«صاندي تايمز»: إعدام الإيرانية «جباري» يُعد «صفعة» على وجه الولايات المتحدة

الاثنين 27 أكتوبر 2014 09:10 ص

مثّل إعدام الشابة الإيرانية «ريحانة جباري» المتهمة بقتل رجل أمن سابق حاول الاعتداء عليها «صفعة في وجه الولايات المتحدة»، حيث تم تنفيذ الحكم في حقها رغم التحركات الدولية من أجل إثناء السلطات عن تنفيذه.

كشفت صحيفة «صاندي تايمز» أن الإيرانية المحكوم عليها بالإعدام «ريحانة جباري» كتبت، قبل تنفيذ الحكم في حقها،  «لا أريد أن أتعفن في التراب»، مبينة أن وصيتها الأخيرة هي أن يتم التبرع بأعضائها بشكل سري «لمن هو بحاجة إليها».

وذكرت الصحيفة أن الشابة الإيرانية طلبت من والداتها «شولي باكرفان» ألا تنوح عليها وتلبس السواد، لافتًة في رسالتها: «كنت أتمنى لو احتضنتك حتى ألفظ أنفاسي».

ويفيد التقرير أن الفتاة الإيرانية المتعلمة والخريجة الجامعية، تخصصت في مجال التصميم الداخلي، مشيرا أنها اقتيدت إلى حبل المشنقة صباح أول أمس، السبت، ولم يتجاوز عمرها 26 عاما، وذلك على الرغم من الحملة الدولية لإنقاذ حياتها من قبل منظمات حقوق الإنسان ومناشدات الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية.

ويتابع التقرير موضحا أن «ريحانة قضت خمسة أعوام تنتظر الإعدام»؛ لقتلها رجل مخابرات يُدعى «مرتضى عبدالله سرابندي»، الذي سبق وقالت أنه اقتادها في عام 2007 إلى بيت فارغ، ولم تكن قد تجاوزت من العمر 19 عاما حينها، لافتة أنه أوهمها إن الغرض هو أخذ رأيها في كيفية تصميم وترتيب مكتبه.

وتوضح الصحيفة أن «ريحانة» كانت تعرف أنها لو لم تطعن رجل الأمن الذي هاجمها، بمطواة في ظهره، فعذابها كان سينتهي بقتلها. وكتبت في وصيتها التي تسلمتها والدتها بداية هذا العام قائلة: «كانت جثتي سترمى في زاوية  ما من المدينة». وواصلت: «وبعد أيام كانت الشرطة ستقتادك إلى زاوية المكتب لتتعرفي على جثتي، وهناك ستعرفين أنه تم اغتصابي أيضا». وتضيف «ولن يُعرف القاتل أبدا؛ لأننا لا نملك ثروتهم وسلطتهم».

وتشير الصحيفة إلى أن سلطات السجن قد سمحت لوالدة جباري بوداع ابنتها يوم الجمعة، حيث قضت معها ساعة كاملة في السجن قبل أن تساق إلى حبل المشنقة في الساعات الأولى من صباح يوم السبت.

وتقول الصحيفة إن «جباري» جنبت على الأقل الإهانة بتعليقها على حبل في الشارع، وترك جسدها أمام أعين أفراد عائلتها الباكين. وهي الطريقة المعتادة في إيران، والتي ترسل في كل عام الكثير من أبنائها إلى حبل المشنقة أكثر من أي بلد، باستثناء الصين.

وتتحدث الصحيفة عن أن حالات الإعدام في عهد الرئيس «حسن روحاني» ارتفعت بشكل ملحوظ منذ توليه منصب الحاكم العام الماضي، وذلك رغم ما قاله «بمحياه الباسم واستخدامه للتويتر» حيث قال إنه «حاول» تخفيف الحكم.

وبحسب الأرقام الرسمية، فقد نُفذ حكم الإعدام على 369 شخصا في عام 2013. بينما تقدر منظمة العفو الدولية، العدد بأنه قريب من 700، وحسب الحملة الدولة لحقوق الإنسان في إيران فالرقم هو 400 في النصف الأول من العام الحالي، وفق التقرير.

وتذكر الصحيفة أنه في شهر أغسطس/آب تم شنق مثليين بتهمة ممارسة اللواط، كما تم شنق «فرزانة مرادي»، العروس الشابة المتهمة بقتل زوجها في شهر مارس/آذار الماضي.

وترى الصحيفة أن السلطات الإيرانية أقل تسامحا مع آثام أقل من تلك التي تتعلق بالقتل، فقد تم جلد فتيات شوهدن وهن يرقصن على شريط في يوتيوب. وهناك فتاة بريطانية- إيرانية اتهمت بـ «دعاية مضادة ضد النظام الإيراني»؛ لأنها تجرأت على حضور مباراة كرة طائرة.

ويلفت التقرير إلى أنه في حالات القتل فعائلات القتيل لها الحق في العفو وقبول الدية عوضا عن ذلك. ففي إحدى الحالات هذا العام قامت امرأة بصفع قاتل ابنها، الذي كان يقف على مقصلة الإعدام ومن ثم عفت عنه. وحالات مثل هذه أوقفت إعدام 358 شخصا العام الماضي. وفي حالة «جباري»، رفضت عائلة القتيل العفو وادعت أنها -جباري- كاذبة.

ويورد التقرير أن «ريحانة جباري» قد اعترفت أنها طعنت مسؤولا سابقا في وزارة الاستخبارات الإيرانية مرة واحد بالسكين في الظهر، وذلك دفاعا عن نفسها، وزعمت أن رجلا آخر قتله. فيما وجد تقرير الطبيب الشرعي زجاجة شراب تحتوي على مادة مسكنة تم حقن «جباري» بها.

ولفتت «صاندي تايمز» أن منظمة «أمنستي» اشتكت من عدم التحقيق في الأدلة، واتهم «أحمد شهيد»، مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، المحقق الإيراني باستخدام التحقيق للحصول على اعترافات من «جباري»، التي احتجزت في زنزانة انفرادية لمدة شهرين، قبل أن يسمح لمحاميها مقابلتها.

وكان من المقرر إعدامها في شهر أبريل/نيسان الماضي، لكن تم تأجيله بعد مناشدة من الأمم المتحدة وعريضة للعفو عنها وقع عليها 200.000 شخص.

واختتمت الصحيفة بأنها تجد إعدام «جباري» «صفعة في وجه الولايات المتحدة»، التي طالبت إيران بإعادة فحص الأدلة. وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق أن «هناك قلق حول نزاهة القضية القانونية، بما في ذلك تقارير عن اعترافات أخذت بالإكراه». بينما لم يسهم ذلك بأي شكل من الأشكال في إعادة المحاكمة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران اعدام ريحانة جباري

السعودية تحتل المرتبة الرابعة في قائمة أكثر دول العالم تنفيذا لحكم الإعدام

الصفقة الكبرى بين أمريكا وإيران

وزير الدفاع الإيراني: القمر «فجر» صنع بأياد إيرانية في أصعب ظروف الحظر

إيران تعدم ستة من الأكراد السنة دون محاكمة بعد احتجازهم 5 سنوات

الإعدامات تتصدر قائمة تقرير الأمم المتحدة عن المخاوف بشأن حقوق الانسان في إيران

«العفو الدولية» تحذر من زيادة معدلات تطبيق عقوبة الإعدام في السعودية

إيران والسعودية والعراق ومصر يتصدرون الشرق الأوسط في تنفيذ أحكام الإعدام في 2014

«العفو الدولية»: 7 إعدامات في إيران كل يومين