قال المرشد الأعلى لإيران آية الله «علي خامنئي» إن اعتماد بلاده على إيرادات النفط يضع الجمهورية الإسلامية تحت رحمة القوى الكبرى.
وهوت أسعار النفط بنحو الربع منذ يونيو/حزيران وهو ما دفع حكومة الرئيس «حسن روحاني» للمسارعة للبحث عن مصادر بديلة للدخل.
وتستند ميزانية إيران إلى متوسط سعر للنفط قدره حوالي 100 دولار للبرميل لكن سعر خام القياس الأوروبي برنت يقل حاليا عن 87 دولارا.
وقال «خامنئي»، أمس الأربعاء، مشيرا إلى الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام «إدارة بلادنا اعتمادا على إيرادات النفط تترك الاقتصاد الإيراني تحت رحمة صناع السياسة الكبار في العالم».
وأضاف «من الواضح تماما أي مستقبل ينتظر مثل هذه الدولة ... بدلا من الاعتماد على مواردها المعدنية .. ينبغي لإيران الاعتماد على موهبة وإمكانات شبابها».
وتابع قوله «عندها فقط سيكون الاقتصاد الإيراني بمنعة من نفوذ القوى العالمية».
واتهم متحدث باسم الحكومة الإيرانية دولا إسلامية في المنطقة يوم الاثنين بالتآمر مع الغرب لخفض أسعار النفط كوسيلة لإلحاق مزيد من الضرر باقتصادها الذي قوضته العقوبات.
وقال «محمد باقر نوبخت» المتحدث باسم الحكومة أمام رجال دين شيعة في مدينة قم يوم الاثنين: «بعض من تدعى دولا إسلامية في المنطقة تخدم مصالح أمريكا والقوى المتغطرسة (الأخرى) في محاولة الضغط على الجمهورية الإسلامية».
وأضاف: «تسبب (الغرب) في انخفاض انتاجنا من النفط من أربعة ملايين برميل يوميا إلى مليون برميل يوميا .. وهذا الانخفاض الذي طرأ في الآونة الأخيرة على أسعار النفط هو أحدث حيلهم».
وحمل مسؤولون في إيران السعودية مسؤولية انخفاض الأسعار لكن الرئيس روحاني وحكومته المعتدلة حرصا على عدم استعداء الرياض العضو في أوبك أيضا ومنافستهم الاقليمية من أجل تحسين العلاقات في المستقبل.
وتراجعت الأسعار بسبب زيادة إمدادات المعروض ومخاوف من أن يتسبب تباطؤ نمو الاقتصاد في أوروبا والصين في إضعاف الطلب، بحسب محللين.
وإيران من بين أول الأعضاء في أوبك الذين يدعون عادة لخفض امدادات المعروض لدعم الأسعار لكن إيران غيرت نهجها هذا الشهر وقالت إن بوسعها تحمل انخفاض أسعار النفط وإنه لا توجد خطة لاجتماع طارئ لأوبك لوقف هبوط الأسعار.
وأشار بعض أعضاء أوبك ومنهم السعودية والكويت إلى أنه من المستبعد ان تخفض المنظمة الإنتاج لدعم الأسعار في اجتماعها المقرر في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة 1.2 مليون برميل الأسبوع الماضي مقارنة مع توقعات بارتفاعها 2.7 مليون برميل.
وكان سعر خام برنت هوى من ذروة 115 دولارا للبرميل في يونيو حزيران بفعل وفرة إمدادات المعروض وإحجام منظمة أوبك عن تقييد الإنتاج لدعم الأسعار والمخاوف أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا والصين إلى إضعاف الطلب على النفط.
وذهب بعض المتعاملين إلى القول بأن هبوط الأسعار ربما بلغ منتهاه وأشاروا إلى التوقعات المتزايدة بأن اقتراب الأسعار من 80 دولارا للبرميل قد يبطئ نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أو من احتياطيات الرمال النفطية الباهظة التكلفة في كندا.
وتواجه إيران عقوبات اقتصادية خفضت انتاجها إلى نحو الربع. وهو ما دفع «خامنئي» لتبني سياسة تقوم على الاستفادة من الأزمة والاعتماد على موارد أخرى غير نفطية. لكن ليس من الواضح مدى تحقيق تقدم في هذا الاتجاه.