مدارس وجمعيات «الكيان الموازي» في ألمانيا تثير قلق السلطات بغموضها

الأحد 31 يوليو 2016 12:07 م

تنتشر مدارس وجمعيات مقربة من منظمة الكيان الموازي الإرهابية بزعامة «فتح الله كولن»، بشكل واسع في ألمانيا، كونها تضم أكبر جالية تركية فيها، إذ تلف تلك المؤسسات حالة من الغموض، كما تثير علامات استفهام كثيرة لدى السلطات الألمانية.

ويلفت النظر وجود 24 مدرسة و300 جمعية، ودورات تقوية للمناهج المدرسية، مقربة من منظمة «كولن»، فضلاً عن عدد كبير من الشقق السكنية المخصصة لطلاب الجامعات والتي تعرف عند الأتراك بـ «بيوت النور»، وذلك بحسب تقرير خاص لدائرة صيانة الدستور في ولاية بادن - فورتمبيرغ (جنوب)، أعدَّه خبراء عام 2014.

وكعادة المنظمة في اتخاذ التعليم أرضية لها، تمتد أذرعها في مجالات الإعلام، والأعمال، والمال، وأثار ذلك الانتشار الواسع والغموض قلق جهات رسمية ألمانية.

ويؤكد التقرير أن المنظمة المعروفة بـ «حركة كولن» لا تتصف بالشفافية، ويجد من أعدَّ التقرير صعوبة في فهم طبيعة التنظيم لسرية تحركاتها، حيث جاء في نصه يصعب علينا وصف «حركة كولن» لعدم اعترافها بأنها مرتبطة ببعضها البعض من جهة، ومع فتح الله كولن من جهة أخرى».

ويوضح التقرير أنَّ منظمة «كولن»، بدأت نشاطها في ألمانيا عام 1991، واستهلت ذلك بدروس التقوية للطلاب، وافتتاح رياض الأطفال، ثم المدارس، من أجل السيطرة على الطبقات الناشئة في المجتمع.

وتحاول مؤسسات الكيان الموازي، خداع السياسيين والتأثير على الرأي العام الألماني، بإظهار نفسها وكأنها تساهم في عمليات دمج اللاجئين في المجتمع، وتحصل على دعم مادي حكومي، بتوفيرها شروط محددة، وتتخلص بنفس الوقت من الضرائب الحكومية، وعلى الرغم من ذلك تفرض رسوم دراسية تصل في بعض الأحيان إلى 300 يورو على كل طالب.

أسست منظمة «كولن» عام 2012 في العاصمة برلين، «وقف التعليم والحوار» وافتتح عام 2014، بمساهمة 74 شخصاً، ويقع الوقف قرب وزارة الخارجية الألمانية، ومهمة هذه المؤسسة هي إدارة العلاقات مع المجتمع، ويرأسها، إرجان قره قويون، المعروف بأنه ممثل «كولن» في ألمانيا، وافتتحت المنظمة عدة مؤسسات للعلاقات العامة مع المجتمع، في عدة مدن ألمانية.

ويهدف التنظيم من خلال هذه المؤسسات، والمهرجانات والاحتفاليات التي يديرها، إلى التأثير على السياسيين الألمان، بدعوتهم للحضور.

أما المؤسسات الإعلامية التابعة للمنظمة في ألمانيا فتعمل تحت اسم، World Media Group، وعلى الرغم من إغلاق صحيفة زمان التابعة للكيان في تركيا، إلا أنَّ نسختها الأوروبية، «زمان أوروبا» ما زالت تصدر 6 أعداد أسبوعياً، أما القنوات التلفزيونية، مثل قناة «صمان يولو أوروبا» و«إبرو تي في»، فقد أغلقت بعد فترة وجيزة من انطلاقها لأسباب مادية.

وفي مجال الأعمال، تشرف «الرابطة الاتحادية لجمعية رجال الأعمال» القريبة من الكيان الموازي، على أمور الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في ألمانيا، كما تشرف على الحرفيين وصغار الموظفين، وينتسب إليها 3 آلاف عضو، ولها فروع في كافة الولايات الألمانية، وتهدف لإقامة شبكة للتواصل بين رجال الأعمال.

ويشتكي الصحفيون، من عدم تمكنهم من الحصول على أي معلومات من هذه المؤسسات، والمنظمات، والمدارس، والجمعيات القريبة من منظمة الكيان الموازي.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله كولن» قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة. 

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

انقلاب تركيا الكيان الموازي فتح الله كولن تركيا

«بروكنغز»: الجغرافيا السياسية لانقلاب تركيا الفاشل

«الإندبندنت»: فشل انقلاب تركيا أنقذ المنطقة من تداعيات كارثية

«القدس العربي»: فشل انقلاب تركيا بشارة بتغيّر المعادلة العربية فضحت انقلاب مصر

«السويدان» عن التغطية الإعلامية لانقلاب تركيا: هناك إعلام متطور.. وآخر مصري

«فتح الله كولن» مهندس انقلاب تركيا الفاشل

تركيا تستدعي القائم بأعمال السفير الألماني احتجاجا على منع كلمة لـ«أردوغان»

أزمة في العلاقات التركية ـ الألمانية بسبب تقرير يتهم أنقرة بدعم الجماعات المتشددة