أكد المدير الإقليمي لصحيفة «زمان» التركية المعارضة «تورغوت أوغلو» أن محاولة الانقلاب في تركيا كانت مسرحية بدليل كشوف الاعتقالات التي صدرت في أسرع وقت ممكن كما لو أنه تم إعدادها مسبقا.

وتوقع «أوغلو» انتهاء تيار الإسلام السياسي في العالم حال سقوط الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».

ووفي حوار لموقع «24» الإماراتي، أكد «أوغلو» أن هناك 75 ألف شخص تم اعتقالهم وفصلهم من عملهم بعد محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا، مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر وتركيا لن تعود في الوقت الراهن إلا بعد زوال «أردوغان» من الحكم.

وقال إن وضع الصحفيين يسوء للغاية بعد محاولة الانقلاب في تركيا، مضيفا أن هناك أكثر من 7 آلاف صحفي معتقل ومفصول من عمله الآن، رغم الشكاوى التي يتم تقديمها لـ«الاتحاد الأوروبي» والجهات الحقوقية حول ما يحدث في البلاد.

وأوضح أن «الاتحاد الأوروبي» يسعى بالفعل إلى إدانة ما يحدث في تركيا، ويصدر الكثير من التحذيرات للحكومة التركية من وقف الاعتقالات الممنهجة، والإفراج عن المحتجزين ووقف فصل الآخرين بعد محاولة الانقلاب، وفق قوله.

وقال إنه يؤيد أن يكون الانقلاب مسرحية، لافتا إلى أنه تم اعتقال وفصل 75 ألف تركي حتى الآن منذ محاولة الانقلاب، وفي ساعات قليلة تم فصل أكثر من 3500 قاض من وزارة العدل التركية، موضحا أن بعد محاولة الانقلاب لابد أن تكون هناك ديمقراطية وحرية أكثر، إلا أنه قال إن الوضع على أرض الواقع أن الأمر أصبح أكثر ديكتاتورية، ولم يعد هناك أي حديث عن الديمقراطية.

وأضاف: «تركيا أصبحت الآن من أكثر الدولة ذات الحكم الديكتاتوري، ولابد أن تكون الحرية هي الأساس وليس الإجراءات التي نراها الآن، وهناك أكثر من 75 ألف شخص تم فصلهم واعتقالهم من وزارات الثقافة والتعليم وحتى اتحاد الكرة، وضع مع كل شخص 4 أشخاص من أسرهم يتم الإنفاق عليهم مما يزيد من كارثية الأمر»، على حد تعبيره.

وتوقع «أوغلو» أن يصل العدد إلى 400 ألف شخص حسب التقديرات المتوقعة لو تم حساب الأشخاص وأسرهم، مبينا أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم وفصلهم لا يرغبون في النزول إلى الشوارع للتظاهر، حيث هناك الكثير من داعمي حزب «العدالة والتنمية» وبعض الشباب المنتمين لتنظيم «الدولة الإسلامية»، والمنتمين إلى «الإخوان»، وإذا نزلوا إلى الشوارع سيتحول الأمر إلى حرب داخلية لأن المعارضين يقتلون كل من يعتبرونه مؤيدا للانقلاب العسكري الفاشل، حسب قوله.

وذكر «أوغلو» أن تركيا بوجود «أردوغان» باتت المعقل الأخير لتنظيم «الإخوان»، موضحا أنه في حالة سقوط الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» سوف ينتهي الإسلام السياسي، حيث يتواجد بقلة بعض الشيء في السودان فقط واختفى من مصر، متهما النظام التركي بأن لديه أكبر فساد في العالم وله علاقات مع الإرهاب، مؤكدا أنه بعد زوال «أردوغان» من الحكم سيختفي الإسلام السياسي تماما، ولذلك يتحرك «الإخوان» بقوة لإنقاذه.

وتوقع «أوغلو» عدم عودة العلاقات بين مصر وتركيا في الوقت الحالي، خاصة وأن «الإخوان» يدعمون «أردوغان» بقوة بعد سقوطهم في مصر، لافتا إلى أن الأوضاع ستظل كذلك لحين سقوط «أردوغان».

يذكر أن الادعاء التركي، أصدر في 27 يوليو/تموز الماضي، مذكرات اعتقال ضد 47 موظفا سابقا بصحيفة «زمان»، التي كانت أكبر صحيفة في البلاد حتى سيطرة الدولة عليها في مارس/آذار الماضي وسط اتهامات بصلاتها برجل الدين المعارض «فتح الله كولن» المتهم بالمسؤولية عن الانقلاب العسكري الفاشل.

وكانت «زمان» رائدة في تغطية الأخبار المتعلقة بحركة «كولن» المقيم في الولايات المتحدة.

وسبق لإحدى القنوات التي تمولها دولة الإمارات وتبث من العاصمة المصرية القاهرة أن أجرت مقابلة مع زعيم الكيان الموازي «فتح الله كولن» الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشل التي وقعت منتصف يوليو/تموز الماضي.

وحاول «كولن» خلال المقابلة التي قامت بها قناة «الغد العربي» التي يديرها القيادي المفصول من حركة «فتح مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد دحلان»، تبرئة نفسه والادعاء بأن ليس له علاقة بمحاولة الانقلاب التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين الأتراك.

وهاجم «كولن» خلال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» والحكومة التركية، نافيا أن يكون على علاقة بالانقلاب الذي وصفه بـ«المفبرك».