قال «علي قاضي عسكر»، ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي» لشؤون الحج، إن اكثر من 7 ألاف حاج بينهم 465 حاجا إيرانيا ماتوا خلال حادث منى.
واعتبر أن عددا كبيرا من المسؤولين السعوديين مقصرون في هذه الحادثة.
وأشار في مقابلة مع قناة العالم الاخبارية، إلى أنه خلال موسم الحج الماضي «حدثت كارثتان الاولى كارثة سقوط رافعة في المسجد الحرام حيث استشهد 12 حاجا إيرانيا وعدد كبير من حجاج الدول الأخرى، والكارثة الثانية هي كارثة منى التي وفقا لاحصاءات وزارة الصحة السعودية، استشهد خلالها أكثر من 7 ألاف حاج بينهم 465 حاجا إيرانيا».
وأضاف «في كارثة سقوط الرافعة فكان هناك تقصيرا أمنيا واضحا من قبل السلطات السعودية التي اعترفت بذلك من خلال وعودها بدفع تعويضات إلى عوائل الشهداء والمصابين».
وتابع «صحيح أن كارثة منى كانت غير متعمدة إلا ان عددا كبيرا من المسؤولين السعوديين المعنيين كانوا مقصرين فيها».
وأكد أنه «بعد العودة من الحج أجرينا مقابلات مع 800 حاج إيراني وكذلك مع حجاج أخرين في الخارج، ونتيجة التحقيقات تقول حتى الآن أن الحادث كان غير متعمدا إلا انه يجب أن تطرح أيضا قضية شبه العمد لهذه الكارثة».
وأوضح «نحن نعتقد بأن أسلوب إدارة الحج ليس أسلوبا صحيحا، لأن الطاقة الاستيعابية لمنى طاقة محددة ولايمكن أن ننقل حشودا كبيرة من الحجاج عبر شارع عرضه 15 مترا فقط، كما لاتوجد هناك مراكز للعلاج والانقاذ وحتى خزانات مياه لإيصال المياه إلى الحجيج نظرا إلى الأجواء الحارة في المنطقة».
وبين «وجود مروحيات وكاميرات عديدة في المنطقة التي ترصد تنقل الحجاج، ولو أن السلطات السعودية كانت تريد تبرئة نفسها فكان من الأفضل أن تضع الصور التي التقطتها هذه الكاميرات تحت تصرف الدول الإسلامية، لكي توضح الحقيقة»، مؤكدا «لا نكن أي عداء لأي طرف وهدفنا هو كشف الحقيقة».
يذكر أن مسؤول بعثة الحج الإيرانية، «قاضي عسكر» قال إن دولته تسعى عبر محادثات مع المسؤولين السعوديين حل قضية دفع الدية لذوي قتلى حادثة منى.
وأوضح «عسكر» أن القضايا القانونية لحادثة مني تم متابعتها خلال الاجتماع مع المحامين في الداخل والخارج، وفي المرحلة الأولى نسعي ومن خلال مباحثاتنا مع السعوديين لمعالجة قضية دفع الدية لذوي الضحايا».
وكان وزير العدل الإيراني «مصطفى بورمحمدي»، أكد في يوليو/تموز الماضي أن دولته ستلاحق السعودية في المحاكم الدولية من خلال متابعة ملف الشكوى بشأن ما وقع في منى.
يذكر أن نحو 769 حاجا -حسب البيانات الرسمية- بينهم 465 إيرانيا -وفق ما أعلنت طهران- قد لقوا مصرعهم، في 24 سبتمبر/أيلول 2015 خلال مراسم رمي الجمرات بسبب شدة الازدحام الناجم عن التدافع بين الحجاج.
وتتهم إيران المملكة بعرقلة أداء الإيرانيين للحج هذا العام، بينما ترفض السعودية محاولات تسييس الحج من جانب إيران، مؤكدة جاهزيتها لتأمينه ومنع أي مظاهر تخرج عن الشعائر الإيمانية للحج.
وفي وقت سابق، كشف مصدر مطلع بوزارة الحج السعودية أنه تم الترتيب لاستقبال حجاج إيرانيين قادمين من دول آخرى حسب الترتيبات الاعتيادية للدول التي قدموا منها.