الخارجية البريطانية: علاقاتنا مع قطر الآن «أقوى من أي وقت مضى»

الخميس 30 أكتوبر 2014 06:10 ص

الخارجية البريطانية تؤكد أن العلاقات بين لندن والدوحة في أقوى حالاتها، وإن المملكة المتحدة تعوّل كثيراّ على التعاون مع قطر في مجال الطاقة. كما أنها تدعم بشدة تنظيم قطر لبطولة كأس العالم وتدرك جيدا أنها ستخرج للعالم بطولة رائعة.

أكدت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية، «فرح دخل الله» أول أمس، خلال حوار صحفي، أن العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة وقطر الآن «أقوى من أي وقت مضى»، مشيرة أن المملكة المتحدة تعتبر «شريكا هاما لقطر بمجالات التدريب والخبرات خاصة التدريب العسكري، وهناك أيضا طلب كبير على الاستعانة بالخبرات البريطانية بمجال الخدمات المالية والقضاء والهندسة المدنية والاستشارات والمجالات الثقافية كذلك». لافتًة أن المملكة تشجع الاستثمارات القطرية فيها.

نمو التبادل التجاري

وعن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام 2014، قالت «دخل الله» أن التجارة المتبادلة بين المملكة المتحدة وقطر تشهد نموا سريعا، حيث تمثل قطر ثالث أكبر سوق لصادرات المملكة المتحدة إلى منطقة الخليج - بعد الإمارات والسعودية، مضيفة أن قيمة صادرات البضائع البريطانية إلى قطر ارتفعت من 353 مليون جنيه إسترليني في 2005 إلى 1.31 مليار جنيه في عام 2012،  وفي 2013 ارتفع إجمالي صادرات المملكة المتحدة من البضائع إلى قطر بنسبة 12% لتصل إلى 1.53 مليار جنيه إسترليني، وتضاف إليها صادرات المملكة المتحدة من الخدمات التي بلغت 521 مليون جنيه في 2012.

وأوضحت «دخل الله» أنه: «في الفترة من أبريل إلى مايو 2014 بلغت صادرات المملكة المتحدة من البضائع إلى قطر 853 مليون جنيه إسترليني، حيث سجلت ارتفاعا قدره 44% مقارنة بنفس الفترة في عام 2013 حين بلغت 593 مليون جنيه».

ويعتبر الغاز الطبيعي المسال أكبر صادرات قطر إلى المملكة المتحدة، ويشكل ثلث صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي. وبلغ إجمالي صادرات قطر إلى المملكة المتحدة 2.71 مليار جنيه إسترليني في عام 2013، بما نسبته %20 من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.

ويحتل أمن إمدادات الطاقة حاليا أهمية خاصة بالنسبة للمملكة المتحدة ولشركائها بالاتحاد الأوروبي، ولفتت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية أن الغاز الطبيعي المسال من قطر يلعب دورا كبيرا في ضمان ذلك، مؤكدًة أن الاستثمارات القطرية في بريطانيا تساهم في إنعاش الاقتصاد البريطاني وتقديم فرص عمل للعديد من البريطانيين، وتقديم مساكن اقتصادية ضمن مشاريعها الاستثمارية، إلى جانب التزامها بكافة القوانين البريطانية.

كما تطرق الحوار إلى تواجد أعدادا كبيرة من القطريين في المملكة المتحدة، حيث  أن السائح القطري يعد من أكثر السياح إنفاقا في المملكة المتحدة.

وقالت «دخل الله» أنه «يوجد نحو 20 ألف بريطانيا يعيشون في قطر، ويزورها حوالي 40 ألف سائح بريطاني كل عام. والكثير من القطريين تلقوا تعليمهم في المملكة المتحدة، ويزورونها دوريا لأغراض تجارية أو للسياحة، كما أنهم يملكون عقارات ولديهم استثمارات أخرى في المملكة المتحدة. ومنذ إطلاق النظام الإلكتروني للإعفاء من التأشيرة (Electronic Visa Waiver) في يناير 2014، لم يعد السائحون القطريون بحاجة لتأشيرة لدخول المملكة المتحدة لغرض السياحة، حيث يتاح لهم زيارة المملكة والبقاء فيها لمدة أقصاها ستة أشهر».

من أقرب الحلفاء

وحول ما إذا كانت بريطانيا ترى قطر راعية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، أكدت «دخل الله»: «تُعتبر قطر واحدة من أقرب حلفائنا، وأحداث منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السنوات الأخيرة زادت عمق مجالات التعاون بين بلدينا. ولدينا اهتمامات مشتركة بالسياسة الخارجية، وفي مقدمة مجالات التعاون بيننا الأوضاع في سوريا واليمن والصومال، وسنواصل التعاون عن قرب لمعالجة التحديات الأمنية التي تواجهنا».

وأضافت أن قطر، مثلها مثل المملكة المتحدة، تدعم المعارضة السورية المعتدلة. كما أن قطر عضو مهم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة داعش.

كما لفتت إلى أن «مكافحة داعش وتجفيف الدعم المالي لها يحتل أولوية ويتطلب تعاونا دوليا وثيقا. ونحن في طليعة الجهود المبذولة في الأمم المتحدة، وشاركنا في رعاية قرار مجلس الأمن الذي تبناه في شهر أغسطس لقطع مصادر تمويل داعش ومطالبة الدول ببذل كل ما باستطاعتها لمنع انضمام المقاتلين الأجانب لهذه الجماعة».

وعن الربط الدائم بين قطر والإخوان المسلمين في الموضوع المصري، أكدت «دخل الله» أنه بدأ إجراء المراجعة بشأن الإخوان المسلمين بناء على طلب من رئيس الوزراء. وفي الوقت الحالي، تنظر الوزارات المختصة في تداعيات ما توصلت إليه المراجعة في استنتاجاتها. مشددة: «كنا واضحين منذ البداية بأن الغرض من هذه المراجعة هو إعداد تقرير داخلي لرئيس الوزراء لتستند إليه سياسة الحكومة تجاه الإخوان المسلمين، وبأننا سوف ننشر في وقت لاحق الاستنتاجات الأساسية التي توصلت إليها المراجعة».

ولفتت من ناحية أخرى، أن المملكة ترحب بجدية الحكومة القطرية في الاستجابة للمخاوف التي أثيرت بشأن معاملة العمال الأجانب. مشيرة أنهم سوف يواصلون دعم جهود قطر للاستعداد لكأس العام 2022 وقدرتها على استضافة هذه الدورة، بما في ذلك ضمان أن تكون الشركات البريطانية المعنية بهذه الدورة ملتزمة بقوانين العمل الدولية والقطرية. واختتمت حديثها مؤكدة أن التحقيق الذي يجريه «مايكل جراسيا» بعملية الفيفا لتقديم العروض قد انتهى، و«نحن ننتظر تفاصيل محتواه بدل أن نستبق الاستنتاجات».

يأتي الحوار تزامنا مع زيارة أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» للمملكة المتحدة علي رأس وفد رسمي منذ أول أمس الثلاثاء فى زيارة تستغرق ثلاثة أيام، تنتهي اليوم لبحث تعزيز العلاقات الثنائية.

وبحث أمير قطر خلال زيارته مع رئيس الوزراء البريطاني «ديفد كاميرون» في لندن تطورات الأوضاع في المنطقة، ووقع وزيرا خارجيتي البلدين على مذكرة تفاهم لتأسيس منتدى وزاري للحوار بين حكومة دولة قطر ونظيرتها البريطانية.

كما التقى أمير دولة قطر ملكة بريطانيا «إليزابيث الثانية» في قصر «باكنغهام» بلندن، وقد تطرق اللقاء إلى التعاون بين البلدين وسبل تعزيزه. 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قطر بريطانيا تعاون عسكري العلاقات القطرية البريطانية

أمير قطر يبدأ زيارة رسمية لبريطانيا الثلاثاء المقبل

أدلة جديدة تؤكد تورط الإمارات بتقرير «صنداي تلغراف»

الإمارات تمول حملة في صحف بريطانية بملايين الدولارات لتشويه قطر

بريطانيا تدرج 14 شخصية بينهم خليجيين على قوائم العقوبات بزعم صلتهم بالقاعدة

على خطى الولايات المتحدة.. بريطانيا تدرج رجل أعمال قطري على قائمة العقوبات

أمير قطر ينهي زيارته لبريطانيا ويزور الصين الأسبوع المقبل