلال 4 سنوات بـالإقناع بدون استخدام القوة، وهي قناعة متأصلة في الفكر العماني».

وأضاف: «ولنا أن نقيس ونقدر المواقف، ففي بعض المواقف في بداية الأزمات يرى البعض بأن الأصدق والأقوى والقادر على إنهاء هذه القضية، وبالتالي من الصعب إقناعه بالعدول عما هو عليه وهذا ما وجدناه في الاحتلال العراقي للكويت وما آلت إليه العراق بعد حرب الكويت».

وأكد «بن علوي» أن عدم القدرة على تجنب الوقوع في الأزمات والمصائب لم يكن متوفرا وهذا ما قيل في عدة اجتماعات، قائلا: «إنه غير مقبول أن دولة عربية تتورط في حرب ما في مكان ما، ثم تأتي للعرب وتقول لهم عليكم مسؤولية إخراجي من هذه الحرب أو الأزمة لأنهم لم يتشاوروا مع غيرهم من الدول العربية»، مضيفا: «إذا كنت تريد من الآخرين الوقوف معك فعليك أن تتشاور معهم».

وتابع: «نحن في دول الخليج وفي اجتماعات القمة الخليجية كان التوجه العام بأن قضية الاتفاق النووي للقوى الكبرى مع إيران هي قضية عالمية وليست إقليمية، وبالتالي يجب أن لا نحشر أنفسنا فيه»، مضيفا: «هذا كان قرار إحدى القمم الخليجية وهو الصواب، لا أعتقد أن مجموعة 5+1 يريدوننا معهم، وكان التخوف من أنه إذا خرجت إيران بدون ضوابط شاملة ربما تكون المنطقة غير مستقرة».

واستطرد «بن علوي»: «كلنا ندرك أن إيران حصل فيها ثورة قادتها الجماعات الدينية، وبالتالي فإن ذلك يخلق قلقا لدى دول الخليج، ولكن من الممكن التعامل معها»، موضحا: «نحن والإيرانيون جيران ومصالحنا متداخلة والمواجهة لا تحل هذه المشكلة بل تعقدها والمسار الأفضل هو التعامل معها، ونحن لا نضمن نتائج المواجهات».

وحول القضية اليمنية، قال «بن علوي»: «الأزمة اليمنية الحالية هي إحدى الأزمات التي مرت بها اليمن، التي لم تشهد استقرارا منذ مئات السنين وخاصة الفترة الأخيرة».

مضيفا: «اليمن مثلها مثل غيرها، ظهرت توجهات بها ضد النظام، وأصبحت ثورة ودخل أطراف يمنية في حرب مع أطراف يمنية مسنودة من هنا وهناك وبعدها دخلت في مراحل عدم استقرار لم يمنحها قوة ذاتية لتحمي نفسها»، معتقدا أنها أخف الأزمات في المنطقة لأنها بيد اليمنيين أنفسهم وبإمكانهم أن يجدوا الحلول بعكس القضايا العربية الأخرى المرتبطة بالسياسية والمصالح العالمية، مؤكدا أن جميع أطراف الخلاف في اليمن ترغب في الخروج من الأزمة.

وأكد «بن علوي» أن دول الخليج في دعمها للشرعية في اليمن لم تبنيه لمصلحة لها، وإنما فقط لمساعدة اليمنيين والشرعية حتى تعود لسابق عهدها.

وفي نهاية اللقاء، قال «بن علوي» : «إن أردت العيش في هذا الجو فهو متاح للجميع، نحن في عمان لا نجد في فكرنا وعقيدتنا الإسلامية أي شي من الممكن أن تتمسك فيه ليدخلك في صراع، لكن من يريد أن يدخل نفسه في صراع سيجد مبررا لذلك، الأصل في ذلك أن نستلهم في عقيدتنا الإسلامية أن الإسلام جاء بالدعوة إلى الخير وليس الشر».

وكانت صحيفة «ذي إيكونوميست» قد نشرت مقالا في مارس/آذار 2015 بعنوان «سلطنة عمان.. بلد خليجي يغرد خارج السرب»، قالت فيه إن السلطنة صغيرة المساحة لديها سياسة بعدم التدخل في شؤون الآخرين وفي المقابل لا تسمح بتجاهل أحد لسيادتها.

وأضاف المقال أنه مثال على ذلك علاقتها بـ«مجلس التعاون الخليجي» التي هي إحدى أعضائه، فقد عارضت عمان عدة محاولات لتحويل الدول الست إلى اتحاد سياسي واقتصادي واحد، فهي تخشى هيمنة السعوديين على هذا الاتحاد، ونأت كذلك بنفسها عن الغارات العسكرية التي قادتها دول المجلس ضد «الحوثيين» في اليمن، رغم أنها اقترحت ذات مرة إنشاء جيش موحد، ولم ينضم جنود عمان المجهزين بأفضل المعدات إلى قوات المجلس في قمع تظاهرات البحرين (العضوة هي الأخرى) عام 2011، ولم تنضم إلى الهجمات الجوية على سوريا أو اليمن.

وتابعت الصحيفة: «لكن عمان لا يسعها تجاهل جيرانها تجاهلا تاما، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن معظمهم ما لديها من النفط يفوق ما تملكه هي، فعمان تعتمد على الذهب الأسود في حوالي 80% من دخلها، ولذا قامت بانتقاد السعودية لإبقائها على انخفاض أسعار النفط، كما قامت بحث بعض أعضاء أوبك على قطع إنتاجهم من جانب واحد (عمان ليست جزءا من مجموعة أوبك)، ولجأت عمان إلى مجلس التعاون لتوفير فرص عمل ومرتبات أكبر حينما خرجت تظاهرات عام 2011».

يذكر أن سلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في «مجلس التعاون الخليجي» التي لم تشارك في تحالف تقوده السعودية ضد ميليشيات «الحوثيين» في اليمن.

كما استضافت السلطنة مشاورات سياسية عقدها المبعوث الأممي «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» مع ممثلين عن حركة «أنصار الله» (الحوثيين) وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، بهدف التوصل لحل سياسي ينهي الصراع في اليمن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سلطنة عمان يوسف بن علوي اليمن الكويت العراق إيران الاتفاق النووي

مسقط تبارك خروج بريطانيا من «الأوروبي».. وسياسي عماني يطالب السلطنة بمغادرة «الخليجي»

«بن علوي»: عمان تساند دولة قطر في إيجاد حلول سلمية لقضايا المنطقة

الطيران العماني يفتتح مكتبا له في مشهد الإيرانية

سلطنة عمان تضع أحد موانئها التجارية تحت تصرف إيران

كاتب سعودي يحذر: سلطنة عمان على حافة السقوط في فخ الهيمنة الإيرانية