ألقت الرئاسة العامة لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» أمس الإثنين، القبض على الشخص الذي زعم أمام مجموعة من الأشخاص عبر مقطع مصور أنه يرى «النبي صلى الله عليه وسلم» يقظة ويتحدث معه، وأنه يراه في كل مكان، وقد تمت إحالته إلى الجهات الأمنية لاستكمال ما يلزم لعرضه على الشرع.
وقالت الرئاسة العامة لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في بيان صحفي أمس: «إنه وبعد التأكد من صحة المقطع وهوية الشخص الذي يظهر فيه، تم في صباح أمس الإثنين القبض عليه، وقد أقر بصحة ما ورد في المقطع من أقوال وأفعال منكرة، ونشره لهذه الخرافات، وتضليل الزوار لمدينة «رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وتمت إحالته إلى الجهات الأمنية لاستكمال ما يلزم لعرضه على الشرع المطهر ردعا له ولأمثاله، وكفا لشرهم عن البلاد والعباد.
وأشارت إلى أن الرئيس العام لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الدكتور «عبداللطيف آل الشيخ» قد وجه بالتحري عن صحة المقطع المصور الذي تم تداوله لشخص يزعم فيه أمام مجموعة من الأشخاص أنه يرى «النبي صلى الله عليه وسلم» يقظة ويتحدث معه، وأنه يراه في كل مكان، ووجه بالقبض عليه في حال ثبت ما نسب إليه.
وأوضحت «الهيئة» أن ما قام به صاحب المقطع المصور يعد تضليلا للناس عامة ولزوار مدينة «رسول صلى الله عليه وسلم» خاصة، ومحاولة لإفساد عقائدهم بهذه الخرافات والادعاءات المنكرة، حيث زعم بأنه يرى «الرسول الكريم» يقظة ويتحدث معه، وأنه يراه في كل مكان، وزعم كذلك أنه يذهب ببعض الزوار إلى «رسول الله صلى الله عليه وسلم» ويرونه ويتحدثون معه، وأنهم زاروا قبر الصحابي الجليل «حمزة رضي الله» عنه وتكلموا معه، ودار بينهم نقاش طويل، وذكر فيه أن امرأة من الأنقوش جاءت إلى المدينة المنورة وذهب بها لزيارة «فاطمة الزهراء رضي الله عنها»، وأنها اتصلت به بعد مدة من الأنقوش وقالت له إن «فاطمة» معها هناك.
من جانبه أوضح المتحدث الرسمي بشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد «فهد الغنام» خلال حديثه إلى صحيفة «الحياة» أن شرطة منطقة المدينة المنورة ممثلة بمركز شرطة أحد تسلمت شخصا يدعي رؤية «الرسول الكريم»، وذلك من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة المنورة بعد أن تم القبض عليه بواسطتهم.
وأكد أنه سيتم اتخاذ الإجراءات المتبعة حياله، وإحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام حسب الاختصاص.
وقد علمت صحيفة «الحياة» في وقت سابق أن جهات حكومية عدة رفعت تقارير إلى جهات الاختصاص عن معلم سابق في تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنــورة، تمهيدا لمقاضاته، إثر مقطع تداولته مواقع التواصل الاجتماعي يزعم من خلاله رؤية «الرســول صلى الله عليه وسـلم»، والتحدث معه.
يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت هذا المقطع على نطاق واسع مستنكرين مثل هذه الأقاويل، وقد أخذ المقطع أبعادا دينية كبيرة بين المشاهدين.
هذا وقال المحامي والمستشار القانوني «حامد بــخت» إن ما كان يزعــمه هذا الرجــل من تمــثيل الأرواح وتحــضيرها يقظة، يعد من المعتقدات الضالة الفاسدة، ومخالفا لكتاب الله وسنة «رسول الله صلى الله عليه وسلم»، ومخالفا لعقيدة أهل السنة والجماعة، ومخالفا للفطرة السليمة.
وأضاف «بخت»: «جزم أهل العلم أن رؤية «النبي صلى الله عليه وسلم» في الدنيا بعد موته يقظة غير ممكنة، وادعاء ذلك من أعظم الباطل وأقبح الجهل، وحب «النبي صلى الله عليه وسلم» واجب على كل مسلم، والحب يكون بالاتباع لا بالابتداع، وما يدعيه البعض من أن «النبي صلى الله عليه وسلم» قد أتى إليه في اليقظة وحدثه وأخبره فإن هذا من الخرافات والأكاذيب».
