عشرات القتلي فى معارك بين القبائل والقاعدة ضد ميليشيات الحوثي وسط اليمن

الأحد 26 أكتوبر 2014 09:10 ص

ذكرت مصادر سياسية في اليمن أمس أن «أوراق اللعبة» انكشفت بشكل واضح فيما يتعلق بالحرب الحوثية ضد المناطق اليمنية وكذا السر وراء سقوط العاصمة صنعاء بيد ميليشيات الحوثيين بسهولة وبدون مقاومة بالإضافة إلى سقوط العديد من المحافظات الأخرى الواحدة تلو الأخرى.

وأضافت المصادر: «أن اللعبة انكشفت جليا مساء الجمعة عندما تدخلت قوات الجيش اليمني وكذا الطائرات الأمريكية بدون طيار إلى جانب ميليشيات الحوثيين ضد رجال القبائل السنية في المناطق القبلية التابعة لمدينة رداع في محافظة البيضاء».

وأكدت المصادر صحفية أن «القضية أصبحت واضحة وهي خلط الأوراق، وإشعال فتنة طائفية في اليمن، كما فعلتها القوات الأمريكية في العراق وغيرها، وأن عملية انهيار الدولة في اليمن في 21 من الشهر الماضي في أيدي ميليشيات الحوثيين كانت وفق مخطط دولي، تديره إيران وتنفذه ميليشيات الحوثيون الشيعة المدعومون منها».

وأشارت إلى أن الهدف البارز حتى الآن في كل العمليات العسكرية التي نفذتها ميليشيات الحوثي في جميع المناطق والمدن التي اجتاحتها مؤخرا كان القضاء على مقومات القوة لدى التيار الإسلامي السني من مختلف مشاربهم الفكرية والتي كان الحوثيون يتخذون من تواجدهم في أي منطقة ذريعة لاجتياحها والسيطرة عليها، والتي بدأت في منطقة دمّاج السلفية في محافظة صعده العام الماضي، ثم انتقلت إلى محافظة عمران، حيث تتواجد قبائل موالية للتيار الإسلامي السني، والتي توّجت باقتحام العاصمة صنعاء في 21 من الشهر الماضي وأجهزت على الدولة، وسيطرت على كل مرافقها العسكرية والأمنية والإعلامية ووضعت الرئيس «عبدربه منصور هادي» وبقية قوى الدولة تحت الإقامة الجبرية وفرضت عليهم ضغوط الأمر الواقع».

وذكرت مصادر محلية في محافظة البيضاء أن «القبائل السنية في مدينة رداع بمحافظة البيضاء شعرت أن الحرب الحوثية ضدها تعد حربا طائفية بامتياز، وأن التدخل العسكري اليمني والأمريكي ضد مسلحي القبائل السنية في رداع يكشف خفايا اللعبة التي تقف وراءها عمليات ميليشيات الحوثي، والتي تتخذ هذه المرة ذريعة القصف على عناصر القاعدة مبرِرا لتصفية القبائل السنية في رداع وفي محافظة البيضاء بشكل عام».

قصف أمريكي للقاعدة والقبائل السنية

وأوضحت المصادر سقوط نحو 10 قتلى من رجال القبائل المسلحين المسنودين بعناصر من «أنصار الشريعة» في مناطق قبيلة قيفة، القريبة من مدينة رداع، بواسطة الطائرات الأمريكية بدون طيار بالإضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي من قبل معسكرات الجيش المرابطة في سامة الواقعة في مناطق قبائل عنس في محافظة ذمار الزيدية. 

وأشارت إلى أن «طائرة أمريكية بدون طيار يعتقد انها أقلعت من القاعدة البحرية في المحيط الهندي شنت عدة غارات جوية على مواقع مقاتلي القبائل المسنودين من عناصر أنصار الشريعة في جبهة أسبيل، في الوقت الذي تدخل الجيش لأول مرة في القتال إلى جانب ميليشيات الحوثيين الشيعة ضد خصومهم في المناطق القبلية السنة»، مؤكدة أن القصف العسكري من قبل الجيش اليمني والطائرات الأمريكية بدون طيار «يهدف إلى تمهيد الطريق أمام ميليشيات الحوثيين لتمكينهم من التوغل في المناطق القبلية السنية المناوئة في البيضاء، بعد أـن تمكن رجال القبائل من التصدي لميليشيات الحوثيين وإلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوفهم خلال الأيام الماضية».

كما ذكرت مصادر قبلية عدة لوكالة الأنباء الفرنسية أن طائرة بدون طيار استهدفت آليتين تقلان عناصر من تنظيم القاعدة ما أسفر عن سقوط عشرة قتلى، لافتة إلي أن ميليشيات الحوثي حاولوا ثلاث مرات مهاجمة مواقع قبلية في الجبال المطلة على مدينة رداع في محافظة البيضاء، وقال أحد هذه المصادر القبلية في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية «تصدينا لهم في كل مرة وبخسائر جسيمة»، مشيرا إلى أن «المعارك أدت إلى سقوط عشرات القتلى خصوصا في صفوف الحوثيين».

عشرات القتلي من ميليشيات الحوثي

من ناحية أخري، أفادت مصادر إعلامية يمنية أن 21 مسلحا من جماعة «أنصار الله» الحوثية لقوا حتفهم إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في طريق رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وأكد  مصدر إعلامي لوكالة الأنباء الألمانية إن عبوة ناسفة انفجرت أثناء توجه سيارة محملة بالحوثيين إلى مدينة رداع، مما أسفر عن مقتل قائدهم «سلطان أبو شوطه» إضافة إلى20 من مرافقيه.

وقالت مصادر قبلية إن مقاتلي القاعدة حاصروا الحوثيين على جبل في رداع فجر أمس السبت وقتلوا عشرات منهم وأسروا 12 مما اضطر الحوثيين للتراجع إلى محافظة ذمار رغم أن الاشتباكات استمرت في مناطق أخرى من المدينة، مضيفة أن القبائل السنية استولت على ستة مركبات مدرعة على الأقل وبعض الأسلحة من المقاتلين الشيعة لدى انسحابهم.

ولم يعقب قادة الحوثيين على الواقعة لكن قياديا أبلغ رويترز أن التقارير بشأن ما استولى عليه متشددو القاعدة من مقاتيلهم مبالغ فيها.

وأكدت العديد من المصادر أن ميليشيات الحوثيين فوجئوا بالمقاومة الشرسة والانتفاضة القوية التي تعرضوا لها في المناطق السنية، وفي مقدمتها المناطق القبلية في محافظة البيضاء، بالإضافة إلى محافظة إب القريبة منها، كما هو الحال في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، غربي اليمن، التي انتفضت جميعها لتضع حدا للتوسع الحوثي المسلح، الذي انهارت أمامه كل قوى الدولة كما انهارت القوى التقليدية.

وتمكنت هذه المناطق السنّية من وضع حد للتمدد الحوثي الشيعي المسلح الذي تمكن من السيطرة على نحو 8 محافظات يمنية أكثرها ذات أغلبية زيدية في غضون أشهر قليلة.

إصرار جنوبي علي الإنفصال

وفي الوقت الذي تتوسع فيه ميليشيات الحوثي  في العديد من المناطق والمحافظات الشمالية، أغلق الجنوبيون أبوابهم أمام هذا التوسع الحوثي، ورفضوا قطعيا أي دخول أو أي عرض حوثي لاستمالتهم وكسب ودّهم، واعتبروه (غزوا زيديا) جديدا على مناطقهم المدنية التي تحظى بالخصوصية.

ورفض معتصمون جنوبيون في عدن العرض الذي أعلنه زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، مساء الجمعة، بمنح الحقائب الوزارية التي جاءت من حصة ميليشيات الحوثي للحراك الجنوبي.

وقالوا لمصادر صحفية، «لا نريد المشاركة في أي حكومة تأتي من صنعاء.. نحن قررنا اقتناص الفرصة الراهنة التي ابتلع فيها المسلحون الحوثيون الدولة وأغلب المناطق الشمالية للمطالبة الجادة بفك الارتباط عن الشمال» على حد قولهم، مشددين على أنهم لن يبرحوا ساحة الاعتصام في ساحة العروض بخور مكسر في مدينة عدن حتى يتحق هدفهم الكبير وهو الانفصال الكامل عن الشمال الذي توحدوا معه في عام 1990.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين ميليشيات الحراك الجنوبي القاعدة أنصار الشريعة

مقتل 3 من مقاتلي القاعدة فى هجوم طائرة بدون طيار باليمن

«الحراك الجنوبي» يستعد لـ«جمعة الغضب» للمطالبة بالانفصال عن اليمن

معارك القاعدة والحوثيين في اليمن .. هل تقود إلى منزلق الصراع الطائفي؟

الحوثيون يتلقون ضربات موجعة على يد القاعدة ومسلحي القبائل في وسط اليمن

تنظيم «القاعدة» يسيطر على مدينة «العدين» جنوب غرب اليمن

الحراك الجنوبي يطالب حكومة "اليمن الشقيق" بسحب موظفيها وقواتها ويلوح بوقف تصدير النفط

القبائل تستعيد «المناسح» بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي

قبائل يمنية تعلن النفير العام لمقتل شيخين من أبنائها على يد مليشيات الحوثي

«الحوثي» يخطط للسيطرة على «تعز»