رئيس أركان تركي سابق: السي آي أيه تقف أيضا وراء محاولة الانقلاب الفاشلة

الأربعاء 3 أغسطس 2016 09:08 ص

قال رئيس أركان الجيش التركي الأسبق «إلكر باشبوغ» إن جهاز الاستخبارات الأمريكية (سي آي أيه) يقف أيضا وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر الماضي وتتهم أنقرة منظمة «فتح الله كولن» بتدبيرها.

وأضاف في تصريحات لفضائية سي إن إن ترك قبل يومين ونقلتها صحيفة حرييت التركية اليومية «كان هناك دعم خارجي في هذا المحاولة، وتساءل «أين يعيش كولون؟ في الولايات المتحدة، من أعطاه الفرصة؟ السي آي أيه»، مشيرا إلى أن هذا الجهاز خطط لاستخدام منظمة «كولن» لإلحاق الأذى بالقوات المسلحة التركية.

وتابع «هل كولن (يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1998) معه تصريح إقامة في الولايات المتحدة من أجل لاشيء، ألا تعتقد ألا تستخدمه المخابرات؟»

واعتبر «باشبوغ» أن «أتباع كولن الذين تسللوا للقوات المسلحة التركية لم يتصرفوا بمفردهم وهم ينفذون هذه المحاولة، مشيرا إلى أن من يحركهم من الخارج لهم نواياهم الخاصة».

وقال «هل هؤلاء (أتباع كولن) لهم أهدافهم ونواياهم الخاصة؟ من يحركهم هم الذين لديهم هذه الأهداف».

وعن طلب تركيا من الولايات المتحدة تسليم «كولن»، قال «باشبوغ» «إذا لم تقم بتسليمه، فهذا يعني أنهم سيواصلون استخدامه، وإذا سلمته، فهذا يعني أن تاريخ الصلاحية قد انتهى».

ولفت القائد العسكري الأسبق إلى أن 3 مجموعات كانت وراء محاولة الانقلاب الفاشلة وأن المجموعة الرئيسية تضم أتباع «كولن».

وقال إن «حركة كولن خططت ودبرت محاولة الانقلاب، مضيفا أن «المجموعة الثانية كانت تلك التي لا تتصرف على الفور، تلك التي كانت في وقت متأخر ومترددة، مستبعدا أن يكونوا من أتباع «كولن، أما المجموعة الثالثة فتضم «أناسا ليسوا من أتباع كولن ولكنهم يريدون الاستفادة من الأحداث».

وخلال حديثه، قال «باشبوغ» إن «أتباع كولن يعتزمون تشكيل نظام دولة يناسب فهمهم للدين»، مشيرا إلى أنه لا يعتبر ما حدث منتصف الشهر الماضي انقلابا عسكريا.

وقال «لا أصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري فهو لا يشبه الانقلابات العسكرية الأخرى ولا أميل لوصفه بهذا الاسم، لقد كان اعتداء مسلح من قبل حركة كولن».

وبسؤاله عن نطاق محاولة الانقلاب، قال إنه «لا يمكن الاستهانة به»، مضيفا أننا «نواجه منظمة انتشرت بشكل واسع، لا يمكن التقليل من هدفها».

وأشار «باشبوغ» إلى أن «الحرس الخاص الذين تعرضوا للخداع لا ينبغي معاملتهم في نفس فئة الجنود المنفذين للانقلاب، ويجب محاكمة الذين استخدموا الأسلحة».

الاستخبارات تتحمل المسؤولية

وأكد أن وكالة الاستخبارات الوطنية (MIT) تتحمل مسؤولية عمليات تسلل أتباع «كولن» إلى القوات المسلحة التركية TSK، مشيرا إلى أن عمليات الفصل من القوات المسلحة التي تمت بين عامي 2002 و 2010 تم القيام به وفقا لتقارير الاستخبارات، ولم يكن هناك شخص واحد ممن تم فصلهم من أتباع «كولن».

واعتبر أن المعلومات الصحيحة يمكن الحصول عليها إذا كان مساعد رئيس الاستخبارات جنديا.

وأوضح أن القوات المسلحة لم تكن قادرة على تعقب الجنود خارج ثكنات الجيش، والاستخبارات الوطنية يجب أن تتحمل هذه المهمة.

كما انتقد «باشبوغ» أيضا القوات المسلحة، قائلا إن قيادتها «لا يمكن اجتياز اختبار، ويجب دراسة أسباب عدم قدرة القوات المسلحة على اتخاذ الاحتياطات اللازمة».

وأشار إلى «الملاحظات التي تلقاها حزب العدالة والتنمية حول أتباع كولن بخصوص فصلهم، قلنا وقتها إن التهديد لنا الآن وغدا لكم، لكنهم قالوا لنا أننا نبالغ».

وتابع أن الرئيس «رجب طيب أردوغان» ناضل وحده ضد حركة «كولن» بين عامي 2012 و 2016.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، «إبراهيم قالن»، إن «المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بنية أشخاص تنفيذ محاولة الانقلاب جاءت متأخرة»، مشيرا إلى أن جهاز الاستخبارات التركية، والأمن، والدرك، ورئاسة الأركان يعملون معا لـ«الكشف عن حقيقة وجود ضعف استخباراتي من عدمه في هذا الصدد».

وتعتزم السلطات في تركيا حل الحرس الرئاسي بعد اعتقال قرابة 300 من أفراده منذ محاولة الانقلاب الفاشلة.

من جانبه أعلن الرئيس التركي أن عدد الموقوفين منذ 15 يوليو/تموز تجاوز 13 ألف شخص من بينهم قرابة 9 آلاف عسكري وأكثر من ألفي قاض ومدع عام.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) ، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة «كولن» قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا كولن سي آي أيه انقلاب أمريكا

«بروكنغز»: الجغرافيا السياسية لانقلاب تركيا الفاشل

«أردوغان»: أحد المشاركين في الانقلاب عرض على رئيس الأركان لقاء «كولن»

«الإندبندنت»: فشل انقلاب تركيا أنقذ المنطقة من تداعيات كارثية

«أردوغان» لـ«رويترز»: الانقلاب كشف قصورا في عمل المخابرات ونضع هيكلا جديدا للجيش

«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر انقلاب تركيا الفاشل على دورها الإقليمي؟

الأمين العام لمجلس أوروبا يؤيد حملة تطهير تركيا لمؤسساتها

جمهورية جديدة قد تولد من رحم الجمهورية الكمالية

لتخفيف حدة التوتر بين البلدين.. «كيري» يزور «أنقرة» نهاية الشهر الحالي

بعد انتشار صورته مع عقيد تركي.. السفير الأمريكي لدى أنقرة ينفي علاقة واشنطن بالانقلاب

«يلدريم»:«جو بايدن» يزور تركيا الأسبوع المقبل