قال مصدر أردني مطلع، إن العواصم التي قصدها الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» في خطابه الناري الذي ألقاه السبت عندما تحدث عن التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني هي حصريا أبوظبي وعمان والقاهرة.
وأثارت تصريحات «عباس» التي كان يشير فيها إلى الداعمين للقيادي المفصول من حركة «فتح» «محمد دحلان»، انزعاجا بالغا في القاهرة وعمان وأبوظبي، ووجهت استفسارات مباشرة لمسؤولين في السلطة الفلسطينية من جانب الحكومة الأردنية على الأقل، بحسب ذات المصدر.
وبحسب المصدر فإن «عباس»، قال لمقربين منه إنه يتعرض لضغوط هائلة لتأجيل الاستحقاق الانتخابي الفلسطيني ولإجراء مصالحة فتحاوية داخلية تنتهي بعودة معارضين له إلى رام الله وسبق أن وافق على مقترحات «عربية» بالخصوص لكنه تراجع ظهر السبت وبعد اتصالات أجراها مع بعض أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح.
وترى عواصم منها عمان والقاهرة أن المصالحة الفتحاوية الداخلية خطوة ضرورية جدا في هذه المرحلة وتقترح على «عباس» تأجيل الانتخابات البلدية واتخاذ قرار يسمح بعودة مفصولين من حركة «فتح».
وتخشى هذه العواصم أن تتصدر حركة «حماس» الانتخابات البلدية المقبلة في ظل تشتت حركة «فتح».
وقبل يومين، حذّر الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» من مغبة تدخل بعض العواصم ـ لم يسمها- في الشأن الفلسطيني والتلاعب بحق تقرير المصير، في إشارة إلى محاولات الإمارات ومصر والأردن الضغط لإعادة القيادي المفصول من حركة «فتح» «محمد دحلان» إلى صفوف الحركة وتصعيده بدلا من «عباس».
وقال «عباس» في «فيديو» نشر عبر تلفزيون فلسطين: «يجب أن نتكلم كفلسطينيين، كفى الامتدادات من هنا أو هناك، من له خيوط من هنا أو هناك الأفضل أن يقطعها، وإذا لم يقطعها نحن سنقطعها».
وفي وقت سابق كشف موقع «ميدل إيست آي» أن الإمارات ومصر والأردن تخطط لـ«مرحلة ما بعد محمود عباس»، من خلال إعداد «محمد دحلان»، لخلافة «عباس»، في رئاسة «السلطة الوطنية الفلسطينية» و«حركة فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية».
وأوضح الموقع البريطاني أن مصادر أردنية وفلسطينية أكدت له بشكل منفصل الأنباء بشأن هذا الخطة.
ويعد «عباس» شخصية بارزة في السياسة الفلسطينية منذ تسعينيات القرن الماضي، ورئيسا لفلسطين منذ عام 2005.
أما «دحلان» فهو قيادي سابق في «حركة فتح»، ولها علاقات وثيقة مع النظام الإماراتي.