«أردوغان»: الغرب لا يريد لتركيا أن تكون دولة ديمقراطية قوية

الجمعة 5 أغسطس 2016 07:08 ص

قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن الغرب لا يريد لتركيا أن تكون دولة ديمقراطية قوية، إلا أن تركيا تثير بخطى ثابتة نحو أهدافها التي وضعتها للعام 2023.

جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة «تي آر تي» التركية الحكومية، الخميس.

وأضاف أن عملية التحول الديمقراطي هي مسيرة شاقة تتطلب تفاعل جميع شرائح المجتمع، مشيرا إلى أن الشعب الذي يحقق ذلك التحوّل لا يستطيع التنازل عنه بعد ذلك، ويرمي نفسه تحت مجنزرات الدبابات للحفاظ على مكتسباته، وهذا هو حال الشعب التركي، الذي تصدى لدبابات الانقلابيين منتصف الشهر الماضي.

وحول «فتح الله كولن»، زعيم تنظيم الكيان الموازي، قال الرئيس التركي «لا داعي للمبالغة بحجم كولن ودوره، فهو كشخص لا يمتلك القدرة على ترتيب كل ما حدث، هو مجرد بيدق يدار من قبل إحدى الجهات» (لم يسمها) لزعزعة الاستقرار في تركيا.

وأضاف أن الجهة التي تستغل «كولن» في هذه الأوقات، تستغله للتنغيص على تركيا، فهي لا تريد السماح لبلدنا أن يصبح قويا معافى، بل يودون تقسيم هذا البلد وكسر روح التضامن فيه وتمزيق حدته الوطنية.

وحول إمكانية هروب «كولن» من الولايات المتحدة قال «أردوغان»، إن «موضوع كولن بات على عاتق الولايات المتحدة، فلو تحقق فعل الهروب فعليًا، وقتها أتساءل كيف ستبرر الولايات المتحدة ذلك«».

وجدد أردوغان مطالبته الولايات المتحدة بتسليم «كولن» لتركيا، وقال: «سلمنا الولايات المتحدة الوثائق المطلوبة، وننتظر ما سيفعله أوباما، لقد سلمناهم سابقًا الإرهابيين الذين طلبوهم، لم نقل لهم أرسلوا لنا وثائق بحقهم، والآن نقول لأمريكا لا داعي لإطالة هذا الموضوع».

وعن المدارس التابعة لتنظيم  «كولن» في الكثير من دول العالم، قال الرئيس التركي: «إن تلك المدارس ستتحول إلى خطر كبير في المستقبل، ونحن نُذكرهم منذ الآن»، محذراً تلك الدول من أنها ستدفع الثمن، في حال لم تتخذ التدابير اللازمة بحق المدارس التابعة للتنظيم.

وأشار في هذا الصدد إلى أن باكستان، والسودان، والصومال أقدمت على إغلاق مدارس تنظيم «كولن»، وأن دول البلقان ستشهد خطوات مشابهة في الأيام القادمة.

وحول علاقات بلاده مع موسكو والزيارة المرتقبة إلى روسيا (9 أغسطس/ آب الجاري)، لفت «أردوغان» إلى أن حادث إسقاط المقاتلة الروسية التي احترقت الأجواء التركية وما أعقبه من توتر في العلاقات الثنائية بين البلدين، كان حادثًا «غير مرغوبٍ به»، وأن العلاقات التركية الروسية مهمة جدًا بالنسبة لقضايا المنطقة.

وأشار إلى أن مجموعة من الملفات سيتم حلها خلال زيارته إلى روسيا.

كما نوه الرئيس التركي إلى أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية بدأت ببث أخبار عارية عن الصحة، منذ اللحظة الأولى للمحاولة الانقلابية.

إلى ذلك، انتقد الرئيس التركي، التصريحات التي «تُطلق جزافاً» من لندن وباريس وعواصم غربية أخرى، ضد بلاده عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف الشهر الماضي، داعياً المعنيين إلى زيارة تركيا للاطلاع على الحقائق على أرض الواقع، وقال: «أرسلوا ممثليكم ليروا ما فعله الانقلابيون ببلد ديمقراطي، وضد النظام ديمقراطية برلماني، على أرض الواقع».

ورفض «أردوغان» إضعاف جهاز الاستخبارات عبر قيام البعض بتوجيه انتقادات لاذعة بشكل متواصل للجهاز، عبر برامج القنوات التلفزيونية، مبيناً أنه أقر منذ البداية بوجود ضعفٍ استخباراتي، وأن هذا الضعف يوجد في العديد من أجهزة الاستخبارات حول العالم، فلولا وجود ثغرات استخبارية لما وقعت هجمات إرهابية في الولايات المتحدة، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وغيرها.

وأضاف في هذا الصدد: «يمكننا أن نقوم بتنسيق الجهد الاستخباراتي تحت مظلة واحدة، ولقد قدموا (الحكومة) لي اليوم مشروعاً بهذا الخصوص، وسنقوم بإجراء تقييم ودراسة الموضوع مع السيد رئيس الوزراء» (بن علي يلدريم).

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله كولن» الإرهابية - «كولن» يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

أردوغان كولن الغرب تركيا ديمقراطية

‏«فتح الله كولن» يستنكر أمر اعتقال أصدرته الحكومة التركية وينفى تورطه في محاولة الانقلاب

«كولن» يهاجم «أردوغان» عبر فضائية إماراتية يديرها «دحلان» وتبث من القاهرة

«أردوغان» ينتقد تصريحات «موغيريني» ويرى أن الغرب يقف إلى جانب الانقلاب

‏«أردوغان»: إذا أشفقنا على منفذي الانقلاب فسنجد أنفسنا في موضع الإشفاق

محللون إسرائيليون: «أردوغان» يقود انقلابا ثانيا لإعادة بناء تركيا جديدة على أسس دينية

«أردوغان»: يمكن دمج أجهزة المخابرات التركية في مؤسسة واحدة

«أردوغان»: الإرهاب والانقلاب لا يختلفان والمحاولة الفاشلة كانت تشبه الزلزال

«مشعل» يهنئ الشعب التركي بإفشال المحاولة الانقلابية